تهيمن حالة من القلق على الاسلاميين في تونس، بعد الأحداث التي أدت الى سقوط الرئيس المصري محمد مرسي، من مواجهة المصير نفسه.


القاهرة:بدأت تهيمن مخاوف على الإسلاميين في تونس خشية أن يتكرر معهم السيناريو الذي تعرض له الإسلاميون في مصر في أعقاب الإطاحة بنظام الرئيس محمد مرسي.
وربما كانت تونس هي المكان الوحيد الذي راقب بعصبية كل أحداث العنف التي شهدتها مصر على مدار الأسبوعين الماضيين، خاصة وأنها كانت صاحبة الشرارة الأولى في موجة الربيع العربي، التي أسقطت بعضًا من أبرز زعماء المنطقة بعد ذلك.
ما حصل في مصر تهديد لتونس
وبعد سقوط نظام الرئيس مرسي في مصر، وجد الحزب الحاكم في تونس نفسه الحزب الإسلامي الوحيد الحاكم في المنطقة. ونقلت في هذا الإطار مجلة التايم الأميركية عن محمد عمر، عضو المكتب السياسي بحزب النهضة الإسلامي الحاكم في تونس، قوله:quot;ما حدث في مصر يشكل تهديداً حقيقياً للديمقراطية، لأننا شاهدنا إطاحة بالرئيس الشرعي. ولا أظن أن هناك دولة في مأمن الآن مما حدث في مصرquot;.
وبالنظر للمعارك المحتدمة التي تشهدها شوارع القاهرة منذ الـ 30 من حزيران (يونيو) الماضي، فإنه من السهل نسيان دور تونس المحوري في الثورة المصرية التي حدثت في الـ 25 من كانون الثاني (يناير) عام 2011. حيث سبقت تونس ببضعة أسابيع من خلال ثورتها التي أطلق عليها ثورة الياسمين والتي أطاحت حينئذ بالرئيس زين العابدين بن علي، لتلهم المصريين باحتمال تكرار ذلك مع الرئيس مبارك، وهو ما حدث بالفعل بعدها بفترة زمنية قصيرة، انطلاقاً من ميدان التحرير.
اختلاف بين الدولتين
ورغم تشابه كثير من الأشياء التي حدثت في تونس ومصر بعد ذلك، إلا أن ثمة جانباً مهماً ميز كلا الدولتين بصورة واضحة، وجعل كل منهما يسير في طريق مختلف عن الآخر. فبينما تصدى مرسي للمعارضين وعمل بوضوح على إحكام قبضة الإخوان المسلمين على السلطة في مصر، مال حزب النهضة في تونس لتسيير البلاد بالاشتراك مع حزبين علمانيين صغيرين، أحدهما مسؤول عن الرئاسة تحت قيادة منصف المرزوقي والآخر مسؤول عن الجمعية المنوطة بصياغة الدستور.
فرصة للعلمانيين
وعبر التونسيون عن تمنياتهم بأن يتفادوا مسلسل الفوضى وعدم الاستقرار السياسي، الذي شهدته مصر، من خلال الائتلاف الذي قاموا بتشكيله. وعاود عمر هنا ليقول quot;توقعنا في تونس ما حدث في مصر. واخترنا أن نمنح الأحزاب العلمانية فرصة لمشاركتنا، وهو ما يحول دون تدخل الجيش أو ما شابه في العملية السياسيةquot;.
ومع هذا، رفض القادة الإسلاميون في تونس ما حدث بمصر، معبرين عن امتعاضهم من قرار عزل مرسي بهذا الشكل. وطالب زعيم حزب النهضة، رشيد الغنوشي، أنصار جماعة الإخوان بأن يظلوا في شوارع القاهرة إلى أن يتم تحرير مرسي.
بيد أن التايم أوضحت أن غضب الغنوشي لم يحظ بأي تأثير يذكر على مجرى الأحداث في مصر. وعلى العكس، توقع بعض التونسيين أن تشهد بلادهم سيناريو مماثل لما حدث في مصر، خاصة مع تنامي الامتعاض من فشل الحكومة الواضح في تحسين الوضع الاقتصادي الفاتر أو السيطرة على الجماعات الإسلامية المسلحة.
دعوة quot;تمردquot;
وقال المحلل يوسف الوسلاتي quot;لا يبدو أن تونس في مأمن عما حدث في مصر. وقد يواجه الإخوان فيها نفس المصير، خاصة في ضوء هذا التقارب غير المسبوق بين التيارات السياسية المتباينة في المعارضة لإزاحة الإسلاميين من السلطةquot;.
وربما السيناريو الأكثر إثارةً لذعر وقلق الغنوشي وحكومته الإسلامية الآن هو المتعلق بالدعوة التي أطلقتها حركة تمرد التونسية للقيام بتظاهرات مناهضة للحكومة في الـ 25 من الشهر الجاري، تزامناً مع الذكرى السنوية لاستقلال البلاد عن فرنسا.
كما يشعر الغنوشي بقلق إضافي في ظل تنامي هذا الحزب السياسي العلماني الجديد الذي يعرف بـquot;نداء تونسquot; والذي يطالب بحل الحكومة الحالية. وقال نبيل القروي، رئيس قناة نسمة الفضائية، إن ما يحدث في تونس ومصر مثل كرة الطاولة، وأن العنف الذي حدث في مصر جعل حكومتنا تشعر بالقلق إزاء ما قد يحدث هنا.