تتنافس القنوات الإخبارية العربية في متابعتها للتطورات في مصر، وفي مقدمة هذه القنوات الجزيرة والعربية. لكن يبدو أن العربية تمكنت هذه المرة من انتزاع الدور الريادي من خلال أدائها المهني، وبعدما طردت الثورة الثانية قناة الجزيرة ونبذها الثوار.
يعيش الاعلام العربي لحظة فارقة في تاريخه، ويتابع الملايين من المحيط للخليج قنوات تلفزيونية بعينها بحثاً عن الخبر والمعلومة، وتأتي في الصدارة quot;الجزيرةquot; وquot;العربيةquot;، فالأولى حصلت على ما يمكن تسميته بالحقوق الحصرية والترويجية للربيع العربي الأول، بمشاركتها الفعالة في إسقاط بن علي في تونس، ومبارك في مصر، والقذافي في ليبيا، ثم مساندتها للأنظمة الجديدة التي قامت على الفكر الإخواني، وعلى الرغم من عثراته السياسية وخروج الشارع عليه إلا أن quot;الجزيرةquot; استمرت في دعم هذه الأنظمة.
وجاء التطور الكبير مساء اليوم، وعقب الإعلان عن عزل الرئيس المصري محمد مرسي وتعطيل الدستور موقتاً، وتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا مقاليد السلطة موقتاً في مصر لحين إجراء إنتخابات برلمانية ورئاسية، إلا أن قناة الجزيرة استمرت على نهجها في دعم النظام الذي سقطت شرعيته، وبثت شريطاً مسجلاً بطريقة بدائية رديئة للرئيس المعزول محمد مرسي، بطريقة أعادت للإذهان حصريات الجزيرة في فترة سطوع نجم تنظيم القاعدة، حيث كانت تتولى بث تسجيلات بن لادن والظواهري.
بدورها، قامت السلطات المصرية بمداهمة مقر الجزيرة في مصر، وصادرت المعدات وأوقفت فريق العمل عن ممارسة البث، ويبدو أن القناة القطرية دخلت زمرة القنوات التي صدرت أوامر عليا في مصر بإغلاقها، وعلى رأسها قناة الحافظ الدينية، وقناة مصر 25 الموالية للإخوان، وغيرها من القنوات التي تشتهر في الشارع المصري بتأجيج الفتنة، وتم وقف بث قناة الجزيرة في القاهرة، وأشارت القناة إلى أن طاقم عملها تم إحتجازه.
وفي المقابل، بدت قناة العربية أكثر إستعداداً لإنتزاع دور ريادي في صناعة الربيع العربي الثاني، فقد إتضح من متابعتها على مدار اليوم، ومن هوية الشخصيات الذين ظهروا على شاشاتها، وعلى رأسهم قيادات عسكرية مصرية quot;خارج الخدمةquot; ولكنهم على علم ببواطن الأمور أن القناة ماضية في طريقها لمساندة الشارع العربي في مسعاه للإطاحة بالحكم الإخواني، والتخلص من تيار الإسلام السياسي الذي قفز على ثورات الشعوب العربية، وخاصة في مصر، وكانت طبيعة الأخبار والتقارير التي بثتها القناة على مدار اليوم توحي بأن مصر ماضية في طريقها للخلاص من الحكم الإخواني، وحرصت العربية على إبراز قوة الجيش المصري، حينما قالت في تقرير لها إنه يحتل المرتبة العاشرة عالمياً من حيث القوة، في إشارة إلى قدرته على ضبط الشارع المصري، في حال صدرت ردة فعل عنيفة من النظام الذي تمت الإطاحة به.
التعليقات