صار المتسولون في الامارات أكثر إبداعًا في تسولهم، كي يتجنبوا عيون الأمن التي تطاردهم، فابتكروا فنونًا جديدة كتسول بترول السيارة وعبر الهاتف.


دبي: تثار في شهر رمضان من كل عام في الامارات قضية المتسولين الذين يقدمون إلى الدولة بتأشيرات سياحية ويستخدمون الطرق التقليدية في استعطاف الناس، من اجل جني المزيد من الاموال في هذا الشهر الفضيل، وذلك عبر انتشارهم في الشوارع والمراكز التجارية، وفي مواقف السيارات وغيرها. وبعد انتهاء الشهر الفضيل، يغادرون الدولة ومعهم آلاف الدراهم. لكن التسول هذا العام أخذ طرقًا وأشكالًا جديدة ومتعددة مغايرة في معظمها عن تلك الطرق التي كانت موجودة في الأعوام الماضية، وذلك حتى يكون المتسولون بعيدين قدر الامكان عن أعين رجال الشرطة، الذين يحاولون تضييق الخناق عليهم، من خلال رصد مكافآت لمن يبلغ عنهم. وقد نجحت السلطات الإماراتية في القبض على أكثر من 60 متسولًا في العشر الأوائل من رمضان الجاري.
طرق جديدة
من الطرق الجديدة التي يستخدمها المتسولون في شهر رمضان الجاري التسول الهاتفي وتسول بترول السيارة وتسول زي المواطنات، حيث تلجأ آسيويات للتسول عبر ارتداء الزي المميز للمواطنات والتحدث بلهجة خليجية لكسب تعاطف المارة، بأنها تمر بظروف استثنائية واضطرارية صعبة للغاية. وهناك أيضا تسول لوحات السيارات الخليجية، حيث يقوم بعض المتسولين بالمرور بين المناطق السكنية بسيارات تحمل لوحات خليجية ويطلبون المساعدة المالية للعودة إلى بلدانهم، فضلًا عن غيرها من طرق الاحتيال المختلفة، كالتظاهر بالجوع والمرض عبر تقديم تقارير طبية مزيفة للمارة لكسب تعاطفهم، او تضليلهم بأنهم مندوبون لجمعيات خيرية تجمع تبرعات لمساعدة الفقراء والمحتاجين.
زوجها لا يعرف
عن تسول بترول السيارة ضبطت شرطة دبي امرأة خليجية الجنسية تقود سيارة لكزس وتتعمد التوقف في محطات البترول، طالبة من الجمهور، خصوصًا الشباب صغار السن ثمن البترول بحجة انه نفد منها. وتعددت البلاغات ضدها من أكثر من شخص وفي مناطق متفرقة وتمكنت دورية أمنية من استيقافها في إحدى محطات البترول بعد تعميم على مركبتها، وتبين انها زوجة مواطن في إمارة عجمان لا يعرف شيئًا عما تقوم به زوجته التي اعتادت التسول. وتبين بعد اصطحابها إلى مركز الشرطة واخذ بصماتها انها ضبطت 5 مرات من قبل في قضايا تسول وتم ابعادها، ولكنها كانت تعود في كل مرة بوثائق جديدة وطرق احتيالية.

استعطاف هاتفي
وعن التسول الهاتفي في شهر رمضان، رصدت شرطة دبي شبكة معظمها من النساء تتسول عبر الهاتف، من خلال قيام افراد الشبكة بالاتصال بأصحاب الارقام الهاتفية المميزة وطلب مساعدتهم واستعطافهم في هذا الشهر، من خلال القول بأنهم يعيلون اسرهم او يعانون امراض السرطان وغيره من الامراض المزمنة التي تستلزم نفقات كبيرة للعلاج. ويلح المتسول خاصة النساء منهم بشدة بأنهن في أمس الحاجة للمال ويجب مساعدتهن لأنهن بدون عمل ولا يمكنهن تحصيل اي اموال من جهة اخرى. هذا وتقوم ادارة الامن السياحي في شرطة دبي بتعقب الأشخاص الذين يقومون بالتسول عبر الهاتف، حيث أعدت الإدارة استمارة لتلقي اتصالات أفراد الجمهور الذين يتعرضون لهذا النوع من الاحتيال، تتضمن تسجيل بيانات المتصل ورقم المتسول الذي اتصل به، واللغة التي استخدمها. وبمجرد تلقي البلاغ من الجمهور على الخط الساخن للتحريات، يتولى فريق تابع للإدارة عملية تعقب الرقم المبلغ عنه واستخراج أرقام الهواتف التي اتصل بها لسؤال أصحابها عن علاقتهم بها. وفي حالة التأكد من أنه محتال يتم الاستعانة بهم كشهود. وقد تمكنت الإدارة من رصد حالتين فقط حتى الآن لأن الاتصالات تأتي من مناطق مختلفة عبر الإمارة.
كافح التسول
خلال أيام العشر الأولى من شهر رمضان، قبضت حملة كافح التسول، التي أطلقتها شرطة دبي في بداية رمضان، على ما يزيد عن 29 متسولا دخلوا الإمارات بتأشيرات زيارة للتسول. وقد تم القبض على عدد كبير منهم أمام المساجد في مناطق مختلفة. وتم القبض على آخرين يقومون بوضع أوراق على زجاج السيارات يطلبون فيها المساعدة وينتظرون الاتصال بهم من أهل الخير. لكن لسوء حظ أحد المتسولين أن الشرطة عثرت على إحدى تلك الأوراق واتصلت به ونصبت كمينًا له وقبضت عليه.
وتؤكد الشرطة انه لا يوجد حالة واحدة ضمن المقبوض عليهم مريضة فعليًا، وأن جميعهم بصحة جيدة واغلبهم حضر الى الدولة في رمضان الكريم بتأشيرة زيارة بغرض التسول فقط. وطالبت الشرطة الجمهور بالتعاون معها للقضاء على ظاهرة التسول بشكل كامل.
نساء وكهول
من جهتها، ضبطت شرطة إمارة الشارقة 59 مخالفًا بينهم ما يفوق 25 متسولا أثناء الأسبوع الأول من شهر رمضان. وأسفرت الحملة الأمنية لشرطة الإمارة عن ضبط رجال ونساء وشباب يمتهنون التسول بأشكال مختلفة، إذ تنكر شباب في ثياب رثة وبالية تخفي شخصيتهم الحقيقية وتزيف حالتهم لتبرزهم في موقف فقر، كما دفعت بعض الأسر ببناتها الصغيرات إلى ملاحقة المارة في الطرقات والمساجد لتحصيل المال السهل. وهناك عدد كبير من المتسولين الموقوفين مخالفين لقوانين دخول الدولة والإقامة فيها إذ مضى وقت طويل على انتهاء إقاماتهم أو تأشيراتهم من دون تجديدها، حيث ضبطت متسولة عربية تبين أن السجلات تشير إلى وجودها خارج الدولة إثر قضية حكمت بإبعادها، ولكنها تسللت مجددًا إلى الإمارات لتمارس التسول. وقد شملت جنسيات المتسولين العربية والباكستانية والبنغالية والإيرانية، وهناك متسولون مسنون لا يحملون أوراقا ثبوتية تدل على هوياتهم الشخصية، وتعددت أماكن وجودهم بين المساجد والأسواق ومحطات الوقود ومواقف السيارات.