فيما صعّد الإخوان في مصر اللهجة ضد وزير الدفاع بسبب دعوته المصريين إلى التظاهر الجمعة أكد متحدث رسمي باسم القوات المسلحة أن دعوة السيسي ليست quot;تهديدًا لأطراف سياسية بعينهاquot;.


القاهرة: صعد الاخوان المسلمون لهجتهم الخميس ضد وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي غداة دعوته المصريين الى التظاهر الجمعة لدعمه في مواجهة الارهاب وداعين إلى تظاهرات مضادة ما يثير مخاوف من تجدد العنف الذي اوقع خلال الاسابيع الاخيرة اكثر من 200 قتيل.

وفي تطور مفاجئ، دعا الفريق اول السيسي الاربعاء المصريين الى النزول بكثافة الجمعة الى الشارع لتفويضه في مواجهة quot;العنف والارهاب المحتملquot; بعد تظاهرات تخللتها اعمال عنف واشتباكات خلال الايام الاخيرة بين انصار الرئيس المعزول المنتمي الى جماعة الاخوان محمد مرسي ومعارضيه.

واتهم السيسي الاخوان بانهم يريدون اما quot;الحكم او تدمير الجيش والبلدquot;. واعتبرت جماعة الاخوان دعوة السيسي بمثابة quot;إعلان للحرب الاهليةquot; ودعت مع احزاب اسلامية حليفة لها الى تظاهرات تخرج عقب صلاة الجمعة من العديد من المساجد في العاصمة المصرية.

دعوة السيسي ليست تهديدًا

وقال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد محمد أحمد علي إن دعوة السيسي للمصريين الى التظاهر ليست quot;تهديدا لاطراف سياسية بعينهاquot;، في اشارة الى الاخوان المسلمين.

واكد المتحدث ان دعوة السيسي الى التظاهر quot;لم تحمل لأطراف سياسية بعينها بل جاءت كمبادرة وطنية لمواجهة العنف والإرهاب الذي لا يتسق مع طبيعة الشعب المصري ويهدد مكتسبات ثورته وأمنه المجتمعي، ولكي يعلم دعاة العنف والإرهاب أن لهذا الشعب العظيم جيشاً وشرطة قادرين على حمايتهquot;، مضيفا ان دعوته quot;جاءت لاستكمال جهود مؤسسة الرئاسة للمصالحة الوطنية والعدالة الإنتقاليةquot;.

مجلس الدفاع الوطني لن يسمح بحمل السلاح للترويع

وحذر مجلس الدفاع الوطني المصري، المختص وفقا للاعلان الدستوري الموقت quot;بالنظر في الشؤون الخاصة بوسائل تأمين البلاد وسلامتهاquot; الخميس من ان اجهزة الدولة ومؤسساتها quot;لن تسمح لأحد بترويع مواطنيها او السلاح في وجه المجتمع او اشاعة الارهاب لفظا او فعلاquot;.

وفي بيان أصدره الخميس أكد المجلس، الذي يضم خصوصا الرئيس الموقت عدلي منصور ورئيس الوزراء حازم اللبلاوي ووزير الدفاع عبد الفتاح السياسي وعدد من القيادات العسكرية، ان quot;الدولة بكافة أجهزتها ومؤسساتها وفي إطار من سيادة القانون وحماية حقوق الإنسان لن تسمح لأحد بترويع مواطنيها أو حمل السلاح في وجه الدولة والمجتمع أو اشاعة الإرهاب لفظاً أو فعلاً أو محاولة ابتزاز المواطنين أو ارتهان المجتمع أو تبديد السلم والأمن الداخليينquot;، في اشارة الى احتمال وقوع اعمال عنف خلال التظاهرات المؤيدة والمعارضة لجماعة الاخوان المسلمين التي ينتظر ان تشهدها مصر الجمعة.

المرشد يُصعّد

وصعد المرشد العام لجماعة المسلمين محمد بديع لهجته ضد السيسي، وفي رسالة اسبوعية يوجهها كل خميس لأعضاء الجماعة، قال المرشد الذي طلبت النيابة العامة القبض عليه ولكنه مختبئ في مكان غير معلوم، ان quot;الجماهير المصرية الأبية انتزعت حريتها من النظام البائد وستحافظ على حريتها بالسلمية نفسهاquot;. واضاف quot;لا تستكثروا أن تنزلوا لتعلنوا وقفتكم مع الحرية والشرعية ورفض الانقلاب العسكريquot;.

واضاف quot;نحن أمة العشر الأواخر التي إذا فترت همم الناس في آخر الايام لأي عمل نزيد الجهد ونتقن العمل في العشر الأواخر لأن الأعمال بخواتيمهاquot; في اشارة على الارجح الى تصعيد محتمل خلال الايام العشرة الاخيرة من شهر رمضان التي تبدأ بعد اربعة ايام.

تمرد تدعم السيسي

واستجابة لنداء السيسي، دعت جبهة 30 يونيو، وهي ائتلاف للاحزاب والحركات التي شاركت في تظاهرات حاشدة نهاية حزيران/يونيو طالبت برحيل مرسي ومن بينها حركة تمرد، quot;جموع الشعب المصري للخروج الى ميادين مصر وشوارعها الجمعة حتى نؤكد للعالم تمسكنا باستكمال الثورة وبخيار الحرية ورفضنا لمحاولة إرهابنا وارتهان حريتنا بسلامتنا وحتى نؤكد لكل العالم أن مصر لا تشهد حربا أهليةquot;.

ودعت تمرد الخميس الي طرد السفيرة الاميركية ان باترسون من مصر. وقال محمد عبد العزيز مسؤول الاتصال السياسي في الحركة ان تمرد quot;تعتبر السفيرة الاميركية شخصا غير مرغوب فيه على الاراضي المصريةquot;، مضيفا ان quot;باترسون تخطت حدود عملها الدبلوماسي وانها تدعم الارهابquot;. وكانت الولايات المتحدة اعربت الاربعاء عن القلق ازاء الدعوة الى التظاهر التي وجهها الفريق اول عبد الفتاح السيسي وتخوفت من ان تؤدي الى اعمال عنف جديدة في مصر.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جينيفر بساكي quot;نحن قلقون جداquot; مضيفة quot;نخشى ان يؤدي ذلك الى اعمال عنف جديدةquot; مشيرة الى الخوف من quot;مواجهات تعرقل اي إمكانية للمصالحةquot;.