دخلت عقوبات الاتحاد الأوروبي بحق الجناح العسكري لحزب الله حيز التنفيذ اليوم، بعد نشرها في جريدة الاتحاد الرسمية. وقال مسؤولٌ في حزب الله إنها إهانة كبرى للبنان ومقاومته.
بيروت: يوم الاثنين الماضي، قرر الاتحاد الأوروبي إدراج الجناح العسكري لحزب الله على لائحة المنظمات الارهابية، وذلك يستدعي فرض العقوبات الأوروبية عليه. واليوم الجمعة، تم نشر القرار في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي، ما يعني دخول عقوبات الاتحاد الاوروبي على الجناح العسكري لحزب الله حيز التنفيذ. وهكذا، ارتفع عدد المدرجين على لائحة أوروبا للارهاب من 25 إلى 26 كيانًا وتنظيمًا.
إهانة للبنان
وعلى الرغم من القرار الأوروبي، إلا أن وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي أكدوا في الوقت نفسه نيته مواصلة الحوار مع كل الاحزاب السياسية اللبنانية، بما فيها حزب الله الذي يلعب دورًا اساسيًا في هذا البلد. لكنهم صعدوا من حدة لهجتهم إزاء تدخل الحزب في النزاع السوري، من دون أن يصلوا إلى حد اعتبار كل حزب الله منظمة ارهابية، مخالفين بذلك الولايات المتحدة التي ترى مستحيلًا التمييز بين الجناحين العسكري والسياسي للحزب. فالأوروبيون أرادوا معاقبة الجناح العسكري لحزب الله إستنادًا الى ادلة دامغة على ضلوع هذا الجناح في أعمال ارهابية وقعت على الاراضي الاوروبية، كاعتداء بورغاس في بلغاريا، إضافة إلى الاعداد لهجمات ضد مصالح اسرائيلية في قبرص.
أول مفاعيل ادراج حزب الله على لائحة المنظمات الارهابية هو تجميد اموال ومنع اشخاص من الحصول على تأشيرات دخول الى اوروبا. إلا أن الخوف يتسرب إلى نفوس اللبنانيين من أن تشملهم هذه الاجراءات اعتباطيًا.
وكان مسؤول في حزب الله أبلغ انجلينا ايخهورست، ممثلة الاتحاد الاوروبي في لبنان، الخميس ان قرار الاتحاد يشكل إهانة للشعب اللبناني ولشعوب ومجموعات عربية واسلامية. وقال مسؤول العلاقات الدولية في الحزب عمار الموسوي للصحافيين اثر اجتماع مع ايخهورست: quot;هذا القرار يشكل اهانة ليس فقط للشعب اللبناني الداعم للمقاومة، بل لكل من يؤمن بالمقاومة على المستوى العربي والاسلاميquot;.
واضاف: quot;عندما يقال ان مقاومتكم ارهاب، فهذه اهانة لكل هذه الشعوب والمجموعاتquot;.
تردد أوروبي
وكانت تقارير إعلامية أوروبية أعربت عن قناعتها بلا جدوى هذا القرار، مستبعدة تأثيره في حزب الله. وقالت دير شبيغل الألمانية في هذا الاطار إن من يزور بيروت يستنتج من كثرة الصور الموجودة في الشوارع والأزقة أن حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، هو الرئيس اللبناني، على الرغم من أنه لا يشغل أي منصب رسمي في الدولة. وتصف المجلة نصرالله بأنه الرجل الأقوى في لبنان، بوصفه زعيم الجماعة المسلحة في الجنوب اللبناني والحزب السياسي الذي يقود التحالف الأقوى في البرلمان، فضلًا عن قيادته الآلاف من نخبة المقاتلين الذين يقومون بدورهم بتجنيد مقاتلين ينتمون لمدارس فكرية مشابهة لمدرسة حزب الله، ليس فقط في لبنان وإنما في المنطقة كلها.
وأشارت دير شبيغل، في تقرير نشرته على موقعها الالكتروني عقب القرار الأوروبي، إلى القرار بإدراج حزب الله على قائمة الإرهاب يمثل تحولًا جذريًا في السياسة الأوروبية إزاء الحزب، إذ أجمعت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في وقت سابق على ما قد ينتج من اتخاذ مثل هذا القرار من عدم استقرار للوضع اللبناني الهش أصلًا. لكن المجلة تلمح إلى ضغوط مارستها بريطانيا وهولندا وفرنسا لتغيير الموقف الأوروبي، بذريعة أن تدخل حزب الله في سوريا يمثل تهديدًا فعليًا للسلام الداخلي الهش في لبنان، وبالتالي فإن التحفظ الأوروبي السابق ذكره بشأن اعتبار الجماعة اللبنانية من المنظمات الإرهابية لم يعد منطقيًا.
التعليقات