تتولى ثلاث مجموعات كونسورسيوم مختلفة إنشاء مترو الرياض، الذي ستصل كلفته إلى 22.5 مليار دولار، وذلك على ستة خطوط كفيلة بالحد من الازدحام المروري الكثيف في العاصمة السعودية.
الرياض: وضع مشروع مترو الرياض على السكة مع منح السعودية ثلاث مجموعات كونسورسيوم لتنفيذ المشروع، بكلفة تصل إلى 22.5 مليون دولار، من أجل التخفيف من الازدحام في مدينة تضم أكثر من ستة ملايين نسمة.
وتقود الكونسورسيوم المجموعة الأميركية العملاقة بيكتل كورب، وهي مكلفة بانجاز اثنين من خطوط المترو، بكلفة 9.45 مليارات دولار. وسينجز كونسورسيوم ثان بقيادة الشركة الاسبانية اف سي سي كونستراكشن، ويضم مجموعات فرنسية وكورية جنوبية وهولندية، ثلاثة خطوط مترو بكلفة 7.88 مليارات دولار.
وعهد بخط بكلفة 5.21 مليارات دولار الى كونسورسيوم ثالث بقيادة الشركة الايطالية إنسالدو. وفي مدريد، عبرت المجموعة الاسبانية اف سي سي كونستراكشن عن ارتياحها لفوزها بعقد دولي قياسي في السعودية، وقالت: quot;إنه أهم عقد دولي في تاريخ الانشاء في اسبانياquot;.
وقالت مجموعة الستوم الفرنسية، التي تشارك في الكونسورسيوم الذي تقوده الشركة الاسبانية، إن حصتها من المشروع تبلغ 1.2 مليار دولار. وأضافت في بيان أصدرته في هذا الشأن: quot;ينص العقد على خيار يتعلق بصيانة المشروع لعشر سنوات، وسيتم توقيع العقد رسميًا خلال شهرين او ثلاثة اشهرquot;.
ستة خطوط
يقضي المشروع بانشاء ستة خطوط رئيسة بطول اجمالي يبلغ 176 كلم تخترق العاصمة السعودية من جميع الاتجاهات، وتصلها بمطارها الدولي ومركز الملك عبدالله المالي، إضافة إلى الدوائر الحكومية والجامعات والاسواق الرئيسة، بحسب ما أعلنه الامير خالد بن بندر بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، في حفل توقيع العقود ليل الاحد الاثنين.
كما يرتبط المشروع بخدمة الحافلات في مختلف أحياء العاصمة، وقد اعلنت السلطات السعودية في هذا الاطار عن شراء اكثر من ألف حافلة.
وقال الامير خالد إن العاهل السعودي الملك الله عبدالله بن عبدالعزيز وافق على تسمية المشروع بمشروع الملك عبد الله للنقل العام في مدينة الرياض - القطار والحافلات. واوضح امير الرياض أن مشروع القطارات سيؤدي الى زيادة عدد رحلات النقل العام في الرياض إلى 20 ضعف الموجود حاليًا، quot;فالخلايا الشمسية ستوفر عشرين بالمئة من استهلاك الكهرباء للمشروعquot;.
وأشار الى انه روعي عند تحديد مسار الشبكتين المواقع التي تتركز فيها الكثافة السكانية، ومناطق الجذب المروري، والمرافق الحكومية، والانشطة التجارية والتعليمية والصحية، في المدينة التي تبلغ مساحتها 1300 كلم مربع.
مشاعر والحرمين
وفي سياق متصل، تحدّث السعودية بنيتها التحتية بمليارات الدولارات في مجال النقل، وخصوصًا سكك الحديد. ففي العام 2010، وضع خط للقطارات في مكة المكرمة في الخدمة ليتاح للحجاج التنقل في المدينة والمناطق المقدسة الاخرى منى والمزدلفة وعرفة، أطلق عليه اسم quot;مشاعرquot; وبلغت كلفته 1.8 مليار دولار.
كما يفترض ان يتم انشاء مترو في مكة المكرمة. وتنوي جدة، العاصمة الاقتصادية للمملكة، والواقعة على البحر الاحمر، بناء مترو خفيف بكلفة 5.6 مليارات دولار. ووقعت السلطات السعودية في العام 2012 اتفاقًا مع كونسورسيوم اسباني لبناء قطار سريع يربط بين جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة بكلفة 8.22 مليارات دولار.
وهذا القطار الذي سمي الحرمين سيمتد على طول 444 كلم تفصل بين مكة المكرمة والمدينة المنورة مرورًا بجدة. وتشكل هذه المشاريع جزءًا من خطة طموحة لتطوير شبكة سكك الحديد يبلغ طولها 1380 كلم.
والخط الوحيد لنقل الركاب حاليا يربط بين العاصمة الرياض والدمام كبرى مدن المنطقة الشرقية الغنية بحقول النفط ويبلغ طوله 449 كلم. ويربط خط آخر لنقل البضائع بين المدينتين ويبلغ طوله 556 كلم ويمر عبر مدن اخرى عدة. وتكمله فروع على امتداد 373 كلم تربطه بمراكز صناعية وزراعية.
التعليقات