لجأ أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي إلى طريقة الجيش في توثيق اعتصاماتهم، حيث استخدموا طائرة إلكترونية تحمل كاميرا تصوير سينمائي لتنفيذ هذه المهمة بهدف القضاء على التعتيم الاعلامي الذي تتعرض له هذه الاعتصامات، على حد قولهم.

صبري عبد الحفيظ من القاهرة:في محاولة من أنصار الرئيس quot;المعزولquot; محمد مرسي، للتغلب على التعتيم الإعلامي على إعتصامهم في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر بالقاهرة، لجأوا إلى أساليب خاصة لتوثيق اعتصامهم، وإيصاله إلى المصريين والعالم الخارجي.
ومن تلك الأساليب نشر الصور ولقطات الفيديو عبر صفحات الجماعة، والتحالف الوطني لدعم الشرعية، وحزب الحرية والعدالة على مواقع التواصل الإجتماعي، إضافة إلى الكتابات بالأيدي على الجدران، والملصقات ورسائل الموبايل، ولكن أغرب ما تفتقت عنه أذهانهم، هو استخدام طائرة إلكترونية، لتصوير الإعتصامات من الجو عن إرتفاعات شاهقة، بواسطة طائرة شبيهة بألعاب الأطفال ثبّت عليها كاميرا فيديو ويتم التحكم بتلك الطائرة عن طريق ريموت كنترول.
تصوير جوي
النشطاء في رابعة العدوية ابتكروا هذه الطريقة لتصوير اعتصاماتهم بسبب ما وصفوه بـquot;التعتيم الإعلاميquot; بحق فعالياتهم الإحتجاجية، بوجه ما يعتبرونه quot;إنقلاباً عسكرياًquot; ضد الرئيس المعزول محمد مرسي.
وبدأ أنصار مرسي إستخدام الطائرة الإلكترونية للمرة الأولى منذ يومين، في تصوير لإعتصام ميدان رابعة العدوية من السماء، quot;مليونية مصر ضد الإنقلابquot;، وتم إستخدامها في ليلة القدر، فيما أطلقوا عليها quot;ليلة الدعاء على الظالمينquot;، خلال اعتصام ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة. وأرسل التحالف الوطني لدعم الشرعية الفيلم الذي تم تصويره لوسائل الإعلام. وتظهر اللقطات ميدان رابعة العدوية من السماء في الإتجاهات الاربعة، وقد بدا مكتظاً بالبشر.

التغلب على التعتيم الإعلامي
وتضاربت الأنباء حول الطائرة الإلكترونية التي يستخدمها الإخوان في توثيق إعتصاماتهم، على طريقة الجيش المصري الذي صوّر من الجو مظاهرات أنصاره في ميدان التحرير من قصر الاتحادية في ما عرف بـquot;مليونية التفويضquot;.
وقال إسلام حامد، أحد شباب جماعة الإخوان في المركز الإعلامي في ميدان رابعة، لـquot;إيلافquot; إن الطائرة من ابتكار مجموعة من المهندسين المعتصمين من أجل الشرعية.
وأوضح أن quot;المعتصمين في ميدان رابعة العدوية، وميدان النهضة وفي شتى ميادين الثورةquot; يعانون من إنتشار الأكاذيب حولهم، فضلاً عن أنهم يعانون من التعتيم الإعلامي والتغطية الإعلامية السلبية لفعالياتهم، ووصفهم بـquot;الإرهابيينquot;، بالإضافة إلى أن عادة ما يقوم الجيش بتصوير إعتصامات أنصاره من السماء، ويقدمها للغرب ووسائل الإعلام الأجنبية على أنها إعتصامات المؤيدين له.
طائرة إلكترونية
ولفت إلى أن بعض القنوات الفضائية المصرية أيضاً تبث صوراً ومقاطع فيديو لإعتصام ميدان رابعة العدوية على أنها مظاهرات مؤيدة للفريق عبد الفتاح السيسي، كما حدث في قناة quot;أون تي فيquot;. وأشار إلى أن المعتصمين كانوا يعانون جداً ويصيبهم الحزن والإكتئاب، بسبب هذه الإفتراءات، والكذب عليهم.
وأفاد بأن مجموعة من المهندسين عكفوا على إنجاز هذه الطائرة الإلكترونية التي يمكنها حمل كاميرا تصوير فيديو، والإرتفاع لنحو مائة متر، والطيران لمسافة تصل إلى أكثر من كيلومتر في أي إتجاه، وبذلك يتم توثيق الإعتصامات من الجو.
منوهاً بأن مهندساً متخصصاً قام بالتحكم بهذه الطائرة بواسطة جهاز التحكم عن بعد. ولفت حامد إلى أنه تم تصنيع طائرة لميدان رابعة العدوية، وأخرى لتوثيق إعتصام ميدان النهضة في الجيزة.
أفكار عديدة لكنها مستحيلة
غير أن عز الدين دويدار، المخرج الذي يشرف على التصوير من الجو، قال إنها مهداة إليهم، وأوضح في تصريح له، أنه ومجموعة من زملائه فكروا في كيفية تصوير إعتصام رابعة العدوية من الجو، مشيراً إلى أنه طرح الفكرة على مواقع التواصل الإجتماعي، وتلقى الكثير من الإقتراحات لكن غالبيتها مستحيلة التنفيذ، وأوضح أن من ضمن تلك الأفكار: تأجير طائرة، إلا أن تلك الفكرة تستلزم موافقة الجيش والمخابرات، وبالتالي محكوم عليها بالرفض، أو تأجير طائرة تستخدم في تصوير السباقات، وهذه الفكرة بحاجة إلى موافقة جهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية، التي تسعى الى فض الإعتصام بالقوة.
وأضاف أن الطائرات التي يستخدمها الأطفال في اللعب غير قادرة على حمل كاميرا والطيران على ارتفاعات كبيرة، أو لمسافات طويلة.
طائرة تصوير سينمائي
وقال دويدار إن أحد الأشخاص أهدى إليهم طائرة تصوير جوي صغيرة تستخدم في تصوير الأفلام السينمائية، ويمكنها التحليق على ارتفاع يصل إلى مئات الأمتار، والطيران لمسافات أربعة كيلومترات في أي إتجاه، ويتم التحكم فيها عن بعد عبر إستخدام الريموت كنترول.

جهاز ضد قنابل الغاز
لم تقف إبتكارات أنصار مرسي عند هذا الحد، بل توصلوا إلى إبتكار جهاز يبطل مفعول قنابل الغاز المسيل للدموع، وهو عبارة عن تانك ضخم، مملوء بالخل، موصول بموتور، وفيه خراطيم طويلة، وفي حالة إطلاق قنابل الغاز على المعتصمين، يتم رشهم بالخل.