تتجه الأنظار اليوم الثلاثاء الى البرلمان الكويتي الذي سيُفتتح بخطاب أميريّ مقتضب قبل أن يشرع البرلمان في إختيار رئيسه الجديد، في ظل أجواء محتدمة من الصراع المكتوم.


عامر الحنتولي من الكويت: في الساعة العاشرة من صباح اليوم الثلاثاء يفتتح البرلمان الكويتي الجديد الذي انتخب قبل نحو أسبوعين بخطاب للأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح، وهو خطاب يأتي غالبًا مقتضبًا وإرشاديًا للحكومة والبرلمان معًا لإنجاز القوانين المطلوبة.

وحال مغادرة الأمير لمقر البرلمان المطل على ساحل الخليج العربي، فإن النواب سوف يعقدون جلسة طويلة جدًا قد تستمر حتى وقت متأخر من المساء، إذ سيجري إنتخاب رئيس للبرلمان تمتد ولايته أربع سنوات ما لم يحل المجلس، أو يبطله القضاء أسوة بتجارب سابقة خلال العامين الماضيين.

تنافس قوي

حتى لحظة إعداد هذا التقرير، فإن النواب مرزوق الغانم، وعلي الراشد، وروضان الروضان، وعلي العمير تمسكوا بقرار الترشح لرئاسة البرلمان، مع أفضلية تصويتية للغانم والراشد، وهو ما قد يفرض جولة ثانية حاسمة بينهما، في ظل توقعات بأن مرشحًا على الأقل قد يعلن إنسحابه في اللحظات الأخيرة قبل بدء الجلسة الإفتتاحية.

وتوقعت مصادر برلمانية أن ينسحب كل من الروضان والعمير، بعد معلومات ترددت عن أن أصوات وزراء الحكومة الـ16 ستذهب مناصفة وفق إتفاق مخفي للغانم والراشد، علماً أن الكلام الرسمي الذي تسرب من داخل إجتماعات الحكومة كشف بأن رئيس الحكومة قد فوّض الوزراء بالتصويت لأي مرشح لمقعد الرئاسة.

الغانم ثم الراشد

وحتى ساعات الليل أمس الإثنين، فإن الغانم والراشد ظلا يجريان إتصالات سياسية مكثفة مع نواب تحضيرًا لمعركة الرئاسة التي بدت محتدمة للغاية، خصوصًا في ظل عدم وجود إطمئنان لدى أي من المرشحين الغانم والراشد.

ورغم أن الأول يحتفظ بعلاقات سياسية وبرلمانية مؤثرة وأفضلية تصويتية، إلا أنه بدا غير مطمئن، وتحديدًا نحو الكتلة التصويتية للوزراء.

وتكشف أوساط مقربة من النائب الغانم لـquot;إيلافquot; أنه ليس بالضرورة أن يكون قرار الحكومة المخفي بتصويت المناصفة للغانم والراشد واقعيًا أو ثابتًا، خصوصًا وأن سوابق حكومية تكشف بأن قرار الحكومة تغيّر مرارًا في اللحظات الأخيرة في مواقف مماثلة، وهو ما يبقي معركة رئاسة البرلمان محتدمة حتى إعلان رئيس السن للجلسة النائب حمد الهرشاني نتيجة تصويت النواب في إختيار رئيسهم الجديد.

أهمية خاصة للمنصب

منصب رئيس مجلس الأمة الكويتي الذي يشغل بال كثيرين، هو منصب مهم جدًا في التركيبة السياسية، فهو يحظى بالأهمية السياسية التالية للأمير مباشرة، إذ يتقدم على شاغل منصب رئيس الوزراء، ويتقدم عليه بروتوكوليًا في المناسبات العامة، إذ يقوم بضبط أداء البرلمان، وإدارة جلساته، وفي أحيان كثيرة تحديد سقف الخطاب السياسي للبرلمان، والتحرك للجم إنفلاته، ورغم أن الدستور لا ينص على هذه المهام لرئيس البرلمان، لكن القانون الداخلي للمجلس يعطيه الكثير من هذه الصلاحيات.

معارك أخرى

في موازاة إنتخاب رئيس البرلمان، هناك معارك جانبية سيخوضها النواب للإستحواذ على مواقع برلمانية، إذ سيجري أيضًا إنتخاب نائب لرئيس البرلمان، وهو موقع مهم جدًا، إذ أنه يصبح رئيساً للبرلمان في أي غياب للرئيس الأصلي عن الجلسات أو إنشغاله بمهام داخلية وخارجية.

كما ستحتدم المعركة بين نواب البرلمان الكويتي على عضوية اللجان المهمة التي تشكل مطبخاً خلفياً لصنع التشريعات والقرارات والمواقف، إذ أن عضوية لجان المالية، وحماية المال العام، والتشريعية، والشؤون الخارجية تحظى بتنافس كبير وإستثنائي، لتأثيرها القوي والحاسم في المواقف البرلمانية.

جلسة يتيمة

حسب معلومات برلمانية لـquot;إيلافquot;، فإن البرلمان قد يفشل في تمديد إنعقاده أبعد من يوم الخميس المقبل، مع إحتمال أن تكون جلسة الثلاثاء هي الأخيرة في دور الإنعقاد الحالي، قبل أن يدخل البرلمان في إجازة طويلة قد تبلغ شهرين، إذ أن الموعد الدستوري لإفتتاح دور الإنعقاد الجديد هو الثلث الأخير من شهر أكتوبر من كل عام.