لم تترك جماعة الإخوان المسلمين في الأردن تصريحاً لمسؤول أردني أو مقال لكاتب أو محلل سياسي إلا وبصبت جام غضبها عليه بكل الاتهامات والانتقادات التي تفوق الوصف والعدد.


لم يسلم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني منذ زيارته للقاهرة في الشهر الماضي في بادرة تأييد للقيادة المصرية الجديدة بعد إطاحة النظام الإخواني برئاسة محمد مرسي العيّاط في الثالث من يوليو/ تموز الماضي، وإن كانوا لا يشيرون إليه بالاسم في كثير من خطابهم السياسي المتصاعد بشراسة.
حتى أن الجماعة حظرت على أنصارها من أئمة المساجد الدعاء التقليدي للملك في خطب الجمعة، واستعاضوا عن ذلك بالدعاء بالنصر من quot;لدنه تعالىquot; للإسلاميين في مصر واليمن وليبيا وغزة وسوريا والرحمة لـ (الشهداء) من إسلاميي تلك الدول.
وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، هو الآخر لم يسلم من موجة الاتهامات والانتقادات، وخاصة بعد تصريحه الرسمي يوم الجمعة الذي أشاد فيه جوده بموقف الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية الذي أكد فيه أن على المصريين والعرب والمسلمين التصدي لكل من يحاول زعزعة أمن مصر وشعبها.
هجوم بني ارشيد
فقد شنّ نائب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين زكي بني ارشيد هجوماً لاذعاً على الموقف الرسمي الأردني ووزير الخارجية ناصر جودة تجاه الاحداث الجارية في مصر.
ووصف بني ارشيد موقف الأردن الرسمي من مجزرة quot;الاربعاء الحمراءquot; في مصر بالمخزي.
واعتبر بني ارشيد في تعليقه عبر صفحته على فايسبوك ان تصريح وزير الخارجية ناصر جودة تابع للموقف السعودي quot;كالعادة ويشكل غطاءً للمجزرة وشراكة في الجريمة. عيب ياجودة. يا ليته سكت...صمت يومًا ونطق فسقًا وفجورًا .. فعلا اذا لم تستحي فاصنع ما شئتquot;.
وكان وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جوده في وقت سابق الجمعة أن الاردن يقف الى جانب مصر quot;في سعيها الجاد نحو فرض سيادة القانون واستعادة عافيتها واعادة الأمن والأمان والاستقرار لشعبها العريق وتحقيق ارادته في نبذ الارهاب وكل محاولات التدخل في شؤونه الداخليةquot;.
ونفذ الإخوان المسلمون اعتصاما بعد صلاة الجمعة احتجاجًا على ما اسموه المجازر التي ارتكبتها الشرطة والجيش المصري بحق معتصمي رابعة العدوية وميدان النهضة .
ورد المشاركون هتافات منها quot;ارحل يا سيسي مرسي رئيسيquot; يا شهيد نام وارتاح واحنا نعدم السفاحquot; وquot;حا شي امريكا بتمشيهquot; وquot;السعودية والامارات دفعوا دفعوا الملياراتquot; وquot;دب برجلك طلع نار احنا معانا عزيز جبارquot;
ورفع المشاركون صور ضحايا المجزرة امس وصور الجثث التي قام الجيش بحرقها داخل الخيام مع لافتات استنكار للمجازر.
مدح قطر وتركيا
وفي كلمته طالب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين الدكتور همام سعيد النظام الأردني بسحب اعترافه فورًا بانقلاب العسكر في مصر، وثمّن بالمقابل موقف دولتي قطر وتركيا والدول الاوروبية التي رفضت الانقلاب..
وتكلم المراقب العام باسم quot;الشعب الأردنيquot;، وقال إن الشعب قال كلمته ولن يقبل بالاعتراف بهذا الانقلاب على الشرعية والديمقراطية وانتخابات الشعب المصري .
واستنكر المراقب العام quot;المليارات التي تدفعها الإمارات والسعودية لتمويل الانقلابquot; وقال إن أموالهم على مدار السنوات الماضية لم تدفع الا لاحداث المصائب والمجازر ولن تنفق لخير الإسلام والمسلمينquot;.
وطالب سعيد أميركا بالتوقف عن أدوارها quot;المخزية والاستعماريةquot; في مصر والعالم العربي والاسلامي وسحب اعترافها بالانقلاب بدلا من المراوغة في دعمه.
ووصف المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين الرئيس الاميركي باراك اوباما بـ (العبد)، و quot;انت يا اوباما ايها العبد الا تنتصر على عبوديتك الا تخرج اميركا من دوامة الاستعمار في الشرق الاوسطquot;، وعبر عن تقديره لـ quot;دور الدول الاوروبية التي استنكرت الجريمة النكراء على ارض مصرquot;.
وقال سعيد للدول العربية quot;احرقتمونا بدولاراتكم انسحبوا واسحبوا سفراءكمquot; ، قبل أن يحي الدول التي قال إنها لم تعترف بما وصفه بquot;الانقلابquot; وقال quot; نحيي الدول التي لم تعترف بهذا الانقلاب وعلى رأسها وتركيا وقطر.
وفي حين حيّا همام سعيد دولة قطر على اعلامها وبالاخص قناة (الجزيرة)، فإنه هاجم وسائل اعلام اردنية فقال: quot; نقول للصحف الاردنية الصماء العرجاء التي تمدح كل شر في هذه الامة كفوا عنا ايها المشاركون في هذه الجريمةquot;.