أكد القيادي الاخواني حمدي حسن أن الاخوان المسلمين لا يعترفون أبدًا بالانقلاب العسكري وبما أثمره من quot;سلطة غير شرعيةquot;، وأن لا علاقة تربط بينهم وبين أميركا.

القاهرة: وصف الدكتور حمدي حسن، القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، التغيير الذي حدث في مصر بعد تظاهرات 30 حزيران (يونيو) بأنه انقلاب عسكري على إرادة الشعب المصري. وقال لـquot;إيلافquot; إن حزب الحرية والعدالة لا يعترف بما حدث وما تلاه من إجراءات، ولن يتعاون مع النظام الجديد، متسائلًا عن الضمانات بألا يتم الإنقلاب على نتائج أية إنتخابات مقبلة.
ورفض حسن القول إن الإسلاميين يتلقون دعمًا أميركيًا، مشيرًا إلى أن الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية الموقت، إعترف بأنه أجرى إتصالات مع الدول الخارجية من أجل الضغط للإطاحة بالرئيس محمد مرسي عبر إستخدام القوة. وعلق حسن على ذلك بالقول: quot;المتآمرون فضحوا أنفسهمquot;.
في ما يأتي متن الحوار:
كيف ترون المشهد السياسي في مصر بعد عزل الرئيس محمد مرسي؟
ببساطة، إن ما حدث إنقلاب عسكري بكل ما تحمل الكلمة من معنى. فقيادة القوات المسلحة إنقلبت على إرادة الشعب المصري، وأسقطت الشرعية، وأدخلت البلاد إلى نفق مظلم، ما ساهم في إنقسام المجتمع، ولا أحد يعرف على وجه الدقة إلى أين سينتهي الحال بمصر. أراد وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي الإنضمام إلى فئة من دون أخرى من المصريين، وأنقلب على الرئيس الشرعي الذي جاء عبر صناديق الإقتراع، وأعاد مصر إلى نقطة الصفر، وأهدر جهود أكثر من عامين ونصف في العمل من أجل بناء مؤسسات الدولة. كما أهدر دماء الشهداء الذين سقطوا أثناء الثورة وطوال الفترة الإنتقالية، ولم يحترم إرادة الشعب المصري، ولم ينظر إلا إلى رغبات البيادة العسكرية.
السيسي خان الأمانة
لكنّ هناك ملايين المصريين طالبوا بإسقاط مرسي، وهي إرادة شعبية أيضًا، فلماذا ترفضون ذلك؟
إذا كان هناك ملايين خرجت ضد مرسي، فهناك الملايين أيضًا خرجت لدعمه، فضلًا عن الملايين التي خرجت إلى صناديق الإقتراع وإختارته رئيسًا للبلاد. نحن لا نعترف بما حصل، ولن نشارك في أية إجراءات، مَن الذي يضمن في الانتخابات القادمة ألا ينقلب الجيش على الشرعية، وعلى نتيجة تلك الانتخابات، إذا كان الجيش انقلب على الدستور وعلى الرئيس المنتخب وعلى مجلس الشورى، وانقلبت المحكمة الدستورية على مجلس الشورى أيضًا. فلصالح من يقهر الشارع المصري؟ فحرية الشعب أو قهره تعود بالسلب والايجاب على الجيش المصري، فلا توجد قوات مسلحة تنتصر إلا بإرادة الشعب، والجيش المصري هزم في 5 حزيران (يونيو) 1967 لأن الشعب كان مقهورًا، وإنتصر في 1973 لأن الشعب لم يكن مقهورًا. الجيش انحاز لفئة من دون فئة، وهي لا تمثل شعب مصر كله، والسيسي خان الامانة وخالف القسم، ما يؤدي بالبلاد كلها إلى المجهول. وحزب الحرية والعدالة لا يعترف بما حدث، ولا يعترف بالنظام الحالي، ولن يتعاونوا معه بأي حال من الأحوال.
وما اجراءاتكم التصعيدية حيال ذلك؟
سنواصل الاحتجاج السلمي الممكن، وسنستمر في التصعيد حتى تتم إستعادة الشرعية، ويعاد الرئيس محمد مرسي إلى الحكم.
هل تتوقعون أن تنجح تلك الوسائل السلمية في الوصول إلى هدفكم؟
لماذا لا تنجح وقد نجحت مع مبارك وأسقطت نظام حكمه، وأقصته.
فضحوا أنفسهم
جماعة الاخوان متهمة بأنها تسعى للإستقواء بالخارج ضد الجيش المصري؟
هذا استمرار لظلمهم للشعب المصري. مَن الذين يتم اعتقالهم حاليًا؟ ومن الذين تتم مصادرة قنواتهم وصحفهم الآن؟ ومن الذين أحرقت مقراتهم؟ جماعة الإخوان والتيار الإسلامي هما الضحية. وعلى الرغم من ذلك، لم يستقووا بالخارج.
هل تتوقعون وقوع المصريين في فخ العنف والاقتتال الأهلي؟
هناك محاولات لجر الاسلاميين إلى العنف، لكن تلك المحاولات سيكون مصيرها الفشل. لن ننجر إلى العنف، وسنستمر في الدفاع عن الشرعية عبر الوسائل السلمية.
ألا تخشون العودة إلى المعتقلات في حالة الإستمرار في الإحتجاج؟
أيام مبارك كانت هناك أحكام عرفية ولكن لم يستطع الاعلام والجيش والشرطة إنقاذه.
اعترف مرسي بارتكابه اخطاء، فهل كانت اخطاؤه سببًا مباشرًا في إسقاطه؟
هذه مؤامرة مستمرة لإجهاض ثورة يناير، وليست لها علاقة بأخطاء مرسي. وما يدل على ذلك حديث البرادعي الذي قال فيه إنه تدخل دوليًا ضد الشرعية الدستورية، وإنه سعى للاستقواء بالعالم الخارجي لاسقاط مرسي عبر القوة، وما حدث من أزمات مفتعلة جعل الشعب في حالة احتقان، وبالتالي فضح المتآمرون أنفسهم.
لا علاقة إخوانية أميركية
هل يلقي إقصاء الإخوان بتداعياته على الشرق الأوسط على التيار الإسلامي في سوريا وتونس؟
هذا نموذج سيطبق في كل دول الربيع العربي، لأن الحكام المستبدين يخشون تكرار نفس السيناريو لديهم. فمن مصلحتهم اجهاض هذه التجربة لاثبات فشلها. فنهضة مصر وتقدمها سوف يدفعان بها إلى تقدم غير مسبوق، وبالتالي هذا ليس في صالح أميركا وإسرائيل. أعيد فتح السفارة السورية بعدما أغلقها مرسي، وهذا يدل على أن المستبدين في كل مكان متفقون على شيء واحد، إقصاء إرادة الشعوب بالقوة.
وكيف ترون ما يقال عن علاقة متينة بين الاخوان وأميركا؟
لا يمكن أن تتفق علاقة اميركا مع دعوة الإخوان، فدعوة الجماعة التي تنادي بأن تمتلك مصر سلاحها وغذاءَها ودواءَها بيدها ليست فى صالح الولايات المتحدة الأميركية. لقد كان لأميركا وإسرائيل كنز استراتيجي في مصر، وهو الرئيس المخلوع حسني مبارك وأعوانه، ولما أسقطه المصريون حاولوا إعادة إنتاج نظامه مرة أخرى. الشعب المصري أذكى من أن يصدق تلك الادعاءات.