بالرغم من إدراج مجلس التعاون الخليجي حزب الله على لائحة المنظمات الارهابية، إلا أن ذلك لا يمنع أمينه العام عبد اللطيف الزياني من اعتبار تفجير الضاحية عملًا مشينًا، ومن دعوة اللبنانيين إلى تفويت الفرصة على دعاة الفتنة والارهابيين.


موقف دول مجلس التعاون الخليجي من حزب الله معروف، خصوصًا بعدما اتخذت هذه الدول قرارها بإدراج الحزب على لائحة المنظمات الارهابية، متخذة إجراءات صارمة بحق ممولي الحزب ممن يقيمون في الدول الخليجية، كالتضييق على تعاملاتهم التجارية والنظامية من حيث الاقامة، حتى وصل الأمر إلى قرار ترحيل من تثبت علاقته التنظيمية بحزب الله.
عمل مشين
غير أن الموقف السياسي شأن، والموقف من الإجرام الذي ضرب معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية، مخلفًا 18 قتيلًا ونحو 300 جريح، شأن آخر. ودول الخليج، قيادات وشعوبًا، وقفت إلى جانب لبنان واللبنانيين من دون تفرقة، وعلى مسافة واحدة من جميع اللبنانيين، على اختلاف انتماءاتهم السياسية.
وقد صدر هذا التأكيد مرارًا على ألسنة القياديين الخليجيين في أكثر من مناسبة. وانطلاقًا من هذا الأمر، أدان الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، التفجير الذي وقع في منطقة الرويس بالضاحية الجنوبية ببيروت وأدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. وقال الزياني، في بيان له، إن هذا العمل الإجرامي المشين يستهدف أمن لبنان واستقراره، كما يستهدف صيغة التعايش السلمي اللبنانية، وذلك بسعيه لخلق فتنة بين المواطنين اللبنانيين.
ودعا الزياني كل الأطراف والقوى اللبنانية إلى تفويت الفرصة على المخربين ودعاة الفتنة والإرهابيين، وتغليب المصالح الوطنية العليا للبنان وشعبه، والعمل على سرعة تشكيل الحكومة اللبنانية، والتعاطي الإيجابي مع جهود رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان لإستئناف مسيرة الحوار الوطني اللبناني، والعمل على إنجاح هذا الحوار. ورأى الزياني أن هذا السلوك الوطني هو الطريق الأنجع لحماية لبنان والحفاظ على أمنه ومستقبل أبنائه. كما أكد الزياني وقوف مجلس التعاون الخليجي مع لبنان، رئيسًا وحكومة وشعبًا، في مواجهة كل ما يهدد استقراره، مقدمًا تعازيه لذوي الضحايا، وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين.
لملاحقة الجناة
وبالرغم من توجيه الاتهامات في الضاحية الجنوبية لجماعات تكفيرية، ولرعاتها الخليجيين وخصوصًا دولة قطر، بحسب تصريحات أهلية وحزبية شاعت في معقل حزب الله إثر الانفجار، أعرب مسؤول بوزارة الخارجية القطرية عن شديد إدانة قطر للتفجير، مؤكدًا في تصريح صحافي أن القيادة القطرية تدين هذه الأعمال الإجرامية، التي تراها تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وترويع الآمنين، وإراقة الدماء الزكية، وإزهاق الأرواح البريئة.
وأضاف المسؤول القطري: quot;تقدم قطر تعازيها ومواساتها لأسر الضحايا الذين سقطوا في هذا العمل الإجرامي، وتتمنى الشفاء العاجل للمصابين جميعًا، وأجدد في هذا الاطار مواقف قطر الثابتة، والمتمسكة بنبذ العنف بمختلف أشكاله وصوره، وما ينجم عنه من ضحايا وتدمير للممتلكات وترويع للآمنينquot;.
من ناحية أخرى، أكد مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية إدانة تفجير الرويس، ووصف الحادث بأنه إرهابي، مؤكدًا ضرورة ملاحقة المسؤولين عن هذه الجريمة ومحاكمتهم. ودعا المصدر اليمني جميع الأطراف اللبنانية إلى ضبط النفس، وتفويت الفرصة على من يريد جر اللبنانيين إلى العنف والصراعات. والجدير بالذكر أن اليمن تقاتل المسلحين الحوثيين على حدودها مع السعودية، الذين يتلقون الدعم والتمويل والتسليح من إيران، والتدريب من عناصر في حزب الله.