انهت وكالة الفضاء الأميركية مهمة التلسكوب كبلر الذي كانت مهمته البحث عن الكواكب، هذا في وقت قالت وكالة الفضاء الأوروبية إنها ستنجز تلسكوب مراقبةجديداً قبل نهاية العام الجاري.
قالت وكالة الفضاء الأوروبية إنها ستنجز تلسكوب مراقبة يدعى (غايا) قبل نهاية عام 2013، وسيكون هدفها الأساس هو رسم مواقع النجوم، وستقوم بذلك بدقة شديدة مما سيمكنها من اكتشاف مئات الكواكب في مداراتها.
وبالمقابل، سيتوقف التلسكوب الفضائي العملاق (كبلر) عن أداء مهمته في اكتشاف كواكب جديدة بعد فشل المهندسين في إصلاح نظام التأشير المتعطل فيه.
وقال مسؤولون في ادارة الطيران والفضاء الاميركية (ناسا) يوم الخميس إنها أنهت مهمة تلسكوب الفضاء كبلر في البحث عن الكواكب لعدم امكانية اصلاح عطل في نظام التموضع.
وينبغي على وكالة الفضاء الأميركية أن تقرر ما إذا كان مشروع التلسكوب المتضرر كبلر يستحق تمويلاً إضافيًا.
وأُعلن أن التلسكوب (كبلر) فقد العجلة الثانية من العجلات الأربع التي تحرك التلسكوب في مايو/ أيار الماضي، الأمر الذي يعني أنه سيكون غير قادر على الوقوف ثابتًا والتركيز على النجوم.
حلول ممكنة
وبحث مهندسو ناسا في عدد من الحلول الممكنة، لكنهم فشلوا في إيجاد الحل الناجح لإصلاحه. وتلتمس ناسا مقترحات لمهام بديلة للتلسكوب وتتوقع اتخاذ قرار مطلع العام القادم بشأن ما اذا كانت ستستمر في تمويل تشغيل التلسكوب.
وقال علماء إن التلسكوب اكتشف حتى الآن 135 كوكبًا خارج النظام الشمسي و3500 كوكب محتمل آخر تنتظر التأكيد.
وكان تلسكوب المراقبة هذا، الذي بلغت كلفته نحو 600 مليون دولار، بدأ العمل في مارس/ آذار 2009 في محاولة لاكتشاف أي كواكب أخرى بحجم الأرض تدور في فلك نجوم في المنطقة التي تدعى نطاق الحياة في الكون.
ويعني نطاق الحياة تلك المناطق المحيطة بالنجوم التي تحتوي على الأجواء ودرجات الحرارة التي تسمح بوجود المياه على السطوح الصخرية في حالة سائلة، أي أن المهمة الأساسية لتلسكوب كبلر كانت محاولة تحديد كواكب تتوفر فرص للحياة فيها.
وتمكن التلسكوب (كبلر) حتى الآن، من تحديد عدد من الكواكب أكبر من الأرض المسماة quot;سوبر- أرضquot; في مدارات نطاق الحياة حول النجوم، وإن العلماء المسؤولين عن مهمة التلسكوب كانوا واثقين من أنهم سيكونون قادرين سريعًا على تأكيد وجود كواكب أخرى تتمتع بظروف تشابه ظروف الأرض.
وأوضح بل بوروكي كبير المراقبين في مهمة كبلر quot;إن ما نبحث عنه هو كوكب بحجم الأرض تمامًا يدور حول نجم مثل الشمس، وهذا ما نأمل أن يكون في هذه البيانات التي نعمل على تحليلها بدقةquot;.
أضعف درجات الضوء
وتعتمد طريقة التلسكوب كبلر في تحديد هذه الكواكب على قدرته على التقاط أضعف درجات الضوء، لذا يقوم بالبحث عن انخفاضات دقيقة في شعاع الضوء عندما تمر الكواكب أمام نجومها. وهي طريقة حساب معقدة تمامًا، حيث أن الضوء يتغيّر بأجزاء دقيقة في جزء من المئة.
ويتطلب عمل كبلر لمواصلة رصده الفضائي، في حده الأدنى، ثلاث عجلات دوارة على محورها على الأقل.
وعندما تم وضع التلسكوب في الفضاء كان يتوفر على أربع عجلات، إلا أن عجلته الأولى تعطلت بسبب خلل في القرص الصلب للبرنامج الذي يوجهها في تموز/يوليو 2012، وتعطلت العجلة الثانية قبل ثلاثة أشهر.
ويصور مسؤولون في المهمة صعوبة السيطرة على التلسكوب كبلر وتوجيهه بمتسوق يحاول دفع عربة تسوق وإحدى عجلاتها عالقة.
ويؤكد تشارلس سوبيك مساعد مدير مشروع كبلر quot;أن العجلات تضررت بشكل كبير إلى الدرجة التي لا تستطيع فيها أن توجه المركبة الفضائية التي تحمل التلسكوب في اتجاه محدد ولا تستطيع السيطرة عليه لأي فترة إضافيةquot;.
ويشار إلى أن التلسكوب كبلر كانت مهمته الأساسية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، لذا فإنه قد عمل لفترة تجاوزت الحد الأدنى المطلوب منه، بيد أن ثمة أملاً في أن يتم استخلاص معلومات علمية أكثر منه ومقترحات لتحويله للبحث في الكويكبات والمذنبات والنجوم المتفجرة.
التعليقات