قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي وصل إلى الهند اليوم إنه سيوقع هناك اتفاقات في مجال الطاقة لزيادة تصدير النفط العراقي إلى الهند وإنشاء مصافٍ نفطية ومصانع للبتروكيمياويات، ومذكرات تفاهم صناعية واقتصادية وتعليمية وزراعية وإنشاء مصانع للكيمياويات في بلاده، حيث يرافقه وفد رسمي كبير يضم عددًا من الوزراء والمستشارين.


أسامة مهدي: أوضح المالكي في تصريحات قبيل مغادرته بغداد إلى نيودلهي صباح اليوم في زيارة رسمية تستغرق أربعة أيام أن مباحثاته هناك ستكون خطوة لتطوير القدرات العراقية في مختلف الأصعدة، مشيرًا إلى أن أهم المجالات التي سيتم توقيع مذكرات تفاهم وتعاون بين العراق والهند بشأنها هي الطاقة النفطية، لما للهند من رغبة كبيرة في التعاون مع العراق من حيث الاستخراج والاستيراد بعدما أصبح العراق ثاني أكبر مصدر نفطي للهند.

ولفت إلى أنه سيتم كذلك توقيع اتفاقيات زراعية، لما تمتلكه الهند من إمكانيات زراعية متطورة، إضافة إلى البحث في استيراد الأدوية الهندية والتعاون الطبي. وأكد إمكانية استثمار التطور العلمي والتعليمي الكبير، الذي تشهده الهند، خصوصًا وأن أعدادًا كبيرة من الطلبة العراقيين يدرسون في الهند، حيث هناك أكثر من 5 آلاف طالب يدرسون في الجامعات الهندية.

اتفاقات شاملة
وقال المالكي إن العراق سيوقع اتفاقيات مع الجانب الهندي في مجالات الطاقة وبناء المصافي أو العمليات الاستكشافية، وكذلك تفعيل التعاون والتعاقد حول تزويدهم بالنفط الذي تحتاجه الهند. وأوضح أنه سيتم الاتفاق على إنشاء معمل للأسمدة الكيماوية والمصافي في العراق واتفاقات أخرى لاستيراد الأدوية.

وذكر أن العراق سيستقبل قادة هنودًا في المستقبل ضمن تطوير العلاقات، حيث تأتي هذه الزيارة أيضًا لتطوير العلاقات مع الدول وإبقاء المجالات مفتوحة أمام بناء العراق والمشاركة في إعادة إعماره. ويرافق المالكي في زيارته وفد يضم وزراء النفط عبد الكريم لعيبي والزراعة عز الدين الدولة، والصحة مجيد حمد أمين، ورئيس هيئة الاستثمار سامي الأعرجي، وعددًا من الوكلاء والمستشارين ورجال الأعمال.

وسيجري المالكي مباحثات مع الرئيس الهندي ورئيس وزرائه، تتركز على تطوير آفاق التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية وقضايا الأمن ومكافحة الإرهاب والنفط والطاقة والزراعة والتجارة والصحة والموارد المائية والتعليم وتكنولوجيا المعلومات، إلى جانب التعاون في مجال بناء المساكن منخفضة الكلفة وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما سيلتقي بعدد آخر من المسؤولين ورجال الأعمال وأصحاب الشركات.

من جانبه، أشار المكتب الإعلامي للمالكي إلى أن زيارته هذه تأتي تلبية لدعوة رسمية من الدكتور مانموهان سينغ رئيس وزراء جمهورية الهند ورئيس وزرائه quot;لتطوير آفاق التعاون بين البلدين. وكان المالكي أكد خلال لقائه في بغداد مع وزير خارجية الهند سلمان خورشيد في 20 حزيران (يونيو) الماضي أن الإرادة السياسية متوافرة بضرورة رفع مستوى التعاون بين البلدين إلى أعلى مستوى وفي مختلف المجالات.

وتلقى المالكي رسالة خطية من رئيس الوزراء الهندي تتضمن دعوة رسمية له إلى زيارة الهند، حيث أكد أنه سيلبّي الدعوة في أقرب فرصة ممكنة. وأضاف أن آفاق التعاون بين العراق والهند واسعة ومتعددة، داعيًا إلى عقد مؤتمر لرجال الأعمال والشركات الهندية في بغداد لاستكشاف فرص الاستثمار والعمل في السوق العراقية.

تطوير التعاون النفطي
من جانبه، أبدى الوزير الهندي رغبة بلاده في تنمية علاقاتها مع العراق وتطويرها في مختلف المجالات، مبديًا رغبة الهند في تطوير تعاونها النفطي مع العراق إلى صناعات نفطية خصوصًا إنشاء مصانع للأسمدة والبتروكيمياويات ومصافي النفط، وفي المجالات العلمية والزراعية والتعليم، وقد أعلن في بغداد حينها عن اتفاق لتنفيذ الهند مشاريع للأسمدة والبتركيمياويات ومصافي النفط في العراق وتوسيع تزويد الهند بالنفط العراقي.

يذكر أن زيارة الوزير الهندي للعراق هي الأولى من نوعها لمسؤول هندي رفيع منذ 23 عامًا، أي منذ الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السابق آل كي غوجرال عام 1990 إلى بغداد لإجلاء الرعايا الهنود في أعقاب حرب الخليج.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك في بغداد مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، أكد وزير الخارجية الهندي سلمان خورشيد رغبة بلاده في توسيع علاقاتها مع العراق في مختلف المجالات، وأشار إلى أنّ لجنة التعاون بين البلدين، والتي يترأسها وزيرا النفط فيهما، ستعقد اجتماعها في بغداد خلال الأسبوعين المقبلين، لوضع أسس لتعاون أوسع في مجال الصناعات النفطية. وأوضح أن المالكي سيزور الهند قريبًا لوضع أسس لهذه العلاقات.

من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية هوشيار زيباري في تصريح صحافي أن المالكي سيزور الولايات المتحدة في القريب العاجل، مرجّحًا أن تكون الزيارة في أيلول (سبتمبر) المقبل. وأشار زيباري إلى أن رئيس الوزراء سيبحث العلاقات الثنائية ضمن اتفاقية الإطار الإستراتيجي المبرمة بين البلدين والتعاون في مجال التسليح ومحاربة الإرهاب، فضلًا عن تطورات الأوضاع في المنطقة، وعلى رأسها الأزمة السورية.

وكان زيباري قال في واشنطن يوم الجمعة الماضي إن العراق يسعى إلى شراء طائرات بدون طيار من الولايات المتحدة الأميركية لمحاربة تنظيم القاعدة الإرهابي. وشدد على أن وجود طائرات أميركية بدون طيار في العراق سيساعد على محاربة تهديد القاعدة، مؤكدًا حاجة القوات العراقية إلى المساعدة على مجالي المراقبة والتحليل المخابراتي.