لا تزال حرب العراق ماثلة في أذهان النواب البريطانيين الذين لا يريدون الخوض في دوامة جديدة من الصراع، وهو ما يجعل مهمة ديفيد كاميرون في إقناعهم لضرب سوريا مهمة صعبة.

لندن: سيسعى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الخميس الى اقناع البرلمان بضرورة القيام بعمل عسكري ضد سوريا لوقف استخدام اسلحة كيميائية لكنه يواجه معارضة من النواب الذين لا يزال موضوع العراق ماثلا في اذهانهم.
واطلع كاميرون من قادته العسكريين الاربعاء على الوضع بعدما امر باستدعاء البرلمان من اجازته الصيفية لعقد جلسة فيما تدرس القوى الغربية توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري.
وقد اعلن كاميرون اليوم الاربعاء بعدما اجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء ان لندن ستقدم مشروع قرار الى مجلس الامن الدولي quot;يدين الهجوم الكيميائيquot; الذي وقع في 21 آب/اغسطس في سوريا وquot;يسمح باتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية المدنيينquot;.
واوضح ان quot;النص سيعرض خلال اجتماع للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن في وقت لاحق اليوم (الاربعاء) في نيويوركquot;.
ويتوقع ان يبلغ كاميرون النواب خلال نقاش الخميس بانه يفكر بضربات عسكرية تهدف الى quot;تقليص قدرات استخدامquot; الاسلحة الكيميائية من قبل النظام وسيحثهم على دعم هذا التحرك من خلال تصويت.
وسيختار كلماته بدقة لاقناع النواب بان بريطانيا لا تنوي الانجرار الى الحرب في سوريا لكنها تتحرك ضمن ما يعتقد هو والرئيس اوباما بانه هجوم كيميائي نفذه النظام قرب دمشق قبل اسبوع.
وقال كاميرون الثلاثاء quot;هذا لا يعني تدخلا في حرب في الشرق الاوسط (...) المقصود استخدام الاسلحة الكيميائية وضرورة منع استخدامهاquot;. وقال كاميرون quot;رأينا في سوريا مشاهد مروعة عن الموت والالام بسبب استخدام اسلحة كيميائية من قبل نظام الاسد واعتقد اننا لا نستطيع تحملهاquot;.
وفي ما يدل على صعوبة مهمة كاميرون في اقناع المشككين ازاء التدخل العسكري، اعلن بعض اعضاء حزب العمال المعارض انهم سيصوتون ضد اقتراح رئيس الحكومة.
وقالت ديان ابوت النائبة المتابعة لشؤون الصحة في حزب العمال انها ستصوت ضد الاقتراح بسبب المخاطر بان تؤدي الضربات العسكرية الى تدخل اكبر في النزاع السوري.
واضافت quot;من غير الواضح ما اذا كان العمل العسكري سيغير تصميم الاسد الواضح على القتال حتى النهاية وهناك مخاطر بان ننجر الى حرب اهلية في الشرق الاوسطquot;.
وتابعت quot;كنت لاؤيد تدخلا بقيادة الامم المتحدة لكن ضربة اميركية لن تحمل المجموعة الدولية على تأييدها وتواجه مخاطر بان تجعل الامور اسوأquot;.
واشارت ابوت الى شبح النزاع في العراق حين اعطى البرلمان البريطاني رئيس الوزراء انذاك توني بلير تفويضا للانضمام الى التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة لاجتياح العراق في 2003 ما ادى الى انجرار بريطانيا الى الحرب لسنوات.
وقالت لهيئة الاذاعة البريطانية ان quot;حرب العراق كان يفترض ان تكون قصيرة او ان يكون تدخلا عسكريا محددا لكنها خلقت المزيد من اعمال القتل والفظاعة وعدم الاستقرار، وهناك خطر ان يتكرر ذلكquot;.
وقد اعطى حزب العمال كاميرون موافقة مشروطة على التصويت موضحا انه يريد ان يرى quot;اسسا قانونية واضحةquot; لاي تحرك عسكري عبر quot;ضلوع مباشر من الامم المتحدةquot;.
ويواجه كاميرون ايضا معارضة محدودة حتى داخل حزبه.
وقال دوغلاس كارسويل من حزب المحافظين انه سيتجاهل اية جهود لتطبيق ما يتفق عليه ضمن الحزب، وسيصوت quot;بحسب ما يمليه عليه ضميرهquot;.
وقال لصحيفة ديلي تلغراف quot;ساقرر خلال النقاشquot;، مضيفا quot;هذا يتعلق باي دولة نحن، واي دور نلعبه في العالمquot;.
وعبرت شخصيات عسكرية كبيرة ايضا عن مخاوف حيال التدخل في سوريا.
وقال اللورد الان ويست وزير الامن السابق في حكومة غوردن براون انه quot;قلق جداquot; حيال طبيعة الضربات الصاروخية التي لا يمكن توقع نتائجها.
واضاف quot;ان شن هجوم امر خطير جدا. ولا يمكن توقع ما قد يحصلquot;.
وتابع انه quot;يجب طرح السؤال: هل سيعزز فعليا الامن العالمي او سيساهم في تحسين ظروف الشعب السوري؟quot;.