رأت صحيفة بريطانية أن خطط معاقبة بشار الأسد quot;لاستخدام الغاز ضد شعبهquot; أصبحت في حالة من الفوضى عندما رفض مجلس العموم المشاركة في العمل العسكري، بينما رأت زميلة لها أن قرار المجلس لم يكن quot;كارثةquot; لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون، بل إنه انتصار له ولزعيم حزب العمال إيد ميليباند.


نصر المجالي: أشارت صحيفة quot;فايننشال تايمزquot; اللندنية في تقرير لها إلى أن ما يقوله الرئيس الأميركي باراك أوباما عن إنها quot;ضربةquot; لآلة القتل الخاصة بالنظام السوري لم يعط الانطباع بأنه أكثر من مجازفة. وتضيف الصحيفة أنه في حال وقوع هجوم أميركي من دون أن يضرّ بالقوة العسكرية لنظام الأسد، سيخلف الأمر سوريا وجيرانها مع حيوان جريح.

وتقول الصحيفة إن التدخل في هذه المرحلة المتأخرة تتراوح نتائجه بين النتائج السيئة والمروعة، فمن الصعب تخيل ما قد تنجزه أي ضربة محدودة للحيلولة دون استخدام الرئيس السوري بشار الأسد الأسلحة الكيميائية ضد شعبه أو أن تحول دون استمرار قتله وقصفه السوريين بشتى أنواع الأسلحة.

تضيف الفاينانشال تايمز في التحليل، الذي كتبه ديفيد غاردنر بعنوان quot;ضربة أميركية لن تكون عونًا لسورياquot;: إن خطط معاقبة بشار الأسد quot;لاستخدام الغاز ضد شعبهquot; أصبحت في حالة من الفوضى عندما رفض مجلس العموم المشاركة المشاركة في القوة التي تتألف لمهاجمة النظام السوري.

الفائزان
من جهتها، كتبت صحيفة quot;إنديبندانتquot; افتتاحية تحت عنوان: quot;غنائم الحرب: إذا كان كاميرون هو الخاسر في تصويت الخميس حول سوريا، فإن إيد مليباند وبريطانيا هما الفائزانquot;. وقالت الصحيفة إن نتيجة تصويت مجلس العموم البريطاني برفض المشاركة في إجراء عسكري ضد النظام السوري كانت مهانة لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.

وترى الصحيفة أن خسارة تصويت واحد في مجلس العموم يجب ألا تكون كارثية، ولكن خسارة تصويت يتعلق بالسياسة الخارجية أمر نادر، ولم يحدث منذ أكثر من 200 عام.

تضيف أن كاميرون فشل في تقويم الرأي العام. فمهما حاول أن يؤكد أن المشاركة في هجوم محدود على سوريا لا علاقة لها بما حدث في العراق، إلا أن قطاعًا كبيرًا من الرأي العام لا يشاركه الرأي. وقد ترك الأمر بيد مجلس العموم لإيضاح تحفظات الرأي العام ومخاوفه.

تشير الصحيفة إلى أن رفض مجلس العموم لا يؤثر على السياسة الداخلية في بريطانيا فحسب. ويحذر المؤيدون شن هجوم على سوريا من عواقب التصويت بالرفض، ويقولون إن مكانة بريطانيا الدولية تقلصت الآن بشكل كبير. كما إن العلاقات المتميزة بين بريطانيا وأميركا تضررت. وتعقب الصحيفة إن هذين الرأيين مبالغ فيهما إلى حد كبير.

أخيرًا، تلفت الصحيفة إلى أنها سياسة غير سوية تلك التي تجعل بريطانيا تشارك في أزمة خارجية لمجرد الدفاع عن نفوذها الدولي. وترى أن إبداء البرلمان رأيه في رد عسكري محتمل ليس علامة ضعف، بل على العكس من ذلك تمامًا.