بسبب تأخره في إعلان موعد الضربة العسكرية على سوريا حتى اللحظة، تحوّل الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى جبان في نظر الكثير من السوريين، الذين يعتبرون أن من يتكلم كثيرًا لا ينتقل إلى الأفعال.
دمشق: في دمشق، كان العديد من السوريين يسخرون صباح أمس الأحد من quot;جبنquot; الرئيس الأميركي باراك أوباما المتردد في توجيه ضربة عسكرية إلى النظام، في انتظار التشاور مع الكونغرس، معتبرين أن من quot;يتكلم كثيرًا لا ينتقل إلى الأفعالquot;، على قول سعاد من سكان العاصمة.
تضيف هذه الموظفة في شركة الفردوس العامة للكهرباء في شمال شرق العاصمة quot;أوباما جبان، لم يوجّه ضربته، لأنه يعلم أن رئيسنا بشار قوي جدًاquot;. في هذا الحي في الوسط التجاري لدمشق، يتوجّه كل شخص إلى أعماله غير آبه لدوي الانفجارات المتقطعة الصادرة من المناطق المحاذية للعاصمة، والتي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.
مسرحي بارع
الأجواء نفسها تخيّم على مقهى تقليدي للرجال، حيث ينهمك البعض في لعب الطاولة أكثر من اهتمامهم بالخطاب الأخير للرئيس الأميركي. بدوره، يرى حسن عزام (73 عامًا) المؤيد للنظام أن باراك أوباما quot;جبانquot;. ويضيف هذا العضو في مجلس بلدية دمشق، فيما يتصفح صحيفة quot;الثورةquot; الرسمية: quot;كان أشبه بممثل يشارك في مسرحية يقدمها إلى الأميركيينquot;. ويتابع مبتسمًا quot;لقد شاهدته، كان يرتجف كورقة، فيما كان يتكلم، كان مضطربًا فعلًاquot;.
وعلى غرار كثيرين تم سؤالهم في العاصمة السورية، يبدو حسن مقتنعًا بأن قائد أقوى جيش في العالم لم يتحرك، لأنه يخشى ردود حلفاء النظام السوريquot;، وخصوصًا الإيرانيين. ويؤكد أن quot;الإيرانيين كانوا عازمين فعلًا ضرب إسرائيلquot; حليفة واشنطن، quot;وقد تراجع أوباما، لأنه يعلم أنه في حال الرد، فإن إسرائيل ستشطب من الخارطةquot;.
يعلق علي (18 عامًا): quot;الكلام هو غير الفعل. لقد خشي ردًا من سوريا وحلفائها على إسرائيل، التي لا تستطيع تحمّل صاروخ واحدquot;. بدوره، يتساءل محمد ساخرًا quot;ومن يكون أوباما؟quot;، مشددًا على أن الكونغرس الأميركي، على غرار مجلس العموم البريطاني، quot;لن يوافق على قرار بتوجيه ضربةquot;.
وفي أول رد فعل رسمي على قرار أوباما طلب إذن الكونغرس قبل توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، دعا نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الأحد الكونغرس، الذي سيستأنف أعماله في التاسع من أيلول/سبتمبر، إلى التعامل مع هذا الموضوع quot;بحكمةquot;.
ارتياح شكلي
في منطقة المزة غرب العاصمة، يبدو المشهد في أحد الفنادق الفخمة مناقضًا للمعارك المستمرة على بعد بضعة كيلومترات. فالقلق الذي ساد في الأسبوع الفائت مع تصاعد وتيرة التهديدات الغربية بشنّ عملية عسكرية حلّ محله شعور بالارتياح واللامبالاة، على الأقل ظاهرًا.
تقول لين بنظّارتها الشمسية الكبيرة وتنورتها القصيرة quot;لم استمع إلى أوباما. الأمر لا يهمّني، أنا ذاهبة اليوم إلى حوض السباحةquot;.
ويحرص العديد من السوريين الميسورين على التوجّه إلى الملاهي الليلية والمسابح داخل الفنادق رغم الظروف الصعبة. وتقول ميرنا، التي تتناول قهوتها داخل المسبح، quot;أنظروا إلى رفيقتي، لقد أتت خصيصًا من لبنان لمشاهدة الضربة، والضربة لم تحصلquot;.
وتضيف هازئة quot;كما اختبأ (رئيس الوزراء البريطاني) ديفيد كاميرون خلف البرلمان، فإن أوباما اختبأ خلف الكونغرس. إنه يقول: أريد أن أضرب، لكنني أود أن يدفعني أحد إلى عدم القيام بذلكquot;. وتتابع quot;لم تعد الولايات المتحدة محور العالم، هذا الأمر انتهىquot;، جازمة بأن أي ضربة عسكرية لن تحصل. وتختم متسائلة quot;هل شاهدتم لصًا يطرق باب منزل، ليبلغ صاحبه بأنه سيسرقه في الخامسة صباحًا؟... لو أراد أوباما أن يضرب سوريا لكان قام بذلكquot;.
التعليقات