دبي: قال إماراتيون ومصريون مقيمون في الإمارات إن زيارة الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية إلى القاهرة الأحد تعد زيارة تاريخية بكل المقاييس، لأنها جاءت في توقيت دقيق وحساس للغاية في علاقات البلدين.

وأوضحوا لـquot;إيلافquot; أن زيارة الشيخ محمد التي ضمت وفدًا رفيع المستوى شمل كبار المسؤولين في أبوظبي مثل الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، جاءت بعد يومين فقط من اعتداء جماعة الاخوان المسلمين الغاشم على الملحقية العسكرية الاماراتية في حي مصر الجديدة بالقاهرة، وقيامهم بكتابة ألفاظ مسيئة ضد الإمارات من اجل إفساد العلاقات الثنائية بين القاهرة وأبوظبي.

وهي زيارة تؤكد أن الإخوان مهما فعلوا لن يستطيعوا إفساد علاقات البلدين التي عادت بقوة بعد عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي واقصائه عن كرسي الرئاسة في مصر بعد اندلاع مظاهرات ضخمة ضده في 30 يونيو الماضي.

استقبال حافل

حظيت زيارة الوفد الإماراتي باستقبال شعبي حافل من قبل المصريين الذين تجمعوا في مطار القاهرة وأمام سفارة الإمارات حاملين ورودًا وصورًا لرئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وعبارات استقبال وترحيب بالوفد الزائر ومؤيدة لمواقف الإمارات الداعمة لمصر في الآونة الأخيرة.

وقد بادل الشيخ محمد الاستقبال الشعبي في المطار بالترحيب عبر إرسال إشارات الود والاحترام لهم.

وذكر مصطفى ياسين أن هذه الزيارة تعد ردًا كبيرًا على الإخوان المسلمين بأنهم لن يستطيعوا أن يكونوا حجر عثرة أمام تطور العلاقات المصرية الإماراتية مجددًا ولن يقدروا على توتيرها مرة أخرى كما فعلوا على مدار عام كامل (30 يونيو 2012- 30 يونيو 2013) إبان فترة حكم الرئيس الإخواني السابق محمد مرسي، حيث وصلت علاقات مصر بالإمارات وقتها الى توتر شديد وطريق مسدود بعد التصريحات السيئة التي ساقها أعضاء الإخوان ضد الإمارات.

دعم اماراتي للقاهرة

وافاد مطر خميس أن هذه الزيارة تمثل أهمية كبيرة جدًا من حيث تأكيد الدعم الاماراتي القوي للحكومة الجديدة في مصر ولخارطة المستقبل التي أرتضاها الشعب المصري والقوى السياسية المصرية بعد ثورة 30 يونيو 2013.

وأضاف أنها زيارة تؤكد أن الامارات ستقف قلبًا وقالبًا بجوار مصر وستواجه أي خطر أو عدوان أو عقوبات يمكن أن تطالها من قبل أي كان. وأنها تعد مؤشرًا كبيرًا على أن الحلف الذي يبدو أنه يتشكل الآن بين مصر والسعودية والإمارات في مواجهة الخطر الإخواني والغربي في منطقة الشرق الأوسط في طريقه للاكتمال.

وقال خميس: quot;لن تكون الضغوط الغربية سواء كانت أوروبية أو أميركية على الدول الثلاث مجدية الآن إذا تم تشكيل ذلك الحلف القوي في مواجهة المؤامرات الغربية في المنطقة.. كما أن فكرة قيام الدول الغربية بالتحذير والتهديد المتكرر بقطع المعونات المالية والعسكرية عن مصر أصبحت لا قيمة لها الآن، بعد تأكيد الإمارات والسعودية بأنهما على استعداد لتعويض مصر عن أي مساعدات غربية قد يتم قطعها، كما أنهما سيسعيان بكل قوة لإعادة الانتعاش للاقتصاد المصري لتعود مصر إلى امنها واستقرارها وريادتها العربية من جديدquot;.

خطر الإخوان

أشار أحمد علي إلى أن الراحل الشيخ زايد بن سلطان باني ومؤسس دولة الامارات هو أول من تنبه إلى خطر جماعة الاخوان على المنطقة العربية، وامكانية ارتباط هذه الجماعة بالمؤامرات التي يعدها الغرب للتنفيذ في منطقة الشرق الاوسط والخليج العربي الغنية بالثروات المتنوعة.

ونوّه إلى أن quot;الرؤية توحدت الان في القاهرة وابوظبي بعد الكشف عن مخططات جماعة الاخوان وحلفائها في المنطقة والعالم الغربي.. وبالتالي كانت مصر في حاجة الى الدعم الاماراتي والسعودي القوي لكسر المخططات الغربية التي يتم تنفيذها بمساعدة دولة خليجية تقوم بدعم الاخوان سياسيًا وماليًا واعلاميًا عبر قناتها الفضائية الملفقة للأخبار الكاذبةquot;.

لقاء رئاسي

التقى الشيخ محمد بن زايد والوفد المرافق له مع المستشار عدلي منصور الرئيس الموقت لمصر. وتناول اللقاء بحث العلاقات والتعاون المشترك بين الإمارات ومصر.

ونقل الشيخ محمد تحيات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الامارات والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي إلى الرئيس المصري وتمنياتهما لمصر قيادة وشعبًا كل تقدم وازدهار وأن تنعم بدوام الاستقرار.

مباحثات

وبحث الجانبان مختلف أوجه التعاون بين الإمارات ومصر وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين وتطلعات الشعبين، وأكدا على أهمية توسيع نطاق التعاون بينهما من خلال تعزيز الشراكات الثنائية القائمة بين البلدين وخاصة في ما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاستثمارية والتنموية، وكذلك التنسيق المتبادل في القضايا التي تهم الطرفين.

كما جرى خلال اللقاء بحث التطورات والمستجدات في المنطقة والجهود العربية والدولية المبذولة لاحتواء تداعياتها وسبل تعزيز فرص السلام والاستقرار إقليميًا ودوليًا، وتبادل الجانبان الآراء ووجهات النظر حول عدد من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

وأكد الشيخ محمد ارتياح دولة الإمارات لعودة الأمن والاستقرار إلى مصر بفضل الجهود التي تبذلها القيادة المصرية في هذه المرحلة المهمة وبمشاركة مختلف القوى الوطنية الفاعلة لتنفيذ خارطة المستقبل التي تؤسس لعهد جديد تواصل فيه مصر طريق البناء والتنمية والتقدم وتمارس دورها المهم إقليميًا ودوليًا.

وجدد ولي عهد ابوظبي دعم دولة الإمارات للشعب المصري وخياراته في تحديد تطلعاته ومتطلباته الوطنية، مؤكدًا أن وقوف الإمارات بجانب أشقائها نابع من انتمائها العربي ومن سياساتها الوطنية والقومية والإنسانية القائمة على السلام والأمن والتسامح والمحبة والدعوة إلى التعاون ونبذ الفرقة والعنف وصولاً الى توطيد الاستقرار وتحقيق النماء والازدهار لجميع الشعوب.

دعم غير مشروط

وأكد أن توجيهات الشيخ خليفة بن زايد واضحة في هذا الصدد وتتمثل بتوفير الدعم لمصر وشعبها ومساندتها في الحفاظ على استقرارها وأمنها وسلامتها وتسخير كافة الإمكانيات للنهوض باقتصادها ايمانًا منه بأن مصر القوية والمستقرة هي قوة ودعامة لنهضة العالم العربي والأمة الإسلامية.

وقال الشيخ محمد quot;ستظل دولة الإمارات دومًا قيادة وشعبًا سندًا قويًا لمصر وشعبها الشقيق سيرًا على نهج الإمارات الثابت الذي أرساه الراحل الشيخ زايد بن سلطان الذي أسس للعلاقة التاريخية والراسخة مع جمهورية مصر العربية وشعبها الشقيق، والتي تستند إلى المحبة والمودة ومبادئ الأخوة والاحترام المتبادل، هذا النهج الذي يتواصل في عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة الذي يحرص دائمًا على تعميق التضامن والتكافل والتعاون العربي لخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلاميةquot;.

وقال ولي عهد ابوظبي إن quot;مصر قدمت الكثير للقضايا العربية والإسلامية وهى لم تتوانَ يومًا في تقديم كل أشكال الدعم والمساعدة من اجل الدفاع عن قضايانا العربية، ولذلك فليس من المستغرب ما نراه من تحرك عربي فاعل لدعم مصر والوقوف بجانبها في أزمتها ومحنتهاquot;. متمنيًا لمصر كل خير وعزة ورفعة وأن تنعم على الدوام بالأمن والاستقرار وأن يحقق الشعب المصري تطلعاته وآماله في التقدم والعيش الكريم.

علاقات متينة

من جانبه أشاد الرئيس المصري عدلي منصور بوقوف دولة الإمارات إلى جانب مصر ودعمها لخيارات شعبها، مثمنًا المبادرات والمساهمات المتعددة والمستمرة التي قدمتها دولة الامارات للوقوف مع مصر، والتي هي محل تقدير مصر قيادة وشعبًا، منوهًا بأنها تجسد متانة العلاقة الأخوية المتميزة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين.

وقد ضم الوفد الإماراتي الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير دولة والفريق حمد مبارك الشامسي رئيس جهاز أمن الدولة ومحمد بن نخيرة الظاهري سفير دولة الإمارات لدى مصر واللواء الركن عيسى سيف محمد المزروعي نائب رئيس أركان القوات المسلحة ومحمد مبارك المزروعي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي.

تعاون اقتصادي

التقى الشيخ محمد بن زايد مع الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء المصري. وجرى خلال اللقاء بحث آفاق التعاون بين البلدين خاصة في ما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاستثمارية والتنموية وتطلع قيادتي البلدين الى تدعيم وتنمية التعاون الاقتصادي المشترك بينهما بما يحقق المصالح المتبادلة.

وتعرف ولي عهد ابوظبي من رئيس مجلس الوزراء المصري على المسار السياسي التي تتحرك في إطاره الحكومة المصرية لتنفيذ عناصر خارطة المستقبل بمشاركة كافة القوى الفاعلة في المجتمع المصري وبما يؤدي الى بناء مستقبل مشرق لمصر تعود به الى دورها ومكانتها على الصعيدين الإقليمي والدولي.

بسط الأمن والاستقرار

التقى الشيخ محمد كذلك الفريق أول عبدالفتاح السيسي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة المصرية في مقر وزارة الدفاع بالقاهرة.

وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات التي تربط البلدين والشعبين وسبل تعزيزها وتطويرها. وأطلع ولي عهد ابوظبي على المستجدات والأوضاع الحالية في مصر وجهود الحكومة المصرية بالتعاون مع باقي مؤسسات الدولة في بسط الأمن والاستقرار في كافة أرجاء الجمهورية.

وأشاد الشيخ محمد بالدور الوطني الكبير للجيش المصري في مرحلة صعبة ومعقدة استطاع من خلالها أن يعبر بالبلاد الى بر الأمان وأن يحفظ مؤسسات وأركان الدولة المصرية ويصون مكتسباتها من المخربين وعبث العابثين والأعداء المتربصين، مؤكدًا أن الشعب المصري مدرك لحجم التحديات التي تحيط به، لذلك كانت وقفته اكبر رد لمن يحاول العبث بالأمن والاستقرار والتنمية والتعايش في مصر.

واعرب عن ثقته في تحمل أبناء ارض الكنانة مسؤولياتهم الوطنية والتاريخية في المرحلة المقبلة من اجل أن تستعيد مصر عافيتها وتواصل مسيرة البناء والنماء وبما يعزز قوة مصر ومنعتها على مواجهة التحديات وتجاوز العقبات بروح وطنية جديدة.