أراد باراك أوباما أن يغيظ فلاديمير بوتين، فقرر لقاء ممثلين عن منظمات حقوقية تدافع عن المثلية والمثليين في روسيا، على الرغم من الحملة الشعواء التي يشنها بوتين على هؤلاء.

سان بطرسبورغ: كأن الصراع الروسي الأميركي حول سوريا لا يكفي لتوسيع الصدع بين الدولتين، فما كان من الرئيس الأميركي باراك أوباما إلا أن يغيظ الرئيس الأميركي فلاديمير بوتين بقراره الاجتماع اليوم مع ممثلي المجتمع المدني ومنظمات أهلية في روسيا، ومن ضمنهم ناشطون في ميدان الدفاع عن حقوق المثليين، وهو يعرف تمامًا بالحملة الشعواء التي يشنها بوتين على المثلية الجنسية في عموم روسيا.

والتقى أوباما اليوم بممثلين عن جمعيات تنشط للدفاع عن عدة قضايا من ضمنها حرية التعبير وحماية البيئة وأيضا قضايا المثليين والمتحولين والسحاقيات والمتحولات.

واشاد الرئيس الاميركي بنشاط المجتمع المدني في روسيا، وذلك خلال لقائه ناشطين روسيين اثر قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ.

وقال الرئيس الاميركي خلال استقباله ناشطين دفاعا عن حقوق الانسان وحقوق المثليين والبيئة وحرية الصحافة، ان quot;الانشطة الممثلة هنا اساسية لتنمية روسيا وانا فخور جدا بهذا العملquot;.

واضاف خلال اللقاء القصير الذي جرى قبيل مغادرته روسيا quot;في روسيا والولايات المتحدة وكل انحاء العالم، يكمن الدور الجزئي (لاي) حكومة جيدة في ترك هامش للمجتمع المدنيquot;.

وهذا اللقاء كان منتظرا خصوصا لدى الناشطين الروس المثليين الذين ينددون بالقانون المناهض لquot;الترويجquot; للمثلية الذي اصدره الرئيس فلاديمير بوتين في حزيران/يونيو.

ووجه اوباما انتقادا شديدا لهذا القانون الذي يشكل جزءا من الموضوعات التي ساهمت في تدهور العلاقات بين موسكو وواشنطن في الاشهر الاخيرة.

حظر الكلام

في وقت سابق من العام، وقّع بوتين قانونًا يحظر النقاش العلني بحضور الأطفال لقضايا المثليين والعلاقات بينهم، ويقضي بتغريم المخالفين وترحيلهم إذا كانوا من الأجانب. وندد أوباما، المعروف بدفاعه عن قضايا المثليين، بالقانون معتبرًا أنّه أكثر المستائين منه. ويقول منتقدو القانون إنه فضفاض، لدرجة أنه قد يسمح بمعاقبة شخص يرتدي قميصًا مرسومًا عليه قوس قزح، أو حتى وهو يمسك بيد صديق له من الجنس نفسه.

لكن بوتين رفض الأربعاء الانتقادات الدولية الموجهة إلى هذا القانون، الذي يحظر الترويج للمثلية، وعزاها إلى محاولة للتقليل من شأن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تستضيفها مدينة سوتشي في العام 2014. وقال في مقابلة مع القناة الأولى بالتلفزيون الروسي، نشرها الموقع الإلكتروني للكرملين، إن العالم يصنع من الحبة قبة، مؤكدًا أن دورة سوتشي لن تميز ضد أحد بسبب طبيعته الجنسية.

لن تحقر أحدًا

وأتى هذا الكلام بعد مطالبة جمعيات حقوقية دولية بسحب الموافقة على أن تنظم روسيا دورة الألعاب الشتوية القادمة بسبب قانون حظر المثلية، خصوصًا أن مثليين عديدين سيشاركون في مسابقات الدورة. وقال بوتين في المقابلة إن روسيا لن تحقر من شأن أحد بسبب ميوله الجنسية، quot;فتشايكوفسكي كان مثليًا، لكننا نعشقه لأنه كان موسيقيًا بارعًا ونعشق أعمالهquot;.

وقبل يوم من انعقاد مؤتمر مجموعة العشرين أعرب بوتين عن استعداده للاجتماع مع ناشطين من الجماعات المدافعة عن حقوق المثليين، لكن ذلك لم يحصل بعد. وكان مئات من المتظاهرين وقفوا أمام مقر الحكومة البريطانية في 10 داونين ستريت، مطالبين رئيس الوزراء ديفيد كامرون بإثارة مسألة مثليي الجنس في اجتماع قمة العشرين.

وقال بيتر تاتشل، من المدافعين عن حقوق المثليين: quot;نود أيضًا أن يصل طلبنا إلى كامرون لوضع مسألة حقوق المثليين على طاولة النقاش في قمة العشرين، وإعلام زعماء العالم بما يحدث، والمطالبة باحترام ليس فقط حقوق المثليين في روسيا ولكن كل حقوق الإنسان في هذا البلد.