معروف أن إيران تقف مع النظام السوري بلا هوادة، وتهدد برد انتقامي إن هاجمته أميركا، لكن هذا التهديد تجاوز كل حدود بتهديد باراك أوباما بخطف ابنته واغتصابها وقتل جماعي للأميركيين في العالم.
في التاسع من هذا الشهر، أي بعد يومين فقط، يناقش الكونغرس الأميركي طلبًا تقدم به الرئيس باراك أوباما للموافقة على توجيه ضربة للنظام السوري، لمعاقبته على فعلته الكيميائية ضد المدنيين في ريف دمشق في 21 آب (أغسطس) الماضي. وبمواجهة هذا التهديد الأميركي بضربة وشيكة للنظام السوري، تقف إيران مهددة الولايات المتحدة بالويل والثبور إن ضربت حليفها الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدةً أن ذلك يطلق العنان لعمليات إنتقامية تضر بالولايات المتحدة وبمصالحها ومواطنيها.
وكان طبيعيًا أن يقول قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني، إن مجلس الخبراء في إيران، أي الهيئة التي تختار المرشد الأعلى، ستدعم سوريا حتى النهاية. لكن ما ليس طبيعيًا أن يصل الوعيد الإيراني على لسان أحد المسؤولين الإيرانيين إلى حد تهديد الأميركيين في العالم بالخطف الجماعي والقتل الوحشي، وتهديد أوباما نفسه باغتصاب وقتل إحدى بناته إن اتخذ قرارًا بضرب سوريا.
اختطاف فقتل
وقد أتى هذا التهديد الشخصي لأوباما من علي رضا فرغاني، الحاكم السابق لمقاطعة كيش جنوب ايران، وأحد كبار المحللين الاستراتيجيين المقربين من المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي، والمتحالف مع مهدي طائب الذي يدير قاعدة عمار الاستراتيجية. ومن هذا المنطلق يقول مراقبون إن كلامه يحظى بمباركة من رأس النظام الاسلامي الحاكم في إيران.
قال فرغاني: quot;نأمل أن ينساق أوباما خلاف عناده فيهاجم سوريا، وبعد سنشهد جميعًا خسارة الولايات المتحدة مصالحها بعمليات إنتقامية في كل العالمquot;. واستمر في تهديده قائلًا: quot;في غضون 21 ساعة بعد الهجوم الأميركي على سوريا، سيتعرض أحد أفراد أسرة كل وزير أميركي، وكل سفير أميركي، وكل قائد عسكري أميركي، في العالم للاختطاف، وبعد 18 ساعة سيتم نشر مقاطع الفيديو الخاصة ليرى العالم مقتلهم جميعًاquot;.
بالرغم من أن المراقبين يقللون من شأن هذه التهديدات الانتقامية، إلا أنها تعيد إلى الأذهان سابقة غير بعيدة، عندما تم نشر فيديو يظهر التعذيب الذي تعرض له ويليام باكلي، رئيس محطة وكالة المخابرات المركزية في لبنان، والذي اختطفه حزب الله في بيروت في العام 1984، وقتله في وقت لاحق.
وقد سلم هذا الفيديو للسفارة الأميركية في أثينا. وعلق ويليام كايسي، مدير المخابرات السابق، على المشاهد التي يصورها الشريط قائلًا: quot;دمروا أكثر من جسده، فالنظر في عينيه يكفي لنعلم أنهم خربوا عقله أيضًا، وما فعلوه كان مخيفًا وهمجيًا، يذكر بجاهلية القرون الوسطىquot;.
مع سوريا
وبعيدًا عن التهديد الشخصي، كان علاء الدين بروجردي، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية فى مجلس الشورى الإسلامي، هدد الأحد الماضي برد حاسم، فى حال قيام الولايات المتحدة بأي حماقة في المنطقة، وجدد دعم إيران للنظام السوري. وقال بروجردى في مؤتمر صحفي بالسفارة الإيرانية في دمشق: quot;إذا قام الأميركيون بأي حماقة في المنطقة، فإن ردنا سيكون حاسمًا، وسنجابه بقوة أي عدوان، وسندافع عن مصالحنا الوطنيةquot;.
وأضاف بروجردي: quot;لا يتمكن تجاوز الأزمة إلا عبر حل سياسي سوري- سوري، وأي عدوان على سوريا سيؤدى إلى إشعال المنطقة، وسيكون الخاسر إسرائيلquot;، مجددًا دعم سوريا وحمايتها، ورفض أي عدوان عليها، وإدانة استخدام الأسلحة الكيميائية.
ويذكر أن الرئيس افيراني السابق هاشمي رفسنجاني فاجأ العالم حين اتهم النظام السوري مباشرة باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه. وقد حاولت الحكومة الإيرانية التملص من هذه التصريحات، بنفيها أولًا ثم بالقول إنها محرفة ثانيًا.
التعليقات