فيما تبحث الرئاسات العراقية للجمهورية والبرلمان والحكومة اليوم الاستعدادات لاستيعاب آثار ضربة عسكرية ضد سوريا على العراق، صعدت مليشيات عراقية شيعية مسلحة تهديداتها بضرب المصالح الأميركية في العراق ومياه الخليج في حال تنفيذ هذه الضربة مؤكدة وجود آلاف الانتحاريين لتنفيذ هذه التهديدات.


تبحث الرئاسات العراقية الثلاث للجمهورية والبرلمان والحكومة في العراق في اجتماع يعقد بمبنى رئاسة الحكومة اليوم الاثنين تداعيات الازمة السورية والتهديدات بضربة عسكرية لنظام دمشق على العراق بمشاركة نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي ورئيسي مجلس النواب اسامة النجيفي والحكومة نوري المالكي.

وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية النيابية همام حمودي إن رؤساء الكتل السياسية سيشاركون في الاجتماع لتبادل الرأي حول الاستعدادات التي يجب أن يتخذها العراق لمواجهة آثار الضربة العسكرية المتوقعة على الجار الغربي للعراق.

وأكد حمودي أن التدخل الخارجي بضرب سوريا لن يحل الازمة، حيث يرى العراق ضرورة الاسراع بعقد مؤتمر جنيف 2 بين طرفي النزاع في سوريا. وأشار إلى أنّ العراق مع ارادة الشعب السوري في اقامة نظام ديمقراطي يمثل تطلعاته نحو المستقبل.

وقد حذر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ونظيره الايراني محمد جواد ظريف خلال مؤتمر صحافي مشترك في بغداد امس من قرع طبول الحرب على سوريا لأنها ستضر جميع دول المنطقة وتؤدي إلى تأزيم الموقف، وداعيًا إلى الحوار لحل الازمة السورية من دون التدخل العسكري.

والاربعاء الماضي أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حالة الاستنفار القصوى في انحاء البلاد تحسبًا لنتائج ضرب سوريا على الأمن والاقتصاد والخدمات والصحة في بلاده، ودعا القوى السياسية إلى موقف موحد يجنب العراق مخاطر حرب شعواء قال إن المنطقة تشهدها حاليًا.

وأشار إلى أنّ حكومته قد اتخذت الاجراءات اللازمة لتفادي أي مخاطر قد تنشأ معلنًا عن حال استنفار قصوى وشديدة للاجهزة الأمنية والوزارات والمؤسسات ذات العلاقة في جميع انحاء العراق لمواجهة التحديات التي ستفرزها هذه التطورات والتخفيف من آثار الحرب على الاوضاع الأمنية والاقتصادية والخدمية والصحية في بلاده.

النجيفي إلى أنّقرة وطهران

ومن المنتظر أن يتوجه رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي نهاية الاسبوع الحالي إلى كل من تركيا وايران في زيارتين رسميتين على رأس وفد نيابي كبير يضم ممثلين عن الكتل السياسية. وسيبحث النجيفي بحسب بيان صحافي تسلمته quot;ايلافquot; مع كبار المسؤولين الاتراك والايرانيين لبحث العلاقات الثنائية بين العراق وجيرانه وتوطيدها خصوصاً على المستوى البرلماني، إضافة إلى الاوضاع في المنطقة.

وقال النجيفي إنه سيزور انقرة وطهران لإجراء حوارات مع المسؤولين فيهما حول الاوضاع السياسية والامنية في المنطقة ودور العراق في تقريب وجهات النظر بين البلدين حول الملف السوري لأن مصير المنطقة واحد. وأشار إلى أنّ هناك قيادة جديدة في ايران quot;نرجو أن تكون علاقاتها جيدة مع جميع دول المنطقة لتخفيف الاحتقان الطائفي الذي يشكل اكبر خطر على العراق والمنطقة واذا تم ذلك سيكون درءًا لهذا الشرquot;.

وكان النجيفي شدد خلال مؤتمر صحافي في بغداد امس على أن الضربة العسكرية لسوريا لن تكون مفيدة ويمكن أن تشعل حرباً في العراق والمنطقة، واكد دعم الشعب السوري في حياة حرة كريمة ووقف عمليات القتل ومحاسبة من استخدم السلاح الكيميائي ضد المواطنين السوريين.

انتحاريون لضرب المصالح الاميركية

وخلال الساعات الاخيرة صعدت مليشيات شيعية عراقية مسلحة تهديداتها بضرب المصالح الاميركية في العراق، وكذلك الاهداف البحرية في مياه الخليج في حال ضرب سوريا، مؤكدة وجود آلاف الانتحاريين لتنفيذ هذه التهديدات.

فقد توعد زعيم quot;جيش المختارquot; العراقي واثق البطاط، بضرب أي هدف يمثل التواجد الاميركي ومصالحها في العراق ومياه الخليج quot;في حال ارتكابها حماقة وشنها عدوانًا على سورياquot;.. مؤكدًا وجود 23 الف quot;مقاتل استشهاديquot; تم تدريبهم وتجهيزهم لهذا الهدف.

وقال البطاط إننا quot;ادركنا خطورة الموقف الذي يهدد ابناء الشعب السوري منذ أن اقدمت اميركا واسرائيل بتجهيز عملائهما في الداخل السوري بالاسلحة الكيميائية التي فتكت بالابرياء حين ارتكبوا جريمتهم النكراء في استخدامها ليجدوا ذريعة شيطانية لدخول سورياquot;. وأضاف في تصريح لوكالة فارس الايرانية اليوم أنهما quot;بذلك تجاوزتا كل الخطوط الحمراء التي حذرنا منها سابقًاquot;.

وتوعد بتوجيه quot;ضربات قاسية إلى التواجد الاميركي في العراق، وكذلك الاهداف البحرية في مياه الخليج في حال ارتكابها أي حماقة ضد سورياquot;، لافتًا إلى أنّ quot;تلك الاهداف سوف لن تكون بمأمن من عمليات مقاتليناquot;.

وأشار إلى quot;وجود 23 الف مقاتل تطوعوا بتنفيذ عمليات استشهادية تم تدريبهم وتجهيزهم وهم بانتظار ساعة الصفرquot;، موضحاً أن quot;عدداً من مناطق العراق ستشهد استعراضًا عسكريًا لتلك القوة الاستشهادية لاثبات جدية تهديدناquot;.

وراهن على أن quot;اميركا وحليفتها المدللة اسرائيل ستكونان الخاسر الاكبر وستسقطان في المعركة المرتقبة وهي نتيجة حتمية، نظراً لبروز الصحوة الاسلامية والعربية ومواقف الشعوب الواضحة بالتصدي لهماquot;. وشدد على أن quot;سوريا ستكون القشة التي ستقصم ظهر البعير وهي اميركاquot;.

وأشار البطاط إلى أنّ جيش المختار وضع المصالح الأميركية في المنطقة واسرائيل ضمن اهدافه في حال شن أي عدوان اميركي على سوريا. ومن جانبها هددتْ كتائب حزب الله في العراق ما وصفته بالوجود الأميركي المتبقي في البلاد، مشيرة إلى أنها ستكون من أهدافها المحتملة، وقالت في بيانٍ صحافي إن quot;الحرب التي تُحضر لها أميركا وأذنابها هي استهداف لجميع شعوب المنطقة وليس للشعب السوري فقط، وبعض الأنظمة وصلت بها العمالة أن تتوسل بدول الاستكبار لقتل أبناء شعبنا في العراقquot;.

وأضاف أن quot;الإدارة الأميركية تعلم جيداً كيف كانت نهاية احتلال العراق، نعم هي مَن بدأت الحرب، ولكن مَن تحكم بنهاياتها ونتائجها هم أبناء المقاومة الإسلاميةquot;، بحسب قول الحزب. ودعا الكونغرس quot;بصفته ممثلاً للأميركيين أن يتحمل مسؤولية أخلاقية ولو مرة واحدة في تاريخه وأن لا يكون تابعاً إلى إدارة يتحكم بها اللوبي الصهيوني وأموال النفط العربيquot;.

اما حركة quot;اهل الحقquot; بزعامة الشيخ قيس الخزعلي، فقد حذرت من أن الضربات العسكرية التي تعتزم القيام بها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد سوريا ستؤدي إلى quot; إشعال النار في كل المنطقة وحتى مصالح الدول الغربية لن تكون بمأمن من هذه النار quot;.

وأضافت في بيان صحافي اطلعت عليه quot;إيلافquot; أنه مع quot;العمليات الإرهابية المتصاعدة والمتزامنة مع التهديدات الصهيو أميركية بتوجيه ضربة عسكرية إلى الشعب السوري الشقيق فأننا نؤكد موقفنا الداعم للحفاظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً ونحذر الجميع بأن مثل هكذا تصرفات غير محسوبة ستؤدي إلى إشعال النار في كل المنطقة وحتى مصالح الدول الغربية لن تكون بمأمن من هذه النارquot;.

وطالبت الحركة القوات العراقية بأخذ الحيطة والحذر من إستغلال الأراضي والأجواء العراقية وأن تعمل بكُل قوة في بسط الأمن والأمان في المحافظات الحدودية للجانب السوري quot;حتى لا تتحول إلى ملاذ للجماعات التكفيريةquot;، كما قالت.

كما دعت جميع القوى السياسية إلى العمل الجاد والدؤوب لإبعاد العراق عمّا ستؤول إليه الأحداث في المنطقة من تداعيات خطيرة وتغليب المصلحة الوطنية العليا وعدم جر البلاد إلى أتون حرب طائفية تحرق الأخضر واليابس، بحسب قولها.