أسامة مهدي: أكدت حركة الوفاق الوطني العراقي أن شنّ هجوم عسكري على سوريا لن يحلّ الأزمة فيها، ودعت بدلًا من ذلك إلى ملاذات آمنة في مناطق من البلاد، وإلى فرض حظر جوي ووقف تدفق المقاتلين إليها، وتشكيل حكومة شراكة، لا تمنح دورًا للأسد وعلى الأخير إعلان استقالته ومعه من ارتكب جرائم بحق الشعب.

وقالت حركة الوفاق الوطني العراقي بزعامة رئيس الوزراء السابق أياد علاوي في بيان صحافي تسلمته quot;إيلافquot; اليوم الأحد إن الوضع الخطير في سوريا وما يحصل داخلها وحولها يشكل منعطفًا معقدًا وخطيرًا، وسيلقي بظلاله على شعب سوريا خاصة وعلى المنطقة عامة. وعبّرت عن الأسف لأن الاحتراب السوري - السوري قد تم إهماله لفترة سنتين ونصف سنة من دون علاج حقيقي أو خطة عربية أو إسلامية أو أممية بوضع حد للاقتتال والدمار والإيذاء الذي يتعرّض له شعب سوريا الشقيق.

أضافت الحركة أنها قامت وغيرها من بعض الحريصين على سلامة المنطقة واستقرارها بطرح مجموعة مقترحات في وقت مبكر جدًا وحتى قبل بدء التحركات السلمية الجماهيرية، إلا أن الرئيس السوري بشار الأسد لم يستجب، وإنما مضى في طريق خطير. كما إنها حاولت، وبالاشتراك مع صانعي القرارالسياسي العربي، من التباحث مع روسيا الاتحادية لإيجاد مخرج للأزمة السورية قبل عام من الآن، إلا أن هذه المحاولة اصطدمت بإصرار الأسد على المضي في طريقه، وللأسف أسفرت نتائج هذا الرفض عن المزيد من التصعيد في سوريا والمنطقة، ما أصبح يشكل تحديًا يهدد المنطقة في استقرارها وتطلعها نحو الهدوء بعد العواصف العاتية، التي حصلت ولاتزال بسبب ما سمّي بالربيع العربي، وفي حقيقته هو كابوس، لربما يدلل على وجود مؤامرة واسعة، بنيت على المشاكل الاجتماعية والاقتصادية في مجتمعاتنا، هي ليست بالبعيدة من اتفاقية سايكس ndash; بيكو في مطلع القرن الماضي، لكنها بالتأكيد أخطر على حد قولها.

وأشارت الحركة إلى أن شنّ هجوم عسكري على سوريا بحد ذاته لن يشكل الحلّ لسوريا وشعبها، كما إن الحوار لم يعد مجديًا بعد سفك الدم الذي سال واستعمال السلاح الكيميائي ضد شعب سوريا، حيث إن الحل يكمن حاليًا في اعتماد سلسلة إجراءات وقرارات، من الممكن أن تؤدي إلى سلامة الشعب السوري ووحدة بلاده.

في سياق ذلك دعت حركة الوفاق إلى إقامة مناطق آمنة واسعة داخل سوريا في شمالها وشرقها وغربها وحمايتها وتقديم الدعم المادي وإعادة إعمار هذه المناطق والشروع في إعادة اللاجئين وحظر الطيران العسكري بقرار أممي.. وإدخال روسيا الاتحادية في المجهود الدولي لإيجاد الحلول اللازمة وفق قاعدة إعلان جنيف، والقاضي باعتماد الحوار من أجل انبثاق حكومة شراكة، تستثني إعطاء دورًا للأسد، وأن يعلن استقالته ومعه من ارتكب جرائم بحق الشعب السوري، وطمأنة شعب سوريا ومؤسساته، من علويين وبعثيين ومسيحيين ودروز وعرب وكرد، إلى أنهم لن يكونوا خارج العملية السياسية، من لم يرتكب جرمًا ضد أبناء الشعب السوري.

وشددت الحركة على ضرورة العمل على إيقاف تدفق المقاتلين إلى سوريا، سواء للقتال مع النظام أو ضده، وتأهيل قوى المعارضة للإمساك بزمام الأمور في مرحلة انتقالية مؤقتة استعدادًا لانتخابات وطنية. وأكدت أنه quot;قد أصبح من الضروري عقد اجتماع فوري لمناقشة الإفرازات التي ستحصل إن وجّهت الولايات المتحدة ضربة إلى سوريا، وما يتعيّن اتخاذه بعدها لإيقاف نزيف الدم، وكذلك لمناقشة أوضاع اللاجئين السوريين، والحفاظ على وحدة سوريا، تشارك فيه إضافة إلى تركيا والأردن والعراق المجاورة لسوريا، كل من الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة المؤتمر الإسلامي ودعوة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن.

وحذرت حركة الوفاق الوطني العراقي في ختام بيانها من أن حربًا أخرى ستجرّ المنطقة إلى مخاطر كثيرة وكبيرة، وستعصف بالأوضاع في المنطقة أكثر مما هي عليه الآن، وناشدت جميع القوى السياسية العربية والدولية دعم استقرار سوريا وشعبها.