دعا زعيم القائمة العراقية أياد علاوي رئيس الوزراء نوري المالكي إلى الاستقالة والتحالف الشيعي لترشيح بديل عنه ووصف حكومته بالميتة سريريًا محذرًا من الانحدار لحرب أهلية وخراب. بينما طالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المالكي بقمع الميليشيات وكشف المفسدين وزيارة المتظاهرين والمعتصمين واتباع منهج العدل بين الرعية.


لندن: طالب زعيم القائمة العراقية اياد علاوي رئيس الوزراء نوري المالكي بالاستقالة والتحالف الشيعي لترشيح بديل عنه ووصف حكومته بالميتة سريريا. وأشار علاوي في بيان صحافي مكتوب تلقته quot;إيلافquot; إلى quot;انه إزاء نزيف دماء الأبرياء من أبناء شعبي، وإزهاق ارواحهم بدم بارد، لم يعد وقف مسؤولية البعض عند الشجب والإستنكار الاّ استهتارا بأرواح الضحايا، واستخفافا بصبر ذويهم، وإهانة لشعب عظيم لايستحق الاّ التكريمquot;.

وقال quot;نحن نقف، اليوم أقرب ما نكون إلى كارثة اندحار حلم شعبنا التاريخي في الحرية، ومنحدر الهاوية إلى الحرب والخراب والآلام، فإننا مطالبون، اكثر من أي وقت آخر، بتنحية الإعتبارات الفئوية والحزبية والشخصية والشروع فورا، مع القوى التي ناضلت ضد الدكتاتورية والرافضة للتفرد بالحكم والمؤمنة بالنهج الديمقراطي الحقيقي، في إنعطافة حادة نحو مصلحة بلادنا الحقيقيةquot;.

وأكد أنّ إعادة النظر في اصلاح العملية السياسية التي قامت على الطائفية السياسية والاقصاء ورفضت المصالحة الوطنية وتخلت عن الشراكة الحقيقية في السلطة ولم تنتج سوى الموت والدمار والإحتقان، يمثل المخرج الآمن الوحيد من الإنزلاق إلى هاوية سحيقة، وهو ما يتطلب شجاعة الفرسان وتنازلات قد تبدو للبعض مؤلمة ومريرة.

وقال quot;يشهد لنا شعبنا، والأعداء قبل الأصدقاء، اننا تصدينا ببسالة لثقافة الطائفية ومشاريعها قبل سقوط النظام وبعده، وعززنا نهج مواجهتها لدى ترؤسنا للوزارة الأولى، وتخندقنا مع الشرفاء من ابناء شعبنا في مجابهة تحالفاتها، مقدمين كوكبة كبيرة من شهداء العراق الابرار قرابين لوحدته وإرادته الحرةquot;.

وأضاف علاوي قائلا quot;اليوم، وفي واقع من ملامح حرب اهلية مفتوحة على إحتمالات أكثر سوءا، ولعجز الحكومة الميتة سريريا عن منع الإنزلاق بالأزمة إلى تحديات اكثر خطورة، ندعو الحكومة ورئيسها إلى الإستقالة لفشلهم الكبير في كل المجالات، على أن يتولى مجلس النواب مع القادة السياسيين في البلاد زمام الأمور، بموازاة تقديم التحالف الوطني مرشحا بديلا لرئاسة مجلس الوزراء يحظى بدعم طيف سياسي كبير لرأب الصدع الحاصل، والشروع فورا في تنفيذ اتفاق اربيل بالكامل على اساس الشراكة الوطنية الحقيقية والاستجابة للمطاليب المشروعة للتظاهرات السلمية وفي الوقت نفسهنناشد جميع الأطراف للتحلي بأقصى درجات ضبط النفسquot;.

ودعا علاوي الأمم المتحدة إلى الاّ تكون شاهد زور على ما يحدث في العراق وإقترانه بما يحصل في سوريا وتوتر القضية الفلسطينية ومراوحتها سيضع المنطقة والعالم على برميل بارود سيؤدي إلى تقوية قوى التطرف، كما جاءت الاحداث الاجرامية في بوسطن ولندن وباريس دليلا على انتشارها في انحاء العالم.

وكانت الامم المتحدة دعت امس الاتحاد الاوروبي إلى لعب دور أقوى لإنقاذ العراق من الانزلاق إلى اقتتال طائفي، وطالبت السياسيين العراقيين باتخاذ إجراءات حاسمة لوقف تزايد العنف. وقالت بعثة الأمم المتحدة في العراق quot;يوناميquot; إن رئيسها مارتن كوبلر أطلع لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي على التطورات الحالية التي يشهدها العراق.

وأضافت أن كوبلر وخلال تبادل لوجهات النظر مع أعضاء البرلمان، أعرب عن مخاوف جدية من ارتفاع وتيرة العنف في العراق، وخطر عودة الصراع الطائفي إلى البلاد، في حال عدم اتخاذ إجراءات حاسمة من قبل القادة السياسيين. وقال quot;تقف البلاد عند مفترق طرقquot;، داعيًا الاتحاد الأوروبي إلى القيام بدور أقوى في التعامل مع التطورات التي تشهدها البلاد، وإلى مزيد من التواصل مع مجلس النواب العراقي.

ومنذ بداية الشهر الحالي، قتل أكثر من 600 واصيب حوالى الالفين في أنحاء متفرقة من البلاد بحسب مصادر أمنية وعسكرية وطبية. وكان رئيس الوزراء نوري المالكي أعلن عن إجراءات أمنية جديدة، تشمل تغييرات في قيادات العمليات والفرق العسكرية، إلا أن هذه الإجراءات لم تحد من أعمال العنف المتصاعدة.

الصدر يدعو لقمع الميليشيات

من جانبه، دعا زعيم التيار الصدري في العراق رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر رئيس الوزراء نوري المالكي إلى قمع الميليشيات وكشف المفسدين وزيارة المتظاهرين والمعتصمين واتباع منهج العدل بين الرعية.

واثنى الصدر في بيان اليوم اطلعت على نصه quot;أيلافquot; على الجولة التفقدية الميدانية التي قام بها المالكي ليل الاربعاء الماضي إلى عدد من احياء العاصمة التي تعرضت لتفجيرات واعمال عنف وتفقد خلالها الوضع الامني واجراءات الاجهزة الامنية ودعا بأن لاتكون هذه الزيارة الاولى والاخيرة وان لاتكون لغرض الدعاية الانتخابية.

وأشار الصدر إلى انه بعد موجة التفجيرات الاخيرة quot;دب اليأس في قلوب العراقيين وعم الخوف والتشاؤم فذهبت الافكار إلى الموجة السابقة التي دقت طويلا في العراق في إشارة إلى الاقتتال الطائفي الذي ضرب البلاد عامي 2006 و2006.

وقال لكنه برزت بارقة امل وبصيص quot;حينما رأينا الاخ المالكي بصفته رئيسا للوزراء وبصفته الامنية الاخرى (في أشارة إلى توليه قيادة القوات المسلحة ووزارة الداخلية وكالة وهو يزور المناطق المنكوبة ويطلع على الاجراءات الامنية في بغداد الجريحة التي عاث فيها الارهاب والاحتلال والاستهتار والفساد واللامبالاة فسادا وظلما quot;.

وأوضح الصدر ان quot;هذا العمل الشجاع قد يعطي انطباعا ان الحكومة لاتسكن خلف الجدار تاركة الشعب يعاني بلا معين لذا فيستحق منا الشكر على هذه الزيارة الميدانية راجيا ان لاتكون زيارتك الاولى والاخيرة بل هي فاتحة الخير ان شاء وان لاتطلب بها الدعاية الانتخابية او شهرة بل افعلها لوجه الله عسى الله ان يغفر لك وينسى الشعب ما حدث في ولاياتكquot;.

وخاطب الصدر المالكي قائلا quot;ان هناك واجبا اخر في عنقك يا رئيس الوزراء وهو كشف المفسدين وقمع الميليشيات لكي تدفع على الاقوال التي تقول بان الحكومة من يدعمها ثم يعمد لانهائها لاجل الدعاية الانتخابية وان يكون واجبك محو الطائفية بان تكون أبا للجميع وان تزور المتظاهرين والمعتصمين فانت اب لهم وهم في رعيتك والعدل بين الرعية ما كان يفعله امامنا ومولانا علي الوصي عليه السلامquot;.

وكان الصدر قد نأى امس بنفسه عن نشاط الميليشيات المسلحة وحذر اتباع تياره من أي عمل يؤجج الطائفية وقال بيان لمكتبه ان الاستعراضات والتظاهرات بأشكالها كافة quot;بيد السيد القائد (مقتدى الصدر) حصرًا ولايحق لاي فرد الايعاز بهاquot;.. وقال quot;ان كل من يدعو إلى أي عمل يؤجج الطائفية بين أبناء شعبنا فإننا منه براءquot;.

المالكي يتفقد الأمن في العاصمة

وكان المالكي قام ليلة امس الخميس بجولة ميدانية تفقدية في عدد من قواطع مدينة بغداد صحبة الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي وقائد عمليات بغداد الفريق الركن عبدالامير كامل الشمري. وشملت الزيارة دائرة المعلومات في وزارة الداخلية حيث عقد المالكي اجتماعا مع كادرها وحث الجميع على العمل من اجل مكافحة الارهاب. كما اجرى المالكي جولة تفقدية لمنطقتي المنصور واليرموك وقام بزيارات مفاجئة لعدد من مديريات الشرطة في بغداد ومديرية المعلومات في وزارة الداخلية.

وشدد المالكي خلال جولته هذه على ضرورة متابعة الارهابيين والجماعات المسلحة والخارجين عن القانون وجمع المعلومات اللازمة وتحليلها ، كما وجه بتشديد المراقبة وتغيير الاجراءات بما يضمن سد الثغرات والمنافذ التي يتسلل منها الارهابيون والعصابات الاجرامية. ودعا إلى تنشيط عمل مديرية المعلومات وحثها على ابتكار طرق جديدة في متابعة المجرمين وتقصي حركتهم ليتسنى القضاء عليهم قبل قيامهم بالجرائم التي يخططون لها.

وأكد ان quot;العراقيين كما توحدوا في السابق وتجاوزوا التحديات وانزلوا الهزيمة بالارهاب والعابثين بالامن فانهم اليوم موحدون ولذلك اصبح الارهاب محاصرا من قبل ابناء الشعب في الانبار ونينوى، ولم تعد المواجهة بينهم وبين رجال الامن فقط.quot;.. مشددا على رفض العراقيين لدعوات التقسيم والطائفية كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي اليوم الجمعة.

يذكر أن مسلحين ينتمون إلى مختلف الميليشيات الشيعية والتنظيمات المسلحة السنية بدأوا يظهرون في مناطق بغداد مؤخرًا وتنفيذ عمليات اغتيال على الهوية كما يقومون بنصب دوريات متحركة للاختطاف.