حذر رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي ورئيس القائمة العراقية آياد علاوي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك الناخبين في محافظتي نينوى والأنبار من انتخاب الداعين لعسكرة المدن والطائفيين والباحثين عن التقسيم ومصالحهم الخاصة.
لندن: في نداءات إلى ناخبيهم في محافظتي نينوى والأنبار العراقيتين قبل 48 ساعة من عمليات الاقتراع التي ستشهدها الخميس المقبل فقد حذر النجيفي من انتخاب الداعين لعسكرة المدن والباحثين عن مصالحهم الخاصة وعلاوي من الجهويين والطائفيين والمطلك من اصحاب مشاريع التقسيم.. بينما تم الاعلان عن تسجيل خروقات في الانتخاب الخاص لقوى الأمن في المحافظتين.
قال رئيس قائمة quot;متحدونquot; رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي في كلمة متلفزة مخاطبا الناخبين في محافظتي نينوى والأنبار quot;لقد ازف موعد الانتصاف لحقوقكم والانتصار لكرامتكم وتوكيد ان الحقوق تنتزع ولا توهب وان الحرية تصنعها الارادات الشجاعة وليست النفوس المترددة الوجلة فاحزموا امركم وانفروا إلى صناديق الاقتراع لكي تؤكدوا ان الديمقراطية هي خياركم لاعادة بناء بلدكم بناء صحيحا قويا عصيا على الرياح السيئة وانتخبوا الأمناء على احلامكم والاوفياء لوعودهم الذين اذا قالوا صدقوا واذا ائتمنوا حفظوا واذا وعدوا وفواquot;.
وحذر النجيفي الناخبين ممن قال إنهم quot;اصحاب المصالح والاهواء والمنافع الخاصةquot; مشددا على ان مرشحي قائمته متحدون quot;مخلصون ومصرون على الالتزام بتطلعاتكمquot; ولذلك quot;ندعوكم لانتخابهم من اجل عدالة شاملة ومساواة تامة بين المواطنين ومن اجل حلول سريعة للازمات الطاحنة التي تعانون منها من عسكرة للمدن وسلطة السلاح المنفلت زمامه والاعتقال التعسفي والتجاوز على البيوت والحريات الشخصية والتجاوز على ما حرم الدستور تجاوزه وحرم القانون خرقهquot;.
ووعد الناخبين بان يكون مرشحو متحدون quot;عيونكم على الخير وايديكم على الفلاح وعقولكم على البناء والاعمار وقلبكم على حفظ الكرامات.. فانفروا إلى صناديق الاقتراع وقولوا للذين حاولوا ان يغمطوا حقوقكم بأنكم ماكثون على الحق حتى تحققوا حكومات محلية تنتمي اليكم وليس إلى منافعهم ومصالحهم وانكم ماضون إلى صناديق الاقتراع ولو امطرت نارا وشرارا لانتخاب من تستودعونه اماناتكمquot; في إشارة إلى العنف الذي يواجه الانتخابات.
ومن جانبه دعا رئيس القائمة العراقية اياد علاوي المواطنين في محافظتي الأنبار ونينوى إلى انتخاب المرشح الوطني والصالح الذي لايمثل التوجهات الطائفية والجهوية بقدر مايمثل مصالح العراق العليا ويؤمن بوحدته.
وقال في كلمة وجهها إلى مواطني المحافظتين quot;ان على مواطني نينوى والأنبار الذهاب إلى صناديق الاقتراع لمزيد من التحدي لمن حاول ايذاء العراق وتكريس الوضع الطائفي والسياسي الذي عملت عليه جهات نافذة في الحكم لم يسمها عندما قررت تأجيل انتخابات نينوى والأنبار من دون اي وجه شرعي او دستوري او قانوني وانما فقط من اجل تكريس النهج الطائفي وانهاء فرصة الوطنيين الحقيقيين في الوصول إلى المراكز التي يعبرون فيها عن ارادة الشعب العراقيquot;.
وأضافquot;ان وعي الشعب وادراكه خاصة في محافظتي نينوى والأنبار اللتين كانتا سباقتين في التصدي لمن يريد تقسيم العراق ورفضتا النهج الطائفي وتكريس الطائفية التي كانت لاسمح الله قد تعصف بالوضع العراقي وتمزق العراق كما اراد لها البعض من النافذين في الحكمquot;.
اما رئيس قائمة العراقية العربية نائب رئيس الوزراء صالح المطلك فقد حذر مما اسماها بكارثة قد تحصل في حالة عدم الذهاب للتصويت في انتخابات مجلس محافظتي الأنبار ونينوى. وقال المطلك في كلمة وجهها إلى مواطني محافظتي الأنبار ونينوىquot;انه عليكم ان لاتعيدوا خطأ ابناء المحافظات الاخرى الذين عزفوا عن المشاركة في الانتخابات وهم اليوم يعضون اصابع الندم بسبب عدم ذهابهمquot;.
وأضافquot;بأن هنالك رجالا بنوا ورجالا صدقوا فانتخبوهم وان هنالك رجالا وانصاف رجال خذلوكم في يوم من الايام فلا ترجعوا اليهم مرة ثانية ابداquot;. وتابعquot;ان العراق ينتظر منكم اليوم نخوتكم له وينتظر اليوم الذي تزحفون به إلى صناديق الاقتراع لكي تضعوا حدا فاصلا لاصحاب مشاريع التقسيم والطائفيين والسراق واصحاب المشاريع المشبوهةquot;.
وقالت مفوضية الإنتخابات في محافظة نينوى (375 كم شمال بغداد) أن 685 مرشحاً بينهم 168 امرأة يتنافسون على 39 مقعدًا لأعضاء مجلس المحافظة في الانتخابات المحلية التي ستجري الخميس المقبل فيما يبلغ عدد الناخبين مليوناً و800 ألف ناخب من بين سكان المحافظة البالغ عددهم 3.353.875 نسمة. وقال مدير مكتب المفوضية في المحافظة محمد هاني إن هناك ثلاثة مقاعد مخصصة للأقليات الايزيدية والشبكية والمسيحية. وأوضح أن عدد الكيانات والائتلافات المشاركة في انتخابات المحافظة بلغ 18 ائتلافاً وعشرة كيانات فضلاً عن ستة فردية.
ويترأس النجيفي قائمة متحدون اما صالح المطلك فيترأس القائمة العراقية العربية وإلى جانب هذين الائتلافين، يدخل الانتخابات ائتلاف مؤلف من عشائر نينوى في قائمة quot;عشائر أم الربيعين الوطنيquot; برئاسة زهير الجبوري، ومن الكيانات الأخرى التي تدخل الانتخابات في نينوى quot;تجمع الجماهير العراقيةquot; برئاسة رعد العباسي.
كما تشهد محافظة الأنبار الغربية اقتراعا يشارك فيه 900 الف ناخب من بين سكانها البالغ عددهم 1.598.822 نسمة لاختيار 30 عضوًا في حكومتها المحلية، حيث سيتم فتح 39 مركز اقتراع و99 محطة في مدن المحافظة بدءاً من الكرمة وانتهاءً بالرطبة والقائم والنخيب.
ويشارك في انتخابات المحافظة، ائتلاف أهالي الأنبار الموحد وائتلاف عامرون و تجمع روافد العراق والعراقية العربية وعراق الخير والعطاء، ومتحدون، وائتلاف التعاون الوطني وائتلاف المجد للعراق ونجم عبد الله احمد وحزب الدعوة - تنظيم الداخل وائتلاف الأنبار الوطني وائتلاف العراقية الوطني الموحد وعابرون وكتلة صناديد العراق ومشروع الإرادة الشعبية وائتلاف باب العرب.
تسجيل خروقات في التصويت الخاص بنينوى والأنبار
وفي وقت اعلنت المفوضية العليا للانتخابات ان نسبة المشاركة في التصويت الخاص للقوى الأمنية في محافظة نينوى الشمالية امس بلغت 61 بالمائة وفي الأنبار الغربية بلغت 53 بالمائة فقد أكدت شبكة مراقبة وقائمة متحدون حصول خروقات في هذا التصويت.
وأعلنت منظمة شمس لمراقبة الانتخابات في محافظة نينوى الشمالية اليوم ان مراقبيها المنتشرين في المحافظة سجلوا خروقا انتخابية خلال عملية الاقتراع الخاص لمنتسبي الأجهزة الأمنية التي جرت امس منها تكرار عملية اقتراع الناخبين وتأثير بعض الأحزاب السياسية عليهم. وقال منسق الشبكة ياسر الحمداني إن quot;أبرز تلك الخروق كان عدم ظهور عدد من الأسماء لمنتسبي الأجهزة الأمنية في أغلب المراكز الانتخابية ما حرمهم من التصويتquot;.
وأضاف الحمداني أن quot;المراقبين لاحظوا أيضا وجود عناصر غير مخول لها داخل بعض المراكز الانتخابية بالإضافة إلى استبعاد اثنين من مراقبي شبكتنا من أحد المراكز الانتخابية من قبل ممثلي الأحزاب السياسية في أحد الاقضية وتكرار الانتخاب لعدد من الناخبين لعدم تحبير أصابعهمquot; كما نقلت عنه وكالة quot;المدى بريسquot;. وأشار إلى أن quot;عملية الاقتراع الخاص لم تتم بسرية حيث لوحظ وجود تأثيرات من بعض الأحزاب في بعض المناطق على الناخبين بالإضافة إلى عدم حيادية بعض موظفي المفوضية في عملهمquot;، مؤكدا quot;قيام بعضهم بالترويج بتوزيع دعايات انتخابية على بعد أمتار من محطة الاقتراعquot;.
ومن جانبه اتهم ائتلاف متحدون الذي يتزعمه النجيفي الحكومة بمحاولة افشال انتخابات مجلسي محافظتي نينوى والأنبار. وقال الائتلاف في بيان اليوم ان الكثير من المصوتين واجهوا صعوبات في العثور على أسمائهم كما حصل في الانتخابات السابقة.
وأشار إلى وقوع عدة حوادث أمنية استهدف بعضها أماكن الاقتراع وأخرى المسؤولين في المفوضية بغية تعويق مشاركة المواطنين وبث حالة من الرعب والقلق في حالة المشاركة، وكل ذلك أمر مقصود يحصل اليوم لحساب جهات محددة لا تريد الخسارة وترنو إلى تغيير الخارطة السياسية في نينوى والأنبار.
وقال إنه إذا كانت الحكومة اليوم تنظر إلى انتخابات نينوى والأنبار بمنظار آخر في ظل إصرارها على اعتماد كل ما هو معوق أو مثبط فإن quot;متحدونquot; تجد الأمر مدعاة لخروج الناخبين في هاتين المحافظتين عن بكرة أبيهم من منازلهم لقول كلمتهم، وتحديد حاضرهم ومستقبلهم بأنفسهم، فليس ثمة داعٍ لتركه بيد هذا الطرف أو ذاك ممن أمعن في تحقيق مصالحة الخاصة على حساب مصلحة الوطن.
وكانت الحكومة العراقية قد اعلنت إثر اجتماع مؤخرًا موافقتها على مقترح مفوضية الإنتخابات بتحديد يوم 20 من الشهر الحالي موعداً لإجراء إنتخابات مجلس محافظتي نينوى والأنبار بدلاً من الرابع من الشهر المقبل الذي كان مقترحها من قبلها. وأكد رئيس اللجنة الأمنية العليا للانتخابات الفريق احمد الخفاجي إستعداد اللجنة لاجراء الانتخابات في المحافظتين.
يذكر أن 12 محافظة عراقية قد شهدت في 20 من نيسان (ابريل) الماضي انتخابات حكوماتها المحلية من بين محافظات البلاد الثماني عشرة، حيث شارك فيها 6 ملايين ونصف المليون ناخب من بين 13 مليون ناخب يحق لهم التصويت.
وشكلت نسبة المقترعين 51 في المئة، بحسب مفوضية الانتخابات، على الرغم من تأكيد منظمات مراقبة مستقلة أن المشاركة لم تتعدَّ الـ 47 في المئة. وكانت قيادة عمليات الأنبار قد اعلنت الاربعاء الماضي أن قطعات عسكرية تحركت إلى الحدود العراقية الأردنية السورية لتأمين انتخابات محافظتي الأنبار ونينوى ومنع عمليات التسلل لإفشالها.
التعليقات