لندن: عبّر رئيسا مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي وإقليم كردستان مسعود بارزاني عن قلقهما من منعطف خطير يمر به العراق وأكدا ضرورة تصحيح مسار العملية السياسية والالتزام بالشراكة الوطنية.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده النجيفي يرافقه مساعدون وقياديون في ائتلاف العراقية بمنتجع صلاح الدين (60 كم شمال بغداد) اليوم الأربعاء مع بارزاني، يرافقه عدد من كبار مساعديه في الحزب الديمقراطي الكردستاني . وتحدث النجيفي عن الأوضاع الراهنة في العراق quot;والتردي الذي يشهده الملف الأمني وغياب الاستقرار السياسي والتفرد في السلطة وتهميش المكونات الاخرى والخروقات التي يتعرض لها الدستورquot;. واكد ضرورة اعادة العملية السياسية الى مسارها الصحيح.
ومن جهته اكد بارزاني قلقه من تعميق المشاكل والارتباك الذي تشهده الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق وقال quot;اني تحدثت عن هذه الأوضاع المتردية التي يمر بها العراق قبل سنة وتوقعت أن تتجه المشاكل نحو منعطف خطير نحو تفرد وتهميشquot; مشدداً على ان مصدر جميع المشاكل هو عدم الالتزام بالدستور واهمال مبدأ الشراكة كما نقل عنه بيان صحافي رسمي عقب الاجتماع.

وفي جانب آخر من الاجتماع، بحث الطرفان نتائج الانتخابات الأخيرة لمجالس المحافظات والتغيير الذي طرأ على الخارطة السياسية بالاضافة الى بحث آخر المستجدات السياسية وكيفية مواجهة المشاكل التي يواجهها العراق والالتزام بالشراكة الوطنية .
وكان النجيفي شن أمس هجومًا عنيفًا ضد رئيس الحكومة نوري المالكي واتهمه بالإنقلاب على الشرعية وضرب العملية السياسية والتمرد على الدستور وتعطيل عمل السلطة التنفيذية واختلاق الأزمة الطائفية الحالية. و قال في مؤتمر صحافي ببغداد إن المالكي بهجومه السافر على البرلمان امس قد حاول التغطية على فشله في الحفاظ على أمن البلاد في تصريحات تشكل الانقلاب الاول على الشرعية والعملية السياسية، وقال إن الأزمة الطائفية الحالية هي العنوان الابرز في تعميق الازمات السياسية والطائفية التي يمارسها. وأضاف أن المالكي اثبت بتمرده على الدستور من خلال دعوته النواب إلى عدم المشاركة في الجلسة الطارئة للبرلمان اليوم فإنه بذلك يمنع ممثلي الشعب من ممارسة حقهم الدستوري في بحث الانهيارات الأمنية رغم انفاق مبالغ طائلة على الأمن في عدم مبالاة بفجائع العراقيين ومقتل ابنائهم يوميًا.

وكان المالكي دعا الاثنين النواب إلى عدم المشاركة في الجلسة البرلمانية الطارئة اليوم متهمًا مجلس النواب بالمشاركة بتأزيم الأوضاع الأمنية في البلاد وقال إن هذه الجلسة ستساهم بتصعيد الأوضاع الأمنية وستتحول إلى سوق عكاظ. وأضاف خلال مؤتمر صحافي إن quot;كل الأداء الذي قدمه مجلس النواب كان واحدًا من الأسباب التي أزّمت الأوضاع في البلد من خلال الطرح الطائفي والتصدي للجنود واتهامهم والتمييز بين دم ودم، ومن خلال الإعلامquot;.
وقد فشل مجلس النواب العراقي امس في عقد جلسة برلمانية طارئة لبحث الخروقات الامنية بسبب مقاطعة عدد من النواب الامر الذي حول الجلسة الى تشاورية اصدرت قرارات عدة في مقدمتهاعدم زج القوات المسلحة في النزاعات السياسية والاسراع بتعيين وزيرين للدفاع والداخلية.