أسامة مهدي من لندن: حذر رئيس البرلمان العراقي من أن أي ضربة لسوريا ستشعل حرباً تمتد الى المنطقة وخاصة العراق، واكد دعم مطالب وحقوق الشعب السوري وشدد على ضرورة بناء علاقات طيبة مع السعودية، ودعا الى حسم مسألة غياب طالباني باختيار بديل اذا لم يستطع مزاولة مهامه الرئاسية، فيما اكد العراق وايران انهما يعملان لجر طرفي النزاع السوري الى المفاوضات ودرء اندلاع حرب في المنطقة.

مخاطر ضرب سوريا

قال رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم إن الضربة العسكرية لسوريا لن تكون مفيدة، ويمكن أن تشعل حربًا في العراق والمنطقة وتطورات النزاع هناك تؤكد ضرورة التوصل الى حل سلمي واجراء انتخابات حرة لاختيار قيادة للبلاد من قبل الشعب.

وشدد على دعم الشعب السوري في حياة حرة كريمة ووقف عمليات القتل ومحاسبة من استخدم السلاح الكيميائي ضد المواطنين السوريين.

واشار الى خلافات بين القوى السياسية العراقية حول النزاع في سوريا لكنه اوضح أنه اجتمع مع رئيس الوزراء نوري المالكي امس واتفقا على أن ضرب سوريا ليس مفيداً، وانما سيصعد من خطورة الاوضاع في المنطقة ويخلق ردود افعال تطال المنطقة ودولها.

وشدد على أن العراق لن يكون طرفًا في هذه الحرب وانما العمل على احلال السلام فيها.

واضاف أن الضربة العسكرية لسوريا لن تثمر خيرًا للمنطقة، كما أن التوازن العسكري بين قوات الاسد ومعارضيه سيزيد من معاناة الشعب، ولذلك يجب أن يكون الحسم هناك سليمًا سياسيًا يحافظ على الدولة السورية وامكاناتها ومؤسساتها والانتقال الى دولة ديمقراطية عن طريق صناديق الانتخاب.

وقال النجيفي إن القيادة العراقية تعمل على ترصين الوضع الداخلي الهش لمواجهة أي تطورات في المنطقة على ضوء تصاعد مخاطر الاوضاع في سوريا ومواجهة أي اثار سلبية لذلك على العراق.

واشار الى أن هذه الاجراءات تشمل ضبط الحدود مع سوريا ومنع التسلل عبرها وارساء الثقة مع مواطني المحافظات الحدودية ومنع التعامل التعسفي لقوات الامن مع مواطنيها، اضافة الى تأمين مجتمعي للعلاقات بين العراقيين.

العلاقات مع السعودية

وحول الدعوة السعودية لرؤساء عشائر عراقيين للاجتماع في مكة خلال موسم الحج المقبل، والتي اعتبرتها بعض القوى الشيعية العراقية تدخلاً في شؤون البلاد، فقد اشار النجيفي الى أن هذه الدعوة صحيحة وايجابية من اجل استغلال الموسم الفضيل، وشدد على أن السعودية دولة كبيرة ومهمة في المنطقة ومن مصلحة العراق اقامة افضل العلاقات معها.

واضاف أنه سيزور الرياض قريبًا تلبية لدعوة من مجلس الشورى السعودي، حيث سيبحث هناك علاقات البلدين والاوضاع في المنطقة التي اكد انها لن تستقر ما لم يكن هناك تكامل للمصالح بين دولها.

زيارتان لتركيا وايران

واشار النجيفي الى أنه قد اجتمع مع وزير الخارجية الايراني الزائر محمد ظريف اليوم موضحاً أن هناك قيادة جديدة في ايران quot;نرجو أن تكون علاقاتها جيدة مع جميع دول المنطقة لتخفيف الاحتقان الطائفي الذي يشكل اكبر خطر على العراق والمنطقة واذا تم ذلك سيكون درءًا لهذا الشرquot;.

وقال إنه سيزور انقرة وطهران خلال الاسبوع الحالي لاجراء حوارات مع المسؤولين فيهما حول الاوضاع السياسية والامنية في المنطقة ودور العراق في تقريب وجهات النظر بين البلدين حول الملف السوري لأن مصير المنطقة واحد.

المؤتمر الوطني لحل الازمة العراقية

وحول عقد المؤتمر الوطني العراقي لحل الازمة السياسية في العراق، اوضح النجيفي أن هذا المؤتمر سيعقد اواخر الشهر الحالي من خلال طرح ميثاق الشرف و السلم الاجتماعي من اجل انهاء الازمات السياسية الراهنة في العراق والانتقال من الخلافات الى الامن والاستقرار في عموم العراق.

صحة طالباني والبديل

وعن تطورات صحة الرئيس العراقي جلال طالباني، اشار النجيفي الى ضرورة اطلاع الشعب على وضع الرئيس الذي يعالج من جلطة دماغية في المانيا منذ اواخر العام الماضي، وقال إنه تقدم بطلب الى عائلة الرئيس لزيارته في مشفاه لكنها اعتذرت عن ذلك بذريعة استمرار تلقيه للعلاج.

لكنه اكد على ضرورة اتخاذ الاجراءات الدستورية لخلو منصب الرئيس واختيار بديل اذا تعذر عليه القيام بمهامه وتمنى الشفاء له وعودته سريعًا الى البلاد.

العراق يؤكد أنه لن يكون منطلقًا لأي عمل عسكري ضد دمشق
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، فقد اكد وزير خارجية العراق هوشيار زيباري أن بلاده لن تكون منطلقًا لأي عمل عسكري ضد سوريا أو تقديم تسهيلات لهذا العمل.

وقال إن العراق سيتضرر كثيراً من أي ضربة لسوريا امنيًا وسياسيًا، واشار الى أنه لذلك يعمل على ايجاد حل سلمي للازمة السورية . واشار الى أن العراق قد اتخذ اجراءات امنية وخدمية لتفادي اثار الحرب على اوضاعه.

ومن جهته، قال ظريف إن العراق وايران دولتان مهمتان ويجب استمرار التعاون في ما بينهما لما فيه استقرار المنطقة وتقدمها . وحذر من أن المنطقة تعيش اوضاعًا حساسة وخطيرة ويجب التعاون بين دولها لدفع شرور حرب ستصيبها بالضرر . وقال إن ايران تتعاون مع الدول ذات العلاقة من اجل جلب طرفي النزاع في سوريا الى المفاوضات السلمية والتوقف عن استخدام القوة.

وحذر من أن القوى التي ستشن حربًا على سوريا لن تستطيع وقفها، وقال إن الرئيس الاميركي اوباما قد دفع الى فخ هذه الحرب من قبل آخرين لأن هذه الحرب ليست من مصلحة اميركا أو دول المنطقة لذلك يجب العمل على عدم نشوبها.
وحول الهجوم على معسكر اشرف للمعارضين الايرانيين بشمال بغداد اكتفى ظريف بالقول إن هذه المنظمة شاركت نظام صدام حسين في قتل العراقيين.

وعمّا يقال من تهديدات ايران وحلفائها في العراق بضرب المصالح الاميركية في هذا البلد، اكد الوزير الايراني أن بلاده لن تقوم بأي عمل يمس امن وسيادة العراق.