أيّد معظم قرّاء "إيلاف" توجيه ضربة عسكرية لنظام الرئيس السوري بشار الاسد من قبل الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها بعد اتهامات للنظام باستخدام أسلحة كيميائية ضد المدنيين في منطقة الغوطة بريف دمشق الشهر الماضي.
عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: تواصل إدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما حشد التأييد لضربة عسكرية ضد سوريا من خلال أكثر من جهة داخلية وخارجية.
فبعد انتهاء قمة العشرين في سانت بطرسبورغ في بلاد الغريم الروسي لاوباما تكرّس الخلاف بين الفرقاء المناهضين والمؤيدين للحل العسكري للازمة السورية. وتمكن اوباما من تأكيد دعم حليفه الفرنسي مع 12 دولة وقعت على وثيقة تؤيد الضربة، حيث يصر فريق التأييد على أن لا سبيل لإنهاء الازمة المتواصلة فصولاً دامية في سوريا سوى بردع قوات الرئيس السوري بشار الاسد عسكريًا لتغليب كفة معارضيه المسلحين من اسقاطه.
لكنّ معارضي الضربة العسكرية وخاصة روسيا وإيران والصين يرون أنه لا يمكن ضمان كيفية انهائها وسط تهديدات الحكومة السورية ومناصريها بالرد على اكثر من صعيد.
ومع اقتراب التئام الكونغرس الاميركي بعد انتهاء عطلته اليوم وزيادة الرئيس أوباما لضغوطه على الأعضاء لحشد التأييد للعمل العسكري تجنباً لتحميله وحده أي تبعات في حال توسع العملية وسقوط عدد كبير من الضحايا في اكثر من مكان.
في غمرة هذه التحضيرات ينفي الرئيس السوري بشار الاسد من خلال مقابلة مع قناة سي بي أس مسؤوليته عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، مشيرًا إلى أن الأدلة غير قاطعة، وأكد laquo;الأسدraquo; أنه ldquo;سيكون هناك رد من حلفائه في حال شن هجوم على سورياrdquo;، ويقول laquo;الأسدraquo; إن العدوان المتوقع على سوريا سيستهدف القوات السورية لتغيير موازين القوى.
وهو ذات ما ردده وزير الخارجية الاميركي جون كيري خلال ادلائه بشهادته امام لجنة العلاقات الخارجية في الجلسة الطارئة للكونغرس الاميركي الاسبوع الماضي، من أن غاية الضربة المتوقعة تغيير موازين القوى على الارض لإجبار النظام السوري على الذهاب للمفاوضات في الجزء الثاني من جنيف دون شروط وقبوله ترك السلطة لحكومة موقتة.
خلال ذلك، يتسابق وزيرا خارجية كل من الولايات المتحدة الاميركية وايران في جولات مكوكية على حلفائهما في المنطقة وخارجها لكسب اكبر عدد من المؤيدين والرافضين للضربة.
فقد أنهى جون كيري جولة قادته من فرنسا الى بعض دول الخليج، حيث أعلن وزير الخارجية القطري الذي التقاه كيري إن quot;الدوحة تدعم البيان الذي وقعته 12 دولة من مجموعة العشرين، والذي دعا إلى رد دولي قوي على الهجوم الكيميائي في غوطة دمشق الشهر الماضيquot;، كما دعا الوزير القطري بقية الدول للتوقيع على هذا البيان، وجدد موقف الدوحة الداعي للتدخل من أجل حماية الشعب السوريquot;.
من جانبه، وضمن مسعى مخالف لمسعى كيري وصل أمس إلى بغداد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي قال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري إن الضربة ستشعل ناراً في المنطقة، فيما قال زيباري إن تفاقم الأزمة وتصعيد النزاع في سوريا سيؤديان إلى توتر الدول المجاورة بشكل كبير وستتأثر بشكل كبير أمنياً وإنسانياً، مشيرًا إلى أن العراق أكد أنه لن يكون منطلقاً لإعتداء على سوريا.
لكنه أكد على أن العلاقات العراقية الأميركية ستستمر في حال ضرب سوريا، ولكن في هذه الفترة نحن نبذل جهوداً لتفادي الحرب.
وبموازاة التحرك الايراني، وصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم موسكو شاكراً الرئيس الروسي على موقفه الداعم لسوريا، واكد على أن الجهود الدبلوماسية لم تنتهِ بعد، محذرًا الولايات المتحدة من تكرار السيناريو العراقي والافغاني في سوريا. وشكر المعلم بابا الفاتيكان وجميع الشعوب التي قال إنها quot;تقف ضد العدوانquot;. واكد على أن الرئيس الذي يسعى الى وقف الحرب يكون أقوى عبر التاريخ من الرئيس الذي يسعى الى شن الحرب التي حذر أنها تزيد من الضحايا المدنيين من النساء والاطفال.
وأظهر استطلاع رأي لمؤسسة اي اف او بي نشر يوم السبت أن 68% من الفرنسيين ضد التدخل في سوريا.
لكن بقية دول أوروبا لم تكن بنفس الحماس الفرنسي على الرغم من اصدارهم بيانًا أقروا فيه وجود ادلة، على ما يبدو، على استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية في ريف دمشق.
إيلاف وجهت لقارئها سؤالاً استفتائيًا عن مدى تأييدهم ورفضهم للضربة الأميركية المتوقعة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فأيدت أغلبية منهم 86% (24849 ) هذه الضربة، فيما رفضها ما نسبتهم 14% (4077) من القرّاء المشاركين باستفتاء إيلاف للاسبوع الماضي، والذين بلغوا 28926.
التعليقات