بحسب تقارير جديدة، فإن وكالة الأمن القومي الأميركية نجحت في امتلاك الإمكانات التقنية التي تعينها على اختراق هواتف الآيفون، الأجهزة التي تعمل بنظام تشغيل أندرويد، وكذلك أجهزة بلاكبيري التي كان يعتقد في السابق أنها مُؤمَّنة.
بالاتساق مع الطفرة الكبرى التي تشهدها صناعة الهواتف الذكية يومياً، كان من الطبيعي أن تستفيد وكالة الأمن القومي الأميركية من كل هذا التطور وأن تحوّله لصالحها.
وأفادت بهذا الخصوص مجلة quot;دير شبيغلquot; الألمانية بأن الوكالة نجحت في امتلاك الإمكانات التقنية التي تعينها على اختراق هواتف الآيفون، الأجهزة التي تعمل بنظام تشغيل أندرويد وكذلك أجهزة بلاكبيري التي كان يعتقد في السابق أنها مُؤمَّنة.
وبعدما نوهت المجلة إلى رواية سبق أن سردها مايكل هايدن، الرئيس السابق لوكالة الأمن القومي، حين كان يتواجد برفقة زوجته بأحد متاجر أبل في فيرجينيا، حيث أخبره البائع هناك وقتها بأن هاتف الآيفون هذا يحتوي على ما يقرب من 400 ألف تطبيق. وبعدها اقترب من زوجته وقال لها quot;هذا الشخص لا يعرفني، أليس كذلك ؟ - فالـ 400 ألف تطبيق التي يتحدث عنها تعني 400 ألف هجوم محتملquot;.
وبحسب وثائق داخلية تخص وكالة الأمن القومي اطلعت عليها المجلة في الأرشيف الخاص بالمستشار السابق في الوكالة واللاجئ في روسيا، ادوارد سنودن، تبين أن أجهزة المخابرات الأميركية لا تتجسس على السفارات وتتحصل على بيانات من كابلات توجد أسفل البحر فحسب، بل إنها مهتمة للغاية أيضاً بهذا الشكل الجديد من الاتصالات، المتمثل في الهواتف الذكية، التي لاقت رواجاً كبيراً خلال السنوات الماضية.
وأشارت المجلة إلى أن أكثر من 50% من كافة مستخدمي الهواتف المحمولة في ألمانيا يمتلكون الآن هاتفاً ذكياً. وتصل تلك النسبة في المملكة المتحدة إلى الثلثين. كما يمتلك ما يقرب من 130 مليون شخص في الولايات المتحدة الأميركية مثل هذا الجهاز.
وتبين أن وحدات تخزين البيانات بالنسبة لوكالة مثل وكالة الأمن القومي الأميركية عبارة عن منجم ذهب، لجمعها في جهاز واحد كافة المعلومات تقريباً التي تثير اهتمام وكالة استخباراتية، مثل المعارف الاجتماعية، التفاصيل المتعلقة بأماكن وسلوكيات المستخدمين، المصالح، الصور، وأحياناً أرقام بطاقات الائتمان وكلمات المرور.
ووفقاً لما ورد بتقرير داخلي خاص بالوكالة عام 2010، قيل إن انتشار الهواتف الذكية يحدث بصورة سريعة للغاية، وهو تطور يعقد بالتأكيد عملية تحليل الأهداف التقليدية.
وأشار خبراء حواسيب بالوكالة إلى أن النجاح الكبير الذي حققته الهواتف الذكية شكّل تحدياً ضخماً في البداية، حيث كانت سبباً في فتح العديد من القنوات الجديدة، لدرجة أن الأمر بدا كما لو أن عملاء الوكالة لن يتمكنوا من رؤية الغابات من أجل الشجر.
وفي الوثائق المتعلقة بالهواتف الذكية التي تمكنت دير شبيغل من الاطلاع عليها، لم تظهر مؤشرات تدل على أن الشركات كانت تتعاون طوعاً مع وكالة الأمن القومي.
وأضافت المجلة أن طرق وصول الوكالة للمواد الحساسة كانت تتنوع، لكنّ كثيراً منها كان يمر عبر قسم بالوكالة، مسؤول عن عمليات مراقبة مخصصة لأهداف تحظى بأهمية بالغة.
وكان يهتم محللو الوكالة بشكل خاص ببيانات تحديد الموقع الجغرافي المخزنة في الهواتف الذكية وكثير من تطبيقاتها، وهي البيانات التي كانت تمكنهم من تحديد الأماكن التي يتواجد بها المستخدمون خلال وقت معين.
كما كشفت المجلة النقاب عن حقيقة تركيز وكالة الأمن القومي الأميركية ووكالتها الشريكة Britain's GCHQ بشكل مكثف على أجهزة بلاكبيري. وهو أمر مثير للاهتمام بالنظر لتسويق الهاتف من جانب الشركة الكندية المصنعة له على مجموعات بعينها، حيث تميل الشركات لشراء تلك الأجهزة للموظفين العاملين لديها.
وبالاتساق مع هذا كله، بدأ يعرب عدد كبير من المحللين عن تخوفه بشأن مسألة الخصوصية، لاسيما في ظل تطور التقنيات التي تستعين بها وكالة الأمن القومي الأميركية، ما جعل البعض يذهب إلى القول إنها باتت أقوى من أي تحصينات تقنية أمنية.
التعليقات