طال انتظار ثوار سوريا فرج الضربة الأميركية للنظام السوري، وأدركوا أن الدبلوماسية الأميركية ستمنح بشار الأسد فرصة ذهبية للافلات من العقاب، وقالوا: quot;الأميركيون ليسوا منا وليسوا لناquot;.


ثوار سوريا الذين توقعوا الضربة الأميركية لقوات الرئيس بشار الأسد يشعرون بالقنوط بعد أن طال انتظارهم زئير طائرات لم تأت، ودوي صواريخ لم تنفجر. والهجوم الذي كان قيد البحث وضع الآن على الرف، واستبدل بدفعة دبلوماسية اثارت مشاعر الإحباط والغضب لدى المعارضة السورية، التي أملت في مساعدة عسكرية من الرئيس الأميركي باراك أوباما.

طال انتظارهم

يقضي المقاتلون في حلب ساعات الليل في الطوابق السفلية للمباني المدمرة، وهم ينصتون إلى صوت الطائرة المقاتلة في السماء. لكن في الأيام الأخيرة، لم يعد صوت مقاتلات الأسد يهمهم بقدر ما يهتمون بمتابعة نشرات الأخبار في التلفزيون، منتظرين ساعة الصفر لهجوم الولايات المتحدة على نظام الأسد.

لكن هذا المزاج والحماس تغير جذريًا بحلول هذا الأسبوع، فخفت صوت الوعيد بالدمار لطائرات القوات الحكومية، وعاد الثوار ليلوموا أنفسهم لأنهم صدقوا وعودًا لم تجلب لهم سوى الوهم ثم الإحباط.

وكان الثوار في الشمال يأملون بوصول مساعدة حقيقية في الأيام القادمة. quot;كنا نعتمد على المساعدة العسكرية الخارجيةquot;، كما قال الشيخ عمر عثمان، وهو قيادي في كتائب لواء التوحيد، المجموعة المقاتلة الرئيسية في حلب، مشيرًا إلى أن التدخل الدولي الآن غير مؤكد، quot;وكأننا فوتنا فرصة أن يسمع العالم كله معاناتنا بعد مذبحة الغوطةquot;.

ليسوا منا.. ليسوا لنا

تابعت المعارضة السورية بفارغ الصبر كل تطور في الاستجابة الدولية للهجوم الكيميائي في شرق دمشق قبل ثلاثة أسابيع. لكن على الرغم من الضجة، اتضح لهم أن أحدًا لم يكن جادًا في مساعدتهم.

قال أبو حمزة، وهو عقيد سابق في الجيش السوري: quot;لقد أمضوا الأسبوعين الماضيين بالقول إن بشار كاذب ويجب أن يعاقب لضمان ألا يفلت بفعلته أو يكررها من جديد، لكنهم الآن يمنحونه الفرصة للاستمرار بما كان يفعله منذ البداية، وهو القتل والإفلات من المساءلة، وهو سيماطلهم ويكذب عليهم، وهم سيرحلون من دون فعل أي شيء وسيتركوننا وحدناquot;.

في بلدة الباب، مركز للمعارضة إلى الشمال الشرقي من حلب، لم تعمل الهواتف لمدة سنة تقريبًا والكهرباء تنقطع فيها لعدة أيام. وأمل سكان هذه البلدة في أن ينجح التدخل الغربي برفع الظلم والمعاناة عنهم، لكنهم فهموا في النهاية أن الاميركيين quot;ليسوا منا وليسوا لناquot;.

ويقول أبو حمزة إن الأسد مسؤول عن الهجوم الكيميائي لأنه يسيطر على القرار حتى الساعة، quot;فهناك ثلاثة أركان للجيش السوري، أولها استخدام القوات الجوية، والثاني الصواريخ الباليستية، وكان الثالث هو الأسلحة الكيميائية، استخدام هذه الأسلحة يحتاج إلى إذن من القائد العام للقوات المسلحةquot;.

إنها السياسة

ويعتبر العديد من القادة العسكريين والزعماء المدنيين في حلب أن الرئيس السوري لا تزال لديه السيطرة على قادة الجيش، كما أنه المسيطر والقوي أمام تردد الولايات المتحدة وأوروبا.

quot;ألا يعلمون أن التهديد بالقوة هو علامة ضعف؟quot;، تساءل أبو الطيب، عضو مجلس إحدى الميليشيات الرئيسية في المنطقة، مشيرًا إلى أن الأسد استسلم قبل أن يطلق الغرب رصاصة واحدة، واليوم يتخلى عن السلاح الكيميائي الذي كان الرادع الأكبر لإسرائيل.

وكانت الميليشيات في الشمال تحضر وتخطط لعملية عسكرية تتزامن مع الهجوم الأميركي المنتظر، الذي اعتبروه أول فرصة لديهم للتقدم على الأسد تحت غطاء جوي. لكن الولايات المتحدة تراجعت عن زخمها، وتركت الثوار مع شعورهم بالإحباط والارتباك. قال أبو حمزة: quot;لقد قلت منذ البداية إن أميركا تحاول إنقاذ سمعتها وليس مساعدتنا، إنها السياسة ونحن نعلم ذلك، وواقعنا لن يتغيرquot;.