يرى معارضون سوريون أنّ مجزرة السلاح الكيميائي التي ارتكبها نظام الأسد ضدّ المدنيين والأطفال، تدفع بالغرب إلى تصحيح أخطائه في حق الشعب السوري، وذلك عندما تقاعس عن مدّ يد العون اليهم والحسم في النزاع الدمويّ الدائر في بلاد الشام.


بهية مارديني من اسطنبول: لمّح معارضون سوريون إلى تعامل الجدي الغربي مع بشار الاسد بعد مجزرة الغوطة في ريف دمشق واستخدامه السلاح الكيميائي، وأشاروا الى التهديدات الجدية بالرد الحاسم على تجاوز ما أسماه الغرب quot;الخطوط الحمراءquot; وطالبوا بتنفيذها.

تصحيح الأخطاء

الكاتب والمحلل السياسي محمد كركوتي قال إن تصحيح الأخطاء التي ترتكبها الدول ليس أمراً هيناً، وخاصة عندما تكون تلك الأخطاء في حق الشعوب، وذلك في اشارة منه الى الخطوات الغربية الخاطئة بحق الشعب السوري والتي جعلته يدفع ثمنًا باهظًا خلال عامين ونصف.

من جانبه، أشار فهد الرداوي عضو المكتب التنفيذي لتيار التغيير الوطني المعارض الى تكرار quot;هذه المجزرة الكيميائية التي قام بها الأسد بحق الأبرياء في الغوطةquot;، ولكنه قال quot;إن الاختلاف ليس حول نوعية السلاح المستخدم بل بتوقيت استخدامهquot;.

وقال: quot;الأسد حين شعر بدنوّ أجله من خلال تحركات الجيش الأميركي في الأردن، والتي كانت قد سبقتها تحركات الناتو على الحدود الشمالية المتمثلة بنشر بطاريات الباتريوت وفي حضرة لجنة المراقبة الأممية الموجودة في دمشق منذ أيام، قام بإرسال رسالته الكيميائية محذراً العالم أجمع بأن لا خطوط حمراء لديه وأنه هو الذي يضع الشروط والمواثيق لجميع دول المنطقة لأنه الجار الأقوى لإسرائيلquot;.

واعتبرquot;أن الأسد quot;أراد برسالته هذه أن يقول للمجتمع الدولي إنه بينما تعدون العدة لأي تدخل عسكري ضدّ نظامه، لن يستغرق معه الوقت سوى أربع دقائق لإمطار تل أبيب بالصواريخ الكيميائية، والتي قدم لنا أنموذجاً واضحاً منها في مجزرته الأخيرةquot;، متمنياً أن يصلح الغرب ما أفسده بالتعامل الجدي مع الاسد والرد بحزم.

رسالة بتوقيع كيميائي

أضاف الرداوي: أميركا والغرب أجمع يدركون تماماً مضمون هذه الرسالة بل ويتعاملون معها بجدية تامة وقد ظهر ذلك من خلال مواقف الكثير من الدول الغربية وواشنطن لكنها مازالت تُشكك وأنها بحاجة لأدلة على أن الأسد هو من استخدم السلاح الكيميائي، وهم يعلمون تماماً أنه الفاعل، ولكنها الحيرة التي انتابت أميركا وحلفاءها الدوليين والخطأ الفادح الذي ارتكبوه حينما سمحوا بتهريب الأسلحة الكيميائية من الرئيس العراقي السابق صدام حسين إلى النظام الأسدي الذي كان يُعتبر شريكاً استراتيجيًا مهماً في المنطقة الشرق اوسطية ولكنهم أهملوا أن اللعبة السياسية قد تتغيّر موازينها في أية لحظة، فقد تحول نظام الأسد من حليف استراتيجي إلى مُهدد لأمن اسرائيل وفارض للشروط في جغرافية المنطقة، مدعوماً بحلفاء يملكون مشروعاً امتداديًا سيهدد مصالح أميركا والدول الغربيةquot;.

معادلة تزداد تعقيدًا

وأشار الى quot;تأكيد الرئيس الإيراني روحاني على أن السلاح الكيميائي فعلاً استخدم في سوريا دون الاشارة إلى الجهة التي استخدمته إنما ليؤكد امتلاك حليفه في دمشق له، وأن بلادهستدعم الأسد في تهديد أمن اسرائيل إذا ما تعرض نظامه لأي تدخل خارجيquot;.

وشدد على القولquot; بأن المعادلة السورية تزداد تعقيداً خصوصاً أن أميركا مازالت تستخدم طرقها البدائية في شراء الولاءات العسكرية، الأمر الذي انتبه إليه الأسد باكراً فقام بتغيير جميع الدوائر الضيقة به، سواء دوائر اتخاذ القرار أو تلك التي تُنفذ الأوامر بضباط ومستشارين بل وحتى جنود روس وإيرانيين وبعض الميليشيات الموالية له أمثال شبيحة المالكي أو حزب الله اللبناني، الأمر الذي ظهر جلياً في المجزرة الكيميائية الأخيرة إذ لا يمكن لأي سوري مهما كانت طائفته أن يقوم بمثل هذا العمل الخسيس والجبانquot;، على حدّ تعبيره.

يشار إلى أنّ مسؤولاً كبيرًا في الإدارة الأميركية قال الأحد إن الولايات المتحدة تكاد تجزم الآن بأن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيميائية ضد مدنيين الأسبوع الماضي.

وأضاف المسؤول لرويترز: quot;استنادًا الى عدد الضحايا المذكور والأعراض الواردة لمن قتلوا أو أصيبوا وروايات الشهود وحقائق أخرى جمعتها مصادر عامة وأجهزة المخابرات الأميركية وشركاؤها الدوليون فما من شك يذكر في هذه المرحلة في أن النظام السوري استخدم سلاحًا كيميائيًا ضد مدنيين في هذه الواقعة.quot;

وتابع quot;نحن مستمرون في تقييم الحقائق حتى يتمكن الرئيس من اتخاذ قرار مدروس بشأن كيفية الرد على هذا الاستخدام دون تمييز لأسلحة كيميائية.quot;