تشعر الدوائر السياسية والأمنية في إسرائيل بحالة من الغضب بسبب تراجع باراك أوباما عن ضرب سوريا، فيما وجهت إسرائيل رسائل إلى بشار الأسد بعدم اللعب معها، محذرة من أنها ربما تشن هجوما منفردا اذا شعرت أن الأسلحة الكيميائية ستصل إلى حزب الله.

رام الله: دعت إسرائيل النظام السوري إلى عدم اللعب معها، محذرة الرئيس بشار الأسد من تجاوز الخطوط الحمراء التي رسمتها تل أبيب، في إشارة إلى إمكانية نقل الأسلحة الكيميائية التي بحوزة النظام أو جزء منها إلى حزب الله اللبناني.
وقالت صحيفة يديعوت أحرنوت في عددها الصادر اليوم نقلا عن مصادر رفيعة المستوى قولها إن إسرائيل ستتدخل بشكل فردي وستستعمل القوة لمنع حزب الله من امتلاك الأسلحة السورية التي من شأنها أن تخل بالتوازن العسكري بين الطرفين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري قوله quot;على بشار الأسد أن لا يلعب معنا في قضية الأسلحة، والخطوط الحمراء هي ذاتها ولم تتغير رغم كل ما يحدث من مباحثات على الساحة الدولية ووجود مبادرات لنزع الأسلحة الكيميائية.
وقال المسؤول ذاته quot; كل شئ نرى فيه شذوذا وغرابة سنعالجه بطريقتناquot;.
إحباط إسرائيلي من أوباما
وتشعر إسرائيل حاليا بالإحباط من الرئيس الأميركي باراك أوباما في أعقاب قبوله بالمبادرة الروسية لوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية، فيما كانت تل أبيب تسعى لضرب النظام السوري وتدمير أسلحته.
وانتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قرارات باراك أوباما، وقال إن إسرائيل عليها أن تهتم بنفسها، في إشارة منه إلى التعويل الإسرائيلي سابقا على أميركا من أجل ضرب سوريا.
وأضاف:quot;إسرائيل قادرة دائما على حماية نفسها بقوتها الذاتية ضد أي تهديدquot;.
وقالت القناة الإسرائيلية العاشرة إن إسرائيل تنظر بحالة من الشك والريبة إلى المبادرة الروسية، وحسب اعتقاد المسؤلين الإسرائيليين فأن موسكو ودمشق تسعيان إلى كسب المزيد من الوقت وتأجل الضربة الأميركية لأبعد مدى ممكن، وفي النهاية فأن النظام السوري لن يفكك أسلحته الكيميائية.
وجعلت إسرائيل حاليا من أولوياتها تجريد سوريا من أسحلته الكيميائية، وقال نتنياهو إن العالم مطالب بتحقيق هذا الهدف، وأضاف:quot; لا بد من تجريد سورية من أسلحتها الكيميائية وينبغي على دول العالم أن تضمن أن يدفع من يستخدم سلاحا كيميائيا ثمنا لتصرفاته، ونظام الأسد ارتكب جريمة ضد الانسانية بقتل مدنيين أبرياءquot;.

لا ضربة لسوريا قبل ثلاثة أشهر
واستبعدت مصادر إسرائيلية أن يتم توجيه ضربات لسوريا قبل ثلاثة أشهر من الآن، كون الولايات المتحدة قررت اعطاء الفرصة لبحث المبادرة الروسية.
وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية نقلا عن عدد من المسؤولين الأمنيين قولهم إن كل ما يريده بشار الأسد هو كسب الوقت لا أكثرquot; وقال مسؤول أمني:quot;
النقاشات ستأخذ وقتا طويلا وليس أقل من ثلاثة أشهر قادمة، وسيكون الجميع منشغلا خلالها فى الخروج بحل سلمىquot; بينما سيكون الوقت متاحا أمام الأسد لفعل ما يريد.
وكان الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس وصف بشار الأسد بالماكر محذرا اياه من التفكير بمهاجة إسرائيل، وقال:quot; لا يمكن الاعتماد على أمانة بشار الأسد فيما يخص الاتفاق الآخذ بالتبلور حول الأسلحة الكيميائية التي يمتلكها النظام السوريquot;.
وقال بيرس quot;على بشار الاسد أن يعلم جيدا أنه سيرتكب خطأ فادحا اذا ما أقدم على مهاجمة إسرائيلquot;