في ذكرى الهجوم على برجي نيويورك والبنتاغون، واصل الجهاديون توعدهم للعالم الغربي وخصوصا الولايات المتحدة بمواصلة الحرب، وبرزت كعكة تحمل وجه بن لادن وحملت نصاً يهدد بتكرار اعتداء 11 سبتمبر.


بعد 12 عاما على هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 استقر إحياء ذكراها على نمط بات معروفًا ومتوقعًا. فالولايات المتحدة تنعي ضحايا الهجمات والدول الأخرى تواسيها فيما يحتفل آخرون بذكراها على مواقع ومدونات جهادية وفي بعض شبكات التواصل الاجتماعي.

وهذا العام لم يكن مختلفا، كما تبين متابعة أجراها معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط الذي رصد عشرات التغريدات المؤيدة للهجمات على تويتر والنصوص على فايسبوك وغيرهما من المنصات والمواقع من إفريقيا إلى الشرق الأوسط.

ويلاحظ المعهد أن هذه المواد بصرف النظر عن محتواها وقيمتها مهمة، مشيرا إلى أن ذكرى الهجمات يمكن أن تخدم الأغراض الدعائية لتنظيم القاعدة والجماعات المرتبطة به أو القريبة منه.

مجلة القاعدة

وأعاد معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط التذكير بأن مجلة تنظيم القاعدة باللغة الانكليزية Inspire خصصت عددا كاملا لتفجيرات بوسطن في أيار/مايو الماضي.

ونشرت صحيفة واشنطن بوست عينات من الرسائل والتغريدات التي سجلها المعهد، بما في ذلك صور لانهيار برجي مركز التجارة العالمي ودعوات إلى الاقتداء بهذه اللحظة quot;المجيدةquot;.

ونشرت حركة الشباب المجاهدين في الصومال عدة رسائل بالانكليزية تحيي ذكرى الهجمات.

يوم ركعت اميركا

وقالت حركة الشباب في إحدى تغريداتها quot;سيتذكر التاريخ هذا اليوم بوصفه اليوم الذي ركعت فيه أميركا، بما تعرضت له سمعتها وكبرياءها من ضربة لا شفاء منها. أنها صحوة إسلاميةquot;.

وفي تغريدة أخرى أعلنت حركة الشباب المجاهدين في الصومال quot;على امتداد جبهات الجهاد يحقق المجاهدون ما لم يتمكن خصوم أميركا الاقتصاديون والسياسيون من تحقيقه وهو تحدي الهيمنة الأميركية العالميةquot;.

وأكدت الحركة في تغريدة أخرى تصميم المجاهدين على quot;مواصلة جهادهم ضد الغرب إلى أن تحكم العالم دولة سيدة واحدة تكون دولة إسلاميةquot;.
كعكة بن لادن

كعكة بن لادن

ولكن معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط نوه بصورة متميزة نشرتها جماعة سلفية تونسية على فايسبوك وهي صورة كعكة صُممت بملامح وجه أسامة بن لادن، ونموذج مجسم للبرجين وطائرتين وثلاث شموع صُنعت على شكل 9 11 يرمز إلى يوم 11 أيلول/سبتمبر.

ويتوعد النص بيوم مماثل لذلك اليوم من عام 2001. ويلاحظ المعهد أن هذه الكعكة لم تكن الوحيدة، بل جرى تداول كعكات مماثلة على تويتر مع ذكر دول شرق أوسطية مختلفة في الهاش تاغ.

واستبعد معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط أن يكون الجهاديون أعدوا هذه الكعكات قائلاً إن صورها متوفرة على الانترنت منذ سنوات ولا يُعرف ما إذا كانت شموع مصنوعة على شكل حروف اللغة الانكليزية وأرقامها تباع في اسواق تونس.

ولكن شعبية الصور والفرحة التي أشاعتها في فضاء الجهاديين الالكتروني تعبران عن مستوى من الكراهية العمياء تناوله المحلل المختص بشؤون الإرهاب جي. أم. بيرغر في quot;رسالة مفتوحةquot; إلى الجهاديين.

جدل اخلاقي

ويقول بيرغر إن غالبية المتطرفين ذوو نيات حسنة وان كانوا مضللين، وإنهم أشخاص يريدون وضعا أفضل للمسلمين في العالم. ولكنهم لتحقيق هذا الهدف يتوجهون الى تنظيم القاعدة الذي يدعو إلى القتل العبثي بلا معنى.

وقال بيرغر مخاطبا هؤلاء quot;إن تنظيم القاعدة يوجه حركتكم وان فلسفته تقوم على التدمير الكامل بخلاف فلسفة الإسلام.... تربح ، تخسر، تؤذي الناس، لا فرق عند القاعدةquot; ، على حد تعبيره.

وقال بيرغر انه لاحظ أن متطرفين على الانترنت أخذوا ينظرون بعدم ارتياح متزايد إلى الإرهاب وخاصة حين يستهدف المدنيين، وانهم بدأوا يناقشون إيجاد طرق quot;أخلاقيةquot; لتحقيق أهدافهم.