دعا رئيس البرلمان العراقي، اسامة النجيفي، إيران إلى سحب دعمها اللامحدود في الابقاء على بشار الاسد في السلطة، فيما قال مسؤولون عراقيون إن انقرة وطهران وافقتا على مبادرة بغداد لحل الازمة السورية بالتنسيق مع واشنطن وموسكو ضمن جدول زمني محدد لوقف اطلاق النار واجراء انتخابات حرة .. بينما وضع العراق في الخدمة منظومة صواريخ ضد الجو حديثة ومتطورة، في وقت بحث مسؤول اميركي مع قادة عراقيين تفعيل اتفاقية التعاون الاستراتيجي الموقعة بين البلدين.
دعوة ايران للتخلي عن دعم الأسد
وبحث النجيفي في طهران مع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، سبل تعزيز العلاقات بين البلدين الجارين واستعرضا الاوضاع الاقليمية وتطوراتها ومخاطر الازمة الطائفية التي تجتاح المنطقة والعراق خاصة.
كما تناول البحث سبل ايجاد حل سلمي وسياسي في سوريا، حيث أكد النجيفي على ضرورة سحب ايران دعمها اللامحدود في الابقاء على بشار الاسد في السلطة وأن يكون الخيار مع تطلعات وخيارات الشعب السوري المستقبلية، quot;وبخلاف ذلك سوف يستمر بشار الأسد على نهجه السابق مما سيجعل الوصول الى الاستقرار في سوريا امراً عسيراً وبعيد المنالquot;، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه تسلمته quot;ايلافquot;.
من جانبه، طالب وزير الخارجية الايراني الاطراف الاخرى القبول بالامتناع عن دعمهم للمجاميع المسلحة وقبول الاطراف المعارضة السورية بالحل السلمي والسياسي لانهاء الازمة من خلال الجلوس الى طاولة الحوار.
ومباحثات بين النجيفي ولاريجاني حول المبادرة العراقية لحل الأزمة السورية
وخلال اجتماع عقده رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي مع رئيس مجلس الشورى الايرانيعلي لاريجاني تم بحث تطوير علاقات البلدين والمشهد العراقي quot;وخصوصاً ما يتعلق بالملف الامني وتطوراته وفي مقدمتها عودة المليشيات الطائفية والزمر الارهابية، وما احدثته من قتل وتهجير واثارة للفتنة واراقة المزيد من دماء العراقيينquot;.
كما تناول البحث بحسب بيان صحافي عراقي رسمي تسلمته quot;إيلافquot; ملف المياه المشتركة بين البلدين وتأثيراتها السلبية على واقع الزراعة في العراق وامتداداتها الى آفاق ومجالات اخرى. كما ناقش الطرفان الازمة السورية وتداعياتها الخطيرة على دول المنطقة.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع لاريجاني عقب محادثاتهما اكد النجيفي على ضرورة تبني الحلول السياسية للازمة السورية والمتمثلة بمشاركة جميع الاطراف السورية والتمهيد لوضع الحلول الديموقراطية موضع التنفيذ في البلاد، وذلك بالتعاون مع الدول الاقليمية الكبرى كإيران والعراق والسعودية وبالتنسيق مع اميركا وروسيا بهذا الشأن.
وحول بنود المبادرة العراقية الرامية الى حل الازمة السورية واذا ما كانت تشتمل على جدول زمني لتنفيذها قال النجيفي إن المبادرة طرحت من قبل البرلمان والحكومة العراقية والقوى السياسية وتدعو الى وقف فوري لاطلاق النار في سوريا.
واضاف أن المبادرة حددت جدولاً زمنياً لاقامة انتخابات ديموقراطية تفضي الى تفويض الرابحين فيها ادارة دفة البلاد، منوهًابأهمية التعاون الاقليمي في سبيل انجاح المبادرة واعادة الامن والاستقرار في سوريا.
ومن جهته، اكد لاريجاني أن الازمة السورية احتلت محور المباحثات الثنائية مضيفًا أنه كان لدى الجانبين موقف مشترك ازاء التهديد الاميركي ضد سوريا كما أن المحادثات شملت العلاقات الثنائية ولاسيما مكافحة ارهاب المجموعات المسلحة والازمة السورية. واضاف أن نظيره العراقي طرح مبادرة العراق لحل الازمة السورية خلال الاجتماع حيث تناول الجانبان بنود المبادرة على نحو مفصل.
وبشأن تعليق القرار الاميركي بشن عمل عسكري ضد سوريا، أكد رئيس مجلس الشورى الايراني أن الاميركيين انتبهوا الى أن العمل العسكري ضد سوريا ينطوي على مشكلتين اساسيتين اولهما أن الضربة العسكرية لايوجد لها غطاء سياسي من مجلس الامن الدولي مما يجعل الخطوة غير شرعية ومرفوضة من قبل المجتمع الدولي .. اما المشكلة الثانية فتتمثل في أن العمل العسكري في المنطقة ستصاحبه ردود فعل وتبعات تؤثرعلى الاوضاع فيها وستعقد من جهتها المعضلات القائمة.
وعلى الصعيد نفسه، اعلن نائب رئيس كتلة التحالف الوطني الشيعي عضو الوفد البرلماني الى طهران خالد العطية ترحيب ايران بمبادرة العراق لحل الازمة في سوريا . وقال في تصريح للوكالة الوطنية العراقية للانباء إن ايران رحبت من حيث المبدأ بمبادرة العراق السلمية لحل الازمة في سوريا وطلبت ايضاحات عنها. واضاف أن المبادرة تؤكد تمسك العراق بالنهج الديمقراطي في تحقيق طموحات شعوب المنطقة ورفضه نهج الارهاب والتطرف. واوضح أن زيارة الوفد البرلماني العراقي الى تركيا وايران تؤكد اصرار العراق على رفض الاجندات الطائفية التي تريد تمزيق وحدته.
وتنص المبادرة العراقية على رفض الحل العسكري في سوريا و دعم الجهود السلمية لحل الازمة فيها
وإدانة استخدام السلاح الكيميائي من أية جهة كانت واتخاذ التدابير الكفيلة بمنع استخدامه في المستقبل ضمن إطار الشرعية الدولية.. اضافة الى ضرورة تكثيف الجهود واستمرارها لايجاد حل سياسي للأزمة السورية بما يحقق طموحات الشعب السوري.
وكان النجيفي قد زار تركيا لاربعة ايام قبل وصوله الى طهران على رأس وفد برلماني لطرح مبادرة العراق للسلام في المنطقة حيث التقى خلالها بالمسؤولين الأتراك من بينهم الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان اضافة الى رئيس البرلمان ووزير الخارجية، حيث اكد بعدها موافقة الحكومة التركية على هذه المبادرة.
وفي ختام زيارته لتركيا قال النجيفي إن اردوغان وافق على المبادرة العراقية للسلام في المنطقة، واوضح أن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري سيتوجه إلى أنقرة الأسبوع المقبل فيما يعتزم وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو القيام بخطوة مماثلة والتوجه وزيارة بغداد، وإجراء محادثات مع المسؤولين العراقيين.
إنه quot;حرصًا منا على استقرار الأوضاع بالمنطقة والعراق، ورأب الصدع الحاصل في منطقتنا قمنا بطرح مبادرة تهدف للسلام وتقريب وجهات النظرquot;. واشارالى أنه quot;انطلاقًا من هذا المبدأ، قمنا بطرح هذه المبادرة على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وبعدها بدأنا بزيارات دولية وأولها زيارة إلى الجمهورية التركية وطرح المبادرة على كبار المسؤولين الأتراك من خلال سلسلة من اللقاءاتquot;.
واكد أن quot;الحكومة التركية، متمثلة برئيس الوزراء السيد رجب طيب أوردغان، أكدت موافقتها على مضمون المبادرةquot;. وقال إنه quot;استكمالاً لهذه المبادرة، وحرصًا منا على تجنيب منطقتنا صراعاً قد يؤدي إلى عواقب وخيمة توجهنا إلى إيران لطرح مبادرتنا على المسؤولين هناك والتباحث معهم وأملنا كبير بنجاح هذه المبادرةquot;.

العراق يضع في الخدمة منظومة صواريخ متطورة ضد الجو
اعلنت وزارة الدفاع العراقية اليوم عن وضعها في الخدمة منظومة صواريخ ضد الجو ورادارات حديثة متطورة في الخدمة، في وقت بحث فيه مساعد وكيل وزير الخارجية الاميركي بريت مكيرك مع مسؤولين عراقيين تفعيل اتفاقية التعاون الاستراتيجي الموقعة بين البلدين.
واعلنت قيادة الدفاع الجوي في وزارة الدفاع استلامها منظومة صواريخ متطورة وحديثة تدخل إلى الخدمة للمرة الاولى .. وقالت إن من شأنها تعزيز الدفاعات الجوية في مواجهة أي اعتداء أو خرق خارجي . واشارت الى أن هذه الخطوة تأتي في مجال إكمال جاهزية قيادة الدفاع الجوي، والذي يتألف من منظومات دفاعية ورادارات كشف وأجهزة تشويش لتؤدي عملها بصورة دقيقة وفعالة لكنها لم تذكر جنسية هذه المنظومة التي استلمتها، والتي يعتقد أنها من الولايات المتحدة أو كلفتها.
لكن صحيفة أميركية مختصة بالصناعات العسكرية أكدتفي السادس من الشهر الحالي أن العراق يسعى الى تطوير منظومة دفاعه الجوي بكلفة تقارب مليارين ونصف ملياردولار .. وأوضحت أن المنظومة quot;تتميز باعتمادها على منظومة رادارات تكتيكية وبقدرة اعتراض التهديدات بالصواريخquot;، وقالت إنها ستشكل العمود الفقري لمستقبل بنية منظومة الدفاع الجوي العراقية.
يأتي ذلك في وقت اجرى مساعد وكيل وزير الخارجية الاميركي بريت مكيرك مباحثات مع مسؤولين عراقيين بهدف تفعيل اتفاقية الاطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين.
فقد ناقش وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي مع مكيرك quot;تطورات الوضع في سوريا وموقف العراق الواضح من هذه التطورات، كذلك تم الاتفاق على كيفية العمل المشترك بين الجانبين العراقي والاميركي في ما يخص مكافحة الارهاب وتنظيم القاعدة الارهابي، وكذلك سبل تطوير العلاقات التسليحية والتدريبية ضمن اطار الاتفاقية المشتركة بين البلدينquot;، كما قال بيان صحافي لوزارة الدفاع تسلمته quot;إيلافquot;.
ومن جهته، بحث رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري مع نائب مساعد وزير الخارجية الأميركيالعلاقات الثنائية، حيث اشار الجعفري الى quot;أن القوى السياسية الوطنية تسعى الى توحيد الصفوف والقضاء على المُعوِّقات التي تقف بوجه تطوُّر وتقدم العملية الديمقراطية في العراق من خلال اعتماد مبدأ الحوار البناء وتغليب المصالح الوطنية على المصالح الأخرىquot; مُشدداً على quot;ضرورة إجراء الانتخابات النيابية المقبلة في موعدها المُحدد مطلع العام المقبلquot;.
ودعا الجعفري الى quot;التنسيق من أجل القضاء على الإرهاب والطائفية التي تحاول أن تجتاح مختلف بلدان المنطقة والعالم والقضاء على إرادة الشر التي تبيح دماء الأبرياء والتحكم بثروات الشعوب quot;. كما تمت مناقشة سير العلاقات بين العراق والولايات المتحدة الأميركية وسبل تعزيزها وبحث الأوضاع في المحيطين الإقليمي والدولي.
كما بحث نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الخدمات صالح المطلك مع مكيرك العلاقات الثنائية وتفعيل الاتفاقات الاقتصادية بين البلدين. كما جرى بحث مجمل العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها بما يحقق المنفعة المتبادلة للبلدين وشعبيهما ، وفي مقدمتها تفعيل الاتفاقات الاقتصادية والخدمية المبرمة بين العراق والولايات المتحدة عام 2008 فيما تم التركيز على الشأن الداخلي العراقي ومشهده السياسي.
واكد المطلك خلال اللقاء quot;اهمية أن تحرك الولايات المتحدة جهودها الدبلوماسية في الداخل العراقي بما ينسجم والتزامها الاخلاقي تجاه العراق وشعبه ، وبما يؤدي الى دعم وتهيئة الاجواء لعقد اتفاقات بين الكتل والمكونات العراقية على تجاوز خلافاتها، وتقديم المصلحة الوطنية على المصالح الاخرى سعيًا لتحقيق السلم المجتمعيquot;، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه.
كما بحث المسؤولان العراقي والاميركي الازمة السورية وخطورتها وتداعياتها على العراق والمنطقة الاقليمية والدولية ،quot;وما يتعرض له الشعب السوري من قتل وتشريد امام مرأى ومسمع المجتمع الدوليquot;، كما اشار البيان.
من جانبه اكد ماغريك موقف بلاده الداعم للعملية الديمقراطية في العراق ووقوف الشعب الاميركي مع الشعب العراقي في تطلعة نحو الامن والسلام ومجابهة الارهاب بمختلف اشكاله.