اربيل (العراق): يتوجه الناخبون من اكراد العراق في اقليم كرستان السبت الى صناديق الاقتراع في انتخابات تشريعية تنظم وسط توتر كبير مع الحكومة المركزية وغير بعيد من نزاع دام في سوريا المجاورة.
وتاتي الانتخابات التشريعية ايضا وسط تساؤلات حول مستقبل الامة الكردية المنتشرة عبر البلدان المجاورة التي اظهرت مؤخرا استعدادها لمناقشة المطالب الكردية، اثر تعرضها لحالة من عدم الاستقرار ما سمح للاكراد بالسيطرة على مناطقهم.
وسيجري التصويت في 21 ايلول/سبتمبر في ثلاثة محافظات تمثل اقليم كردستان الذي يحظى بحكم ذاتي في شمال العراق، لانتخاب نواب لدورة تشريعية تستمر اربع سنوات.
وسيكون التنافس بين ثلاثة احزاب رئيسية تمثل العمود الفقري للبرلمان الحالي، وهي الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان، والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، وحركة التغيير (غوران) بزعامة نوشيروان مصطفى الذي انشق عن الاتحاد.
ومن المتوقع ان يحصد الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني اكبر عدد من المقاعد.
ويواجه الاتحاد الوطني الكردستاني الذي تقاسم السلطة في الاقليم مع الحزب الديمقراطي، تحديا من حزب التغيير، خصوصا بسبب غياب الرئيس طالباني الذي يتلقى العلاج في المانيا منذ نحو عام.
ويقول المحلل اسوس هاردي quot;هذه الانتخابات قد تكون مهمة جدا حتى اهم من (مجالس المحافظات) بالنسبة لاقليم كردستان لانها في سبيل المثال اذا ما فاز الحزب الديمقراطي باغلبية كبرى، فهو من سيقرر النظامquot; في اشارة الى الصراع المحتدم بشان الدستور في الاقليم.
وتابع ان quot;حكومة قوية في اقليم كردستان قد تكون قوة لمناصري الكرد (..) في العراق وسوريا وتركيا وايرانquot;.
وجرت عملية الاقتراع الخاص الخميس التي تشمل قوات الامن والسجناء والمرضى والعاملين في المستشفيات، قبيل التصويت الرئيسي الذي سيجري السبت.
ودوليا يجري التركيز بصورة متزايدة على الاقليم الذي يتجه ربما الى اعلان استقلاله بصورة كاملة عن الحكومة المركزية العراقية.
ويشكل التقدم الذي احرزه الاكراد في الاقليم، علامة فارقة مقارنة بالعقود المنصرمة التي كان الناشطون الاكراد يواجهون فيها الاعدام في تركيا وسوريا وايران والعراق.
ويسعى اقليم كردستان الغني بالنفط الى مد انابيب نفط خاصة به، تعطيه مدخلا للاسواق العالمية، وقد صدر النفط عبر الحدود الى تركيا المجاورة، ووقعت اتفاقات مع شركات طاقة اجنبية، تشمل شركات عملاقة مثل اكسون موبيل وتوتال.
وقد اعتمد الاقليم على سمعته كمنطقة مستقرة امنيا فضلا عن الاقتصاد الاسرع نموا من بقية العراق لجذب الاستثمارات بشكل مستقل عن باقي اجزاء العراق.
و كل هذه التصرفات اثارت غضب بغداد، التي اعتبرت تصدير نفط الخام الى تركيا تهريبا، وكذلك اصرت على ان توقيع عقودا مع شركات اجبنية دون الرجوع اليها، غير قانوني.
ويخوض الجانبان كذلك نزاعا حيال رقعة شائعة من الارضي التي يطالب الاقليم بضمها اليه، فيما تعارض بغداد ذلك.
واصبح الاقليم اكثر انخراطا في الحرب الاهلية الدائرة منذ اكثر من 30 شهرا في سوريا المجاورة.
واشبتكت القوات الكردية الشهر الماضي مع اسلاميين متطرفين حرصا منها على تاميين ممرا امنا يربط سوريا بالعراق للسماح لالاف الاكراد السوريون اللجوء الى كردستان.
وهدد زعيم رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني بالتدخل في الصراع السوري لحماية الاكراد هناك، لكن مسؤوليين اكراد حاولو التخفيف من هذه التصريحات.
ويحق لحوالى ثلاثة ملايين كردي المشاركة في الانتخابات لاختيار 111 نائبا في البرلمان الكردي، الذي يشرع قوانييه الخاصة.
ويملك اقليم كردستان قواته الخاصة ونظام تاشيراته الخاص و له حق السيطرة على مجموعة واسعة من المسؤوليات الاخرى.
وعلى الرغم من تاكيدها ان مواطنيها يتمتعون بحريات اكبر من مواطنيهم في اي مكان اخر في العراق، الا ان السلطات الكردية تعرضت الى سلسلة من الانتقادات في مجال انتهاك حقوق الانسان.
وقبيل اجراء الانتخابات، خلف هجوم استهدف انصار حزب التغيير مقتل شخص واصابة العديدين.