اتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي دولًا لم يسمِها بالسعي من خلال إمكاناتها المالية وأجهزتها المخابراتية إلى تقسيم العراق وتمزيق نسيجه الاجتماعي... فيما أكد أن بلاده تتطلع إلى الدور المصري الفاعل الذي يعيد للعالم العربي توازنه وفاعليته.



لندن: قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في تصريح صحافي وزّعه مكتبه الاعلامي اليوم إن quot;الأعمال الإجرامية الجبانة التي قامت بها المجموعات الإرهابية التكفيرية خصوصًا التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مجالس العزاء في مدينة الصدر والدورة وغيرهما من المناطق بأسلوب واحد عبر الانتحاريين والأحزمة الناسفة، قد اثبتت أنها تقع ضمن مخطط واحد لهؤلاء القتلة وأسيادهم في الدول التي تسعى من خلال امكاناتها المالية وأجهزتها المخابراتية إلى إشعال فتيل الفتنة الطائفية مجددًا وتقسيم العراق وتمزيق نسيجه الاجتماعي، ونؤكد أن التمسك بالوحدة الوطنية ورصّ الصفوف هما السبيل لإلحاق الهزيمة بهذا المخطط الإجرامي الخطيرquot;.
وتعهّد المالكي للعراقيين بأن لا تتوقف القوات المسلحة والأجهزة الأمنية العراقية عن ملاحقة الإرهابيين وستواصل التصدي لهم بكل حزم وقوة. ودعا إلى المزيد من التعاون بين المواطنين والأجهزة الأمنية والتحلي بأعلى درجات اليقظة من أجل تفويت الفرصة على العصابات التكفيرية الجبانة ومن يقف وراءها وإفشال مخططهم الذي يستهدف وحدة العراق وزعزعة أمنه وإستقراره.
وقتل 12 شخصًا واصيب 46 آخرون بجروح في هجوم انتحاري استهدف مجلس عزاء سني في منطقة الدورة في جنوب بغداد مساء امس بعد يوم من مقتل 73 شخصاً في هجوم استهدف مجلس عزاء شيعي بمدينة الصدر بضواحي بغداد الشرقية.
وقال عقيد في الشرطة العراقية إن quot;انتحاريًا فجّر نفسه في مجلس عزاء في الدورة كان لرجل سني يعمل حارساً امنيًا قتل قبل ثلاثة ايام في منطقة الدورة ايضًا، ما ادى إلى مقتل 12 واصابة 46 بجروحquot;.
واكد مصدر طبي رسمي حصيلة ضحايا الهجوم.
ووقع الهجوم بعد يوم من مقتل ما لا يقل عن 73 شخصًا واصابة 202 آخرين بجروح جراء الهجوم الذي استهدف مجلس العزاء الشيعي في مدينة الصدر في شرق بغداد السبت، حيث وقعت ايضًا أعمال عنف أخرى حصدت في مجموعها 91 قتيلاً.
وبمقتل هؤلاء الضحايا، يرتفع إلى اكثر من 580 عدد القتلى الذين قضوا جراء هجمات متفرقة في عموم العراق منذ بداية الشهر الحالي، واكثر من 4400 قتيل من بداية العام الحالي.
وشملت الهجمات منذ بداية العام الحالي نحو 500 سيارة مفخخة، نصفها جرى تفجيرها في بغداد بحسب مصادر مطلعة اكدت أن العراق شهد اكثر من 70 تفجيراً بأحزمة ناسفة منذ بداية 2013.
...ويؤكد أن العراق يتطلع للدور المصري لإعادة العالم العربي لتوازنه
وعلى صعيد آخر، أكد المالكي خلال اجتماعه بمكتبه الرسمي اليوم مع وفد مصري ضم عددًا من الشخصيات الثقافية والأكاديمية والإعلامية برئاسة الدكتور يحيى الجمل الفقيه القانوني ونائب رئيس الوزراء المصري الأسبق، أن العراق يتطلع إلى الدور المصري الفاعل الذي يعيد للعالم العربي توازنه وفاعليته.
واعرب المالكي عن أمله بتقوية الاعتدال ونبذ التطرف والطائفية في العالم العربي والمنطقة من خلال التعاون والتنسيق بين العراق ومصر وباقي البلدان التي تعارض الارهاب والتطرف. وجرى خلال اللقاء التأكيد على ضرورة تقوية العلاقات الأخوية بين العراق ومصر في المستويات الرسمية وغير الرسمية.
ومن جهته، اكد الجمل أن العالم العربي لا يمكن له أن يستعيد عافيته بدون تعاضد العراق ومصر واستعادة دورهما المحوري، داعيًا إلى توسيع العلاقات بين البلدين الشقيقين على المستويات الثقافية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني إضافة إلى الجوانب السياسية والاقتصادية.
وكان المالكي دعا منتصف الشهر الماضي الفرقاء في مصر إلى الحوار والحلول السلمية وتنفيذ خارطة الطريق التي اعلنتها السلطات الموقتة. وعبّر عن الاسف الشديد quot;لسقوط ضحايا واراقة الدماء في مصرquot;. وقال quot;في الوقت الذي ندعو إلى الحوار والمشاركة والحلول السلمية وعدم اللجوء إلى العنف والاقصاء من جميع الاطراف، فإننا نتطلع إلى عودة مصر إلى المسار الديمقراطي ومتابعة خارطة المستقبلquot;.
واكد رئيس الوزراء العراقي تضامن بلاده quot;مع الشعب المصري الشقيق ووقوفنا إلى جانبه على أمل اجتياز هذا الظرف العصيب آملين من جميع الأطراف العمل على حماية الديمقراطية والحفاظ على وحدة مصر وتماسكها، وتجنّب كل ما من شأنه تعريض الوحدة الوطنية المصرية للاضطراب وعدم الاستقرارquot;.