مع مصرع مراسل قناة الفلوجة الفضائية العراقية واصابة مراسل لقناة الانباراليوم، دعا مرصد صحافي الاعلاميين العاملين في الميدان أو المتوجهين الى المحافظة بتوخي الحذر وإلتزام أقصى درجات الحيطة خشية الإستهداف العشوائي، مع تزايد إحتمالات حدوث صدام عسكري كبير بين الجيش ومسلحي quot;داعشquot;.


أسامة مهدي من لندن: دان مرصد الحريات الصحافية العراقي مقتل صحافي وجرح آخر شرق الرمادي عاصمة محافظة الانبار (110 كم غرب بغداد) اليوم الإثنين لدى مرافقتهما قوات حكومية أعادت فتح مركز شرطة في مدينة الخالدية التي يسيطر عليها مسلحون من تنظيم quot;داعشquot;، بإنفجار عبوة استهدفت السيارة التي كانت تقلهما مع عدد من النازحين من المدينة بفعل العمليات العسكرية المحتدمة في أنحاء من المحافظة.

وقال ممثل المرصد في الرمادي إن فراس محمد، مراسل قناة الفلوجة ومقدم البرامج فيها، ومؤيد إبراهيم مراسل قناة الأنبار الفضائية، توجها صباح اليوم برفقة عناصر أمنية لتغطية عملية إعادة السيطرة على مركز للشرطة وإفتتاحه في قضاء الخالدية الى الشرق من مركز الرمادي، وكذلك تغطية الأحداث الأمنية المتصاعدة حيث فوجئا بوجود عوائل محاصرة وبحاجة الى مساعدة، مضيفاً quot; إنهما توجها الى مكان تلك الأسر وساعدا في توفير سيارة لنقلها الى مكان أكثر أمناً غير إن مسلحين منتشرين في المدينة كانوا زرعوا عبوات ناسفة إنفجرت إحداها على السيارة، ما أدى الى مقتل فراس محمد مراسل ومقدم البرامج في قناة الفلوجة وجرح زميله مؤيد إبراهيم مراسل قناة الأنبار الفضائيةquot;.

واشار المرصد في بيان تسلمت quot;إيلافquot; نسخة منه الى أنه بمقتل فراس محمد يرتفع عدد ضحايا الصحافة العراقية الى 274 صحافياً ومساعدًا اعلاميًا، حيث لايزال العراق على مدار العقد الماضي يتصدر مؤشرات الإفلات من العقاب.

واشار الى أن الصحافيين والعاملين معهم تعرضوا لهجمات متتالية منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003، حيث قتل 274 صحافيًا عراقيًا و أجنبيًا من العاملين في المجال الإعلامي، منهم 162 صحافياً قتلوا بسبب عملهم الصحافي، وكذلك 62 فنيًا ومساعدًا إعلاميًا، فيما لف الغموض العمليات الإجرامية الأخرى التي استهدفت بطريقة غير مباشرة صحافيين وفنيين لم يأتِ إستهدافهم بسبب العمل الصحافي، فيما تم اختطاف 65 صحافياً ومساعداً إعلامياً قتل أغلبهم، ومازال 14 منهم في عداد المفقودين، quot;إلا أن جميع هذه الجرائم لم يُكشف عن مرتكبيها، ويتجاوز تصنيفها بكثير أي بلد آخر في العالمquot;.

ودعا مرصد الحريات الصحافية، الذي عبر عن بالغ الأسى لفقدان أرواح صحافيين يغطون في الميدان، الجهات الأمنية وأطراف الصراع في الأنبار بعدم المساس بالصحافيين والفرق الإعلامية العاملة هناك وتحييدهم تمامًا لأنهم غير معنيين بالصراع إلا لجهة التغطية الحيادية والحرفية.

وطالب الاعلاميين الذين يعملون في الميدان أو بصدد التوجه الى المحافظة بتوخي الحذر وإلتزام أقصى درجات الحيطة خشية الإستهداف العشوائي مع تزايد إحتمالات حدوث صدام عسكري كبير بين الجيش العراق ومسلحي دولة العراق والشام الإسلامية.

يذكر أن اشتباكات مسلحة تدور منذ حوالي ثلاثة اسابيع في مناطق متفرقة في محافظة الانبار بين قوات عراقية ومسلحين من الدولة الاسلامية في العراق والشام quot;داعشquot; ومناهضين للحكومة.

ومع اندلاع الازمة في المحافظة بداية الشهر الحالي سيطر مسلحون ينتمون الى العشائر على مدينة الفلوجة وقاموا بطرد الشرطة المحلية هناك ما دفع الحكومة الى ارسال قوات عسكرية الى ضواحيها.

ووجه عناصر داعش عبر المساجد نداء طالبين من الناس عدم ترك الفلوجة ودعوا الشباب الى الانخراط في صفوف تنظيمهم لقتال الجيش، كما دعوا سكان المدينة الى تقديم الملجأ والطعام للمقاتلين وقاموا باغلاق منافذ طرق المدينة بحواجز اسمنتية لمنع خروج الاهالي الذين يرغبون بالفرار من المدينة اثر الاشتباكات الدائرة ثم وزعوا منشورات تمنع اختلاط النساء بالرجال في الاسواق ومنع ارتداء بنطال من قبل الرجال ومنعوا حلاقة الذقن ورفع صور فنانين او مطربين في الطرقات.

وتؤكد منظمة quot;مراسلون بلا حدودquot; أن quot;العديد من الصحافيين العراقيين يتعرضون يوميًا للتهديداتومحاولات القتل، والاعتداءات، والمعاناة من اجل الحصول على تراخيص والمنع من الدخول ومصادرة ادوات عملهمquot;.

كما تشير الى أن الصحافيين في العراق، الذي يشهد اعمال عنف متواصلة منذ عام 2003، quot;يعيشون في مناخ شديد التوتر تتفاقم فيه الضغوط السياسية والطائفيةquot;.