إنه زمن تسليم السلطة. فالربيع العربي قام من أجل تداول سلس للسلطة، فأنزل رؤساء، وهزّ عروشًا، وقتل زعماء، وعزل منتخبين. واليوم، يبدو أنه ربيع لندن. فللمرة الأولى في التاريخ، تقدم ملكة بريطانيا، وهنا الملكة إليزابيت الثانية، على التخلي تدريجًا عن سلطاتها ومسؤولياتها quot;الجمةquot; لصالح ولدها الأكبر، الأمير تشارلز. وهكذا، ينجح تداول السلطة السلس، لكن التوريث باق.

خطوة حكيمة
فالملكة الأم تشرف على الثامنة والثمانين، ورأت أن تبادر من اليوم إلى نقل بعض سلطاتها إلى الأمير تشارلز، أمير ويلز، كما سيعلن ذلك بيان يصدر خلال هذا الأسبوع عن المكتبين الاعلاميين للملكة وابنها الأمير.
وقالت مصادر قصر باكينغهام إن دورًا أكبر سيلعبه الأميران وليم وهاري، ولدي تشارلز، في هذه المسألة. ونقلت صحيفة ديلي ميرور البريطانية عن مسؤولين في القصر الملكي وصفهم هذه الخطوة بـquot;الحكيمة،quot; وquot;المنطقيةquot;. وقال بعض المساعدين في القصر الملكي إن العصا قد نقل إلى الجيل الجديد، لكن الانتقال لن يكون مفاجئًا ولا سريعًا بل سيتم تدريجيًا خلال الأعوام القليلة القادمة.
وبينما يؤكدون أن الملكة ما تزال تتمتع بصحة جيدة، إلا أنها ترغب في رمي بعض الأحمال عن كاهلها، مع تقدمها في السن، وسيقوم تشارلز وزوجته كاميلا ببعض النشاطات العامة التي كانت تشارك فيها، مع التأكيد أنها لن تتقاعد أبدًا.
طي الكتمان
وكان الأمير تشارلز أقسم أنه سيلازم والدته الملكة في السراء والضراء، وسيكون خير معين لها. وتقول مصادر قصر باكينغهام إن تشارلز سيكون إلى جانب أمه في كل أنشطتها إلا في اجتماع وحيد، وهو اجتماعها الاسبوعي مع رئيس الحكومة دايفيد كاميرون. فهذا الاجتماع يبقى سريًا، ولا تدون تفاصيله أبدًا فتبقى طي الكتمان، لا يعلم بها أحد.
ويقول مصدر ملكي آخر إن حضور هذا الاجتماع ليس من حق تشارلز في الوقت الحاضر، لأن منصبه رسمي أكثر منه سياسي، وله الحق فقط في أن تطلب مشورته، quot;وما ترونه اليوم هو انتقال السلطة بالوراثة، من سلف إلى خلف، ليس إلاquot;.