نتج انفجار مديرية امن القاهرة اليوم من سيارة مفخخة فجرت عن بعد، أعلن انصار بيت المقدس مسؤوليتهم عنها، بينما شكك الاخوان في ذلك، متهمين الأمن المصري.
القاهرة: وقعت ثلاثة تفجيرات في مصر اليوم، في محطة مترو البحوث في حي الدقي، وأمام قسم شرطة الطالبية، وأضخمها امام مديرية أمن القاهرة. وقال شهود عيان إن التفجير تم باستخدام سيارة مفخخة، سبقه إلقاء قنابل وإطلاق مكثف للرصاص، بينما قالت التحقيقات الأولية للنيابة العامة إن التفجير تم عن بعد، وليس بطريقة إنتحارية.
لم يسمعوا مثله
قبل أقل من يوم واحد على إحياء المصريين الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، استيقظ المصريون على دوي انفجار ضخم سمعه كل سكان القاهرة، وتضاربت الروايات بشأن التفاصيل الأولى للحادث، الذي استهدف مديرية أمن القاهرة. وقال شاهد عيان يدعى أحمد عبد العزيز، من سكان المنطقة المحيطة في المقر الأمني، إن السكان سمعوا دوي طلقات نارية قبل وقوع الإنفجار الضخم.
وأضاف لـquot;إيلافquot; إن الإنفجار وقع نحو السادسة إلا الربع، مشيرًا إلى أن الأهالي سمعوا دوي الإنفجار وكان ضخمًا لم يسمعوا مثله من قبل. وأضاف أن الأهالي هرعوا خارج منازلهم، وشاهدوا سيارة تتصاعد منها ألسنة النيران، بينما تناثرت بعض الأشلاء حولها، وتساقطت بعض واجهات المباني القريبة، لاسيما المتحف الإسلامي.
ولفت إلى أن الإنفجار تسبب بأضرار كبيرة للمباني والمنازل والمحال التجارية القريبة من مديرية الأمن، وأدى إلى وقوع إصابات كثيرة بين السكان، لاسيما أن زجاج بعض النوافذ تعرض للكسر والتهشم، وسقط عليهم أثناء نومهم.
قنبلة صغيرة فانفجار
قال شاهد يدعي محمد عبد الهادي إن التفجير وقع باستخدام سيارة نقل كبيرة من نوع quot;جامبوquot;. وأضاف لـquot;إيلافquot; إنه سمع دوي إطلاق قنبلة صغيرة، قبل إنطلاق التفجير الضخم الذي استهدف مديرية الأمن.
وأفاد بأن السيارة انفجرت في محيط مديرية الأمن ولم تستطع الدخول إلى ساحة مبنى المديرية المحصن بشكل قوي، تحيط به الكتل الخرسانية القوية من جميع الجهات، بعضها وضع في وسط الشارع بارتفاع متوسط، وأخرى وضعت بجوار سور المديرية بارتفاع أكبر من السور نفسه.
وقال إن السيارة المفخخة لو وصلت إلى ساحة المديرية لأدت إلى انهيار مبناها ومقتل أغلب من فيه.
مفجر عن بعد
وبحسب التحريات الأولية، فإن التفجير وقع باستخدام سيارة مفخخة، جرى تفجيرها باستخدام مفجّر عن بعد. وورد في التحريات أن التفجير استخدم فيه نصف طن متفجرات، وضعت في سيارة نقل، وقادها شخص حتى أقرب مسافة من مقر المديرية، بينما كان يتبعه ثلاثة آخرون، يستقلون سيارة ملاكي لمراقبته. وأضافت التحريات أن أحد الثلاثة فجر سيارة النقل باستخدام quot;ريموت كنترولquot;، بعد أن تركها قائدها ورحل.
وأفادت التحريات الأولية بأن الجثة التي عثر عليها متفحمة، لم تكن جثة الشخص الذي قيل إنه الإنتحاري مفجر السيارة، بل تعود لمار كان يسير بجوار السيارة أثناء انفجارها.
وقال مصدر أمني إن أصابع الإتهام تشير إلى ضلوع جماعة الإخوان المسلمين وأذرعها العسكرية في العمليات الإرهابية، مشيرًا إلى أن التفجيرات تستهدف إرهاب المصريين، وكسر جهاز الشرطة، من أجل الإستيلاء على السلطة بالقوة. وأضاف أن تلك الأعمال الإرهابية لن تجعل الشرطة تقف مكتوفة الأيدي، بل ستزيد إصرارها على مواجهة الإرهاب وإقتلاعه من جذوره.
ماضون بدك معاقلكم!
أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس مسؤوليتها عن التفجير، وقالت في بيان لها نشرته عبر الإنترنت: quot;تم بحمد الله استهداف مديرية أمن القاهرة، أحد أوكار العمالة والإجرام، اللهم تقبل أخوتنا في عليين، وليعلم جيش وشرطة الردة أننا ماضون بدك معاقلكمquot;.
وبثت الجماعة، التي أعلنت مسؤوليتها عن غالبية الأحداث الإرهابية الكبرى في مصر منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، مقطعًا صوتيًا لشخص سمته المجاهد أبو أسامة المصري، قال فيه: quot;إن المتابع لمجرى الأحداث في العالم وفي مصر بشكل خاص يجدها تتسارع بشكل لافت لتصاعد الصراع بين الحق والباطل بعد أن أدرك الغرب الصليبي أن الأمة المصرية بدأت تفيق وترى حلم الخلافة الذي أصبح وشيكًا، ولم يكن الغرب الصليبي يقف موقف المتفرج، حلم السنين يتحققquot;.
أضاف: quot;إن المتبصر في أحداث العالم، ما يحدث في مصر خاصة، يعلم أننا نقف على مفترق طرق وأن التاريخ يأخذ منحنى مختلفًا عما سبقquot;.
فرعون مصر
ووجه أبو اسامة ما قال إنها مجموعة من الرسائل، وقال: quot;إن الرسالة الأولى لعموم الشعب المصري المسلم، إن الكفر العالمي بدأ ينحسر وبدأت الهيمنة الأميركية تتآكل، وتباشير النص بعودة الإسلام بدأت تلوح في الأفقquot;. وقال إن أخبار قتل المسلمين في مصر تنطلق صباحًا ومساءً، quot;لا لشيء إلا لأنهم يريدون شريعة ربهمquot;.
ودعا المصريين إلى عدم الوقوف موقف المتفرج، وقال: quot;ألم نر حرمات الله تنتهك، والمساجد تهدم وتغلق وتشمع بالشمع الأحمر، والأجواء تفتح للطيران اليهودي لقتل المجاهدين في سيناء، وتحاصر غزة وتهدم التي توفر مقومات الحياة لأهلنا فيها؟quot;.
وانتقد ما قال إنه تعاون بين مصر وإسرائيل في مجال الأمن، ووصف وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بفرعون مصر. وقال: quot;جميعنا يعلم أن ما حدث في مصر لم يكن ليحدث إلا بتدبير من أميركا والغرب الصليبي، وليس هذا بخفي، بل إعترف به كبارهم، وأقر به عميلهم فرعون مصر السيسي، الذي قال إنه لم يكن ليتخذ أية خطوة في الشأن المصري إلا بالتنسيق مع الأميركيينquot;.
ووجه أبو اسامة رسالة للضباط والجنود والطغاة ـ على حد وصفه ـ وقال: quot;ألا تتعظوا مما حدث لأشباهكم فى سوريا وليبيا وبلاد المسلمين وما حدث لمبارك، وإن لم تكفوا عما تفعلوه فإننا لكم بالمرصاد ولن تنفعكم المصفحات ولا التحصينات ولا الطائرات المجهزةquot;.
لتحقيق نزيه
أدان التحالف الوطني التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب كل أحداث العنف التي تستهدف المنشآت، عسكرية كانت أو مدنية، أو أي أشخاص عسكريين كانوا أو مدنيين، مصريين كانوا أو أجانب، وفقًا لرؤيته الاستراتيجية التي سبق إعلانها والتي تنتهج السلمية منهجا له في كل فعالياتهquot;.
وحمل التحالف الذي تقوده جماعة الإخوان المسلمين ما وصفها بـquot;سلطات الانقلاب المسؤولية كاملة عن مثل هذه الجرائم، خاصة بعد إعلان وزير داخلية الانقلاب عن حشوده ومعداته الثقيلة وتحصيناته غير المسبوقة لحماية أقسام الشرطة ومديريات الأمن ولإرهاب شعب مصر المسالمquot;.
وألمح إلى أن تلك التفجيرات من صنع الأجهزة الأمنية، ودعا في بيان حصلت quot;إيلافquot; على نسخه منه إلى أهمية فتح تحقيقات نزيهة وسريعة تلتزم بمعايير استقلال القضاء، مؤكدًا شكوكه الواسعة حول مثل هذه الأحداث، خاصة أن لدى الشعب المصري ميراثًا مرًا مع الأجهزة الأمنية في أحداث مشابهة.
إرهاب القوى الثورية
وأضاف البيان أن الهدف من التفجيرات إرهاب القوى الثورية، وقال: quot;إن القوى الإجرامية التي قامت بتفجيرات اليوم استهدفت ما يلي: خلق حالة فوضى عارمة لإرهاب القوى الثورية الرافضة للانقلاب حتى يمتنعوا عن النزول في تظاهرات 25 يناير وموجتها الثورية الجديدةquot;.
وأضاف أن الهدف الآخر من وراء التفجيرات: quot;توظيف الأحداث من قبل سلطات الانقلاب والإعلام الموالي لها لتعبئة باقي الشعب ضد جماعة الإخوان المسلمين والتحالف بإلصاق تهمة الإرهاب بالثوار قبل ذكرى ثورة 25 يناير إضافة إلى تشويه الثورة ذاتهاquot;، فضلًا عن تعبئة ضباط وجنود الشرطة بأنهم مقبلون على خطر حقيقي يهدد أرواحهم، حتى ينعكس هذا في مواجهات عنيفة مع الثوار والمتظاهرين السلميين، على حد قول التحالف.
التعليقات