كما توقعت إيلاف سابقًا، أن ترشيح عبد الفتاح السيسي للرئاسة المصرية يحتم تغييرًا حكوميًا صار شبه أمر واقع.


القاهرة: بات التغيير الوزاري في مصر في حكم المؤكد، لاسيما بعد ترقية وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي إلى رتبة المشير، وإعلان الجيش دعمه له في الترشح للإنتخابات الرئاسية. ويأتي إعلان الدكتور حازم الببلاوي، رئيس مجلس الوزراء، أن التغيير الوزاري صار أمرًا واقعًا، تأكيدًا لما انفردت به quot;إيلافquot; حين أشارت إلى الأمر في 18 كانون الثاني (يناير) الجاري.

التغيير قادم

وفقًا لما أعلنه رئيس مجلس الوزراء المصري حازم الببلاوي، فإن إجراء تعديل وزاري أصبح أمرًا واقعيًا بعد وجود ثلاثة مناصب وزارية خالية. وأضاف في تصريحات له، أنه ينتظر الموقف الرسمي للمشير عبد الفتاح السيسي من إعلان ترشحه للرئاسة، وهو ما يستوجب ضرورة تقديم استقالته من الحكومة.

وجاءت تصريحات الببلاوي في أعقاب تقدم الدكتور زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء للشؤون الإقتصادية، ووزير التعاون الدولي بإستقالته، منذ أيام بالتزامن مع إعلان المجلس العسكري، أمس الأول، أن السيسي سوف يخوض الإنتخابات الرئاسية نزولًا عند الرغبة الشعبية.

ويأتي إعلان الببلاوي عن اجراء تغيير وزاري في حكومته، تأكيدًا لما نشرته quot;إيلافquot; سابقًا، تحت عنوان quot;مصر: أنباء عن تغيير وزاري وإجراء الإنتخابات الرئاسية أولًاquot;.

وقالت مصادر مطلعة لـ quot;إيلافquot; إن التغييرات الوزارية المتوقعة ستشمل بين 4 إلى 7 حقائب وزارية، مشيرة إلى أن التغييرات الجديدة ستطال وزارة الدفاع، بعد ترقية السيسي مشيرًا، وتفويض القوات المسلحة له في خوض الإنتخابات الرئاسية، ومن المتوقع أن يتولى الفريق صدقي صبحي، رئيس أركان الجيش، منصب وزير الدفاع خلفًا للسيسي.

والببلاوي أيضًا؟

تضاربت الأنباء بشأن موقف الببلاوي نفسه، بينما قالت المصادر لـquot;إيلافquot; إن الرئيس عدلي منصور لا ينوي إقصاء الببلاوي. وتوقعت وسائل إعلام مصرية أن تشمل التغييرات الببلاوي أيضًا، وأن يتولى وزير الإسكان الدكتور إبراهيم محلب منصب رئيس الوزراء، إلا أن المتحدث باسم مجلس الوزراء هاني صلاح الدين، قال في تصريحات تلفزيونية: quot;في حدود علمي، قد يكون اجتماع مجلس الوزراء اليوم الأربعاء الأخير للمشير عبد الفتاح السيسيquot;، نافيًا أن يكون قد تم التطرق خلال اجتماع مجلس الوزراء إلى تولي محلب رئاسة الوزراء خلفًا للببلاوي.

وأضافت المصادر أن التغييرات الوزارية ستستعيض عن زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء للشؤون الإقتصادية ووزير التعاون الدولي، الذي تقدم باستقالته أخيرًا، مع إمكانية دمج وزارة التخطيط معها في وزارة واحدة، كما كانت في السابق. وتوقعت المصادر أن يشغل هذا المنصب أشرف العربي، أو حسن هيكل نجل الكاتب الصحافي حسنين هيكل.

ولفتت المصادر إلى أن وزير الرياضة طاهر أبو زيد سيخرج من الحكومة، لاسيما أنه سبق أن تقدم باستقالته في أعقاب إبطال الببلاوي قرارًا له بحل مجلس إدارة النادي الأهلي. وتوقعت المصادر أن يتم دمج وزارتي الرياضة والشباب معًا في كيان وزاري واحد كما كانت في السابق، على أن يتولى هذه الحقيبة الدكتور خالد عبد العزيز، وزير الشباب الحالي. وبحسب المعلومات الخاصة، قد تشمل التغييرات أيضًا وزراء الكهرباء والتعليم العالي والتموين والتجارة الداخلية.

الشعب المطاع

رغم وجود أصوات تنادي بإقالة وزير الداخلية اللواء محمد أبراهيم، على خلفية الفشل الأمني المتمثل في تفجير مديرية أمن القاهرة، ومقتل اللواء محمد السعيد، مدير المكتب الفني للوزير، إلا أن التوقعات تشير إلى أنه باقٍ حتى إشعار آخر.

ونفى كمال أبوعيطة، وزير القوى العاملة، تلقيه أي اتصالات بشأن بقائه في منصبه، وقال: quot;أنا في مهمة وطنية، ولا يهمني البقاء في المنصب من عدمه، وأفضل العودة لصفوف الجماهير والنضال مع العمالquot;.

وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية أعلن أمس الأول تفويض السيسي في الترشح لرئاسة الجمهورية. وقال في بيان له: quot;لم يكن في وسع المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلا أن يتطلع باحترام وإجلال لرغبة الجماهير العريضة من شعب مصر العظيم في ترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية، وهي تعتبره تكليفًا وإلتزامًاquot;.

وأضاف أن المجلس استمع إلى السيسي، وقدر أن ثقة الجماهير فيه نداء يفرض الاستجابة له في إطار الاختيار الحر لجماهير الشعب، مشيرًا إلى أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة قرر أنه للفريق أول عبد الفتاح السيسي أن يتصرف وفق ضميره الوطني ويتحمل مسؤولية الواجب الذي نودي إليه، خصوصًا أن الحكم فيه هو صوت جماهير الشعب فى صناديق الإقتراع، وأن المجلس في كل الأحوال يعتبر أن الإرادة العليا لجماهير الشعب هي الأمر المطاع والواجب النفاذ في كل الظروف.