بيروت: يروي فيلم quot;عودة الى حمصquot; للمخرج السوري طلال ديركي، والذي نال جائزة في مهرجان ساندانس الاميركي للسينما المستقلة، حكاية شابين من المدينة التي يعدها الناشطون quot;عاصمة الثورةquot; ضد الرئيس بشار الاسد.
وحاز فيلم quot;عودة الى حمصquot; (quot;ريتورن تو حمصquot;) الجائزة الكبرى للجنة التحكيم كأفضل فيلم وثائقي اجنبي السبت في لوس انجليس.
ويروي الفيلم، من خلال حمص، تطور الأزمة التي بدأت باحتجاجات مناهضة للنظام منتصف آذار/مارس 2011، وتحولت بعد اشهر نزاعا داميا اودى بحياة اكثر من 130 الف شخص.
ويقول ديركي لوكالة فرانس برس quot;حمص لقبت بعاصمة الثورة لقوة المظاهرات والحراك السلمي فيها (...) الكثير من شخوص (شخصيات) الثورة وناشطيها كانوا من حمصquot;.
وولد ديركي في دمشق في العام 1977، الا انه قرر اعداد فيلمه عن حمص نظرا لرمزيتها الكبيرة، راويا بكاميرته قصة شابين فيها.
الاول هو عبد الباسط الساروت، حارس المرمى السابق للمنتخب السوري للشباب لكرة القدم، والذي اضحى مع بداية الاحتجاجات احد ابرز الاصوات التي تقود التظاهرات بالاناشيد، قبل ان يتخلى عن الحراك السلمي ويحمل السلاح، كالآلاف من اترابه، ضد القوات النظامية.
اما الثاني فهو أسامة، طالب جامعي ساخر اصبح من ابرز الناشطين الاعلاميين الذين يوثقون يوميات النزاع، الى حين اعتقاله وانقطاع اخباره.
ويقول ديركي من مقر اقامته في تركيا قرب الحدود مع سوريا، ان الفيلم quot;رصد انساني لحياة شابين، من بداية الثورة السلمية حتى تحولها الى صراع مسلح فحرب فتهجير فدمار وحصارquot;.
وتعد حمص من اكثر المدن تضررا جراء النزاع. فقد شهد حي بابا عمرو فيها بعد حوالى سنة من انطلاق حركة الاحتجاج ضد النظام، حملة قصف عنيفة ومعارك طاحنة، حتى دخول قوات النظام اليه.
وتفرض هذه القوات منذ 600 يوم، حصارا على احياء حمص القديمة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وتسبب الحصار بأوضاع انسانية خانقة.
ويقول ديركي quot;الوضع في حمص حالياً جداً سيء. مؤخراً خرج أصدقائي المحاصرون ليؤمنوا الطعام للبقية فقضوا أغلبهم بكمين للنظامquot;، مشيرا الى quot;حالات موت من شدة الجوع، وقصف مستمر على الاحياء المحاصرةquot;.
ويقول ناشطون ان قرابة ثلاثة آلاف شخص ما زالوا في حمص القديمة.
يضيف quot;كفنان اجد صمود تلك الفئة يشبه القصص الخيالية. ما هذا الايمان الكبير بالأرض وبحق البقاء وبالدفاع عن النفس وبالكرامة؟quot;.
يتابع quot;هؤلاء يواجهون أشرس حملة عسكرية لا قدرة لبشر على تحملها، وما زالوا صامدين بعد مضي 600 يوم على حصارهمquot;.
واعلن الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي ان وفد النظام المشارك في مفاوضات جنيف-2 للبحث عن حل للازمة، تعهد السماح بخروج النساء والاطفال من حمص القديمة، آملا في ادخال مواد اغاثية اليها.
الا ان ايا من هذه الخطوات لم تتحقق بعد.
ويعد ديركي حاليا لفيلم وثائقي ثان عن سوريا. ويعتبر ان السينما quot;قادرة على الشرح والتواصل (...) بحكم ان التجارب الإنسانية النقية تجمعنا كقيمة مع باقي الشعوبquot;، مشيرا الى ان الفيلم لقي اصداء ايجابية لا سيما في الولايات المتحدة.
ويقول quot;كان رد فعل الجمهور إيجابياً بالمطلق (...) حتى من الذين لا يملكون خلفية ولو صغيرة عن الصراع في سورياquot;.
يضيف quot;كان كل شيء واضحا برأيهم، صراع بين شعب ودكتاتور محاط بالمرتزقة، (في مواجهة) شباب سوري يدافع عن بيته وحيه وجيرانهquot;.
ويقول quot;هناك من خرج من صالة العرض وقال +نعم هناك أخوة لنا في سوريا لم نكن نعرفهم كما الآن، هم في حاجة لنا لان نكون بجانبهم حتى ولو بكلمة+quot;.














التعليقات