شكك خبراء في صدق نوايا النظام السوري بشأن الملف الكيميائي خاصة وأن مهلة التسليم لم تحترم. وفي حين قال محللون إن الأسد يريد الاحتفاظ بأوراق للمقايضة سياسيًا مع الغرب دعا فيصل المقداد لـquot;وقف الكلاب عن النباحquot;.

بيروت: تحدث فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري، اليوم الاربعاء عن صعوبات تواجهها بلاده في اطار مكافحتها للارهاب، قد تحول دون تنفيذ بعض التزاماتها في عملية نقل وتسليم اسلحتها الكيميائية، مجددا المضي من اجل تنفيذ هذه الالتزامات.

كلابهم تنبح

ونقلت تقارير صحافية عن المقداد قوله: quot;الصعوبات التي تواجه سوريا، لا سيما في إطار محاربتها للإرهاب، قد تحول دون تنفيذ بعض الالتزامات، وعلى الدول الداعمة للمجموعات الإرهابية المسلحة أن تعي أنها تقوم بجرائم ضد الانسانية، ولا يمكن التساهل عندما يتعلق الامر بنقل الأسلحة الكيميائية من سوريا إلى خارجهاquot;.

واكد المقداد مضي بلاده بكل عزم وقوة ومصداقية من أجل التنفيذ التام للاتفاقيات مع الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية، ضمن الحدود الزمنية المتفق عليها، quot;لكن عليهم أن يوقفوا كلابهم عن النباح، وأن يتوقفوا عن التحريض وتسريب معلومات للمجموعات الإرهابية عن أماكن تخزين ومرور هذه الشحناتquot;.

وأتى كلام المقداد ردًا شبه مباشر على تشكيك خبراء دوليين في حسن نوايا نظام الرئيس السوري بشار الأسد في تسليم ترسانته من الأسلحة الكيميائية في الوقت المحدد، خصوصًا أن مهلة التسليم التي كان من المقرر أن تنتهي الأربعاء لم تحترم. وقال محللون إن الأسد يريد الاحتفاظ بأوراق للمقايضة سياسيًا مع الغرب.

تشكيك دولي

وقد تباطأت خطة إتلاف سلاح سوريا الكيميائي بحسب تأكيدات مسؤول أميركي، خصوصًا أن سفينة دنماركية تنتظر في قبرص منذ أيام لنقل هذه المواد من ميناء اللاذقية السوري. وقال وزير خارجية قبرص، ايانيس كاسوليديس: quot;تأخر التحميل كثيرًا عن الجدول المقرر، واقتصر النقل حتى الساعة على 5 بالمئة فقط من ترسانة سوريا من السلاح الكيميائي، لأن نظام الأسد يؤخر ذلك بأعذار متعددةquot;.

ونقلت شبكة سي أن أن عن مارك فيتزباتريك، المحلل في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، شكّه في أن الأسد يسوّف في تسليم السلاح الكيميائي، quot;فقد وافق على تسليم هذا السلاح لأنه كان عرضة لخطر حقيقي، لكنه أدرك أن تخليه عن تلك الأسلحة سيفقده أوراقه القوية، ولذلك يريد أن يبقيها ورقة للمساومة، وليكون لديه ما يقدمه في التسوية الدولية للأزمة السوريةquot;.

تعهد روسي

وتعهدت روسيا بإنجاز نقل الأسلحة الكيميائية السورية قبل الأول من آذار (مارس) المقبل، وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الثلاثاء أن الحكومة السورية وعدت بتسليم حمولة كبيرة جديدة من اسلحتها الكيميائية قبل نهاية شباط (فبراير) الجاري، داعيًا إلى عدم اضفاء الطابع الدراماتيكي على التأخير في انجاز هذه العملية.

وكانت سوريا تعرضت لسلسلة انتقادات لعدم احترامها مهل تسليم مخزونها من الاسلحة الكيميائية التي أقرتها منظمة حظر الاسلحة الكيميائية بموجب خطة وافقت عليها دمشق برعاية الولايات المتحدة وروسيا. واعلنت الحكومة الاميركية أخيرًا أن حمولتين صغيرتين فقط من الاسلحة الكيميائية الاكثر خطورة، تمثلان نحو 4 بالمئة من الترسانة السورية المعلنة، غادرتا ميناء اللاذقية السوري حتى الان، من أصل 700 طن كان ينبغي أن تتخلص منها دمشق بنهاية العام 2013.

وبحسب خطة اتلاف الاسلحة الكيميائية السورية، كان يتعين على السلطات السورية أن تنقل إلى خارج اراضيها في ذلك التاريخ 700 طن كاملة من العناصر الكيميائية الأكثر خطورة. ويتعين على دمشق بحسب الخطة نفسها أن تنقل في الخامس من شباط (فبراير) 500 طن اضافية من العناصر الكيميائية التي اطلق عليها اسم quot;الفئة 2quot;.