تدرس الولايات المتحدة معلومات جديدة تلمح إلى أن النظام السوري لم يكشف عن كامل ترسانته الكيميائية، وأنه ينوي الاحتفاظ بكمية منها، حتى بعد تدمير ما أعلنه من هذه الأسلحة.


نقلت شبكة سي أن أن عن مسؤول أميركي تلميحه إلى معلومات غير مؤكدة بعد عن أن النظام السوري لم يكشف عن كامل ترسانته من الأسلحة الكيميائية، وما زال يحتفظ في مكان ما بكمية منها، quot;وهناك خيوط مختلفة من المعلومات من شأنها أن تهز ثقتناquot;.

وأضاف المسؤول أن قادة النظام السوري فعلوا أشياء توحي بأن سوريا ليست مستعدة للتخلص من كل أسلحتها الكيميائيةquot;، فيمااكدمسؤولون اميركيون آخرون اطلاعهم على المعلومات السرية الجديدة لكنهم طلبوا عدم ذكر اسمائهم.

المراجعة مستمرة

تعكف أجهزة الاستخبارات الاميركية ووزارتا الدفاع والخارجية والبيت الأبيض على دراسة هذه المعلومات. وأوضح مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة لم تتوصل إلى قرار نهائي بشأن نيات النظام السوري، استنادًا إلى هذه المعلومات، لكنّ مجهودًا يُبذل لجمع أدلة تؤكدها، ومعرفة ما يبيِّته النظام السوري من وراء ذلك.

ويتفق المسؤولون الاميركيون على أن الكشوف الرسمية التي قدمها النظام السوري إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قُبلت بحسن نية بعد تهديد الولايات المتحدة بعمل عسكري ردًا على استخدام النظام السوري هذه الأسلحة ضد المدنيين. وتعتقد الولايات المتحدة أن الرئيس السوري بشار الأسد يدرك أن عليه ألا يكرر فعلته.

وأصدرت برناديت ميهان، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، بيانًا قالت فيه: quot;نحن ما زلنا نراجع ونقيم استكمال الاعلان السوري المقدم إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ودقته، لكن الاعلان السوري اعلان سري بموجب لوائح المنظمة، ولن نناقش تفاصيله أو تقييمنا له علنًا، ولمزيد من التفاصيل نحيلكم إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائيةquot;.

نيات الأسد

وقال مسؤولون لشبكة سي أن أن الأميركية إن المعلومات الجديدة تتعلق بمخزون من الأسلحة الكيميائية ومنظومات إيصالها إلى أهدافها، مثل الرؤوس الحربية والقذائف المدفعية، وهي مواد يمكن أن تُبقي النظام السوري - في حال احتفاظه بها - قادرًا على استخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى، إذا اختار أن يفعل ذلك.

ويعتقد المسؤولون أن الأسد سيحتفظ ببعض الأسلحة الكيميائية كورقة يستخدمها على المدى البعيد بدعوى مواجهة التهديد الاسرائيلي. واستبعد أحد المسؤولين أن يتنازل الأسد عن برنامجه التسلحي الكيميائي برمته عن طيب خاطر.

ورفض المسؤولون الاميركيون أن يفصحوا على وجه التحديد كيف تمكنت الولايات المتحدة من جمع هذه المعلومات. لكن الكثير من المعلومات التي تجمعها الولايات المتحدة عن سوريا تأتي بواسطة الأقمار التجسسية وصورها. كما نُفذت في السابق عمليات تنصت على اتصالات أعطت الولايات المتحدة مؤشرات إلى نيات النظام في دمشق. وأكد مسؤولون اميركيون وجود قنوات لايصال المعلومات من عناصر على الأرض، يعملون مع قوات المعارضة السورية أو لصالح دول أخرى في المنطقة.

أغراض مدنية!

ومن الجائز أن يحاول نظام الأسد الاحتفاظ بما هو أكثر من السلاح. ففي الاسبوع الماضي، قالت مجلة فورين بولسي إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم طلب من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن تُبقي على 12 منشأة لانتاج الأسلحة الكيميائية ولا تدمرها، من أجل تحويلها لاحقًا إلى معامل كيميائية مدنية.

وحين سُئلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر ساكي عن تقرير فورين بولسي، قالت إن النظام السوري لم يقدم طلبًا رسميًا بهذا المعنى إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وأضافت: quot;قرار مجلس الأمن الدولي ومجلس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ينص بوضوح على إنهاء برنامج الأسلحة الكيميائية السوريquot;.

وعلق مسؤول اميركي آخر على تقرير فورين بولسي بالقول: quot;هناك خوف حقيقي من أن يحاول السوريون الاحتفاظ ببعض قدراتهم التسلحية الكيميائيةquot;. لكن المعلومات الجديدة لا تتعلق بطلب النظام السوري إبقاء بعض معامله الكيميائية من أجل استخدامها للأغراض المدنية لاحقًا.

النروج ترفض

كانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أيدت نقل أسلحة النظام الكيميائية لتدميرها خارج سوريا، بسبب النزاع المستعر فيها. ومن المتوقع أن تُناقش الخطة النهائية لهذه العملية خلال الأيام المقبلة. وأعلنت المنظمة في وقت سابق تدمير معدات الانتاج في جميع المنشآت المعلنة لتصنيعها وتعبئتها وخلط موادها.

وبحسب المنظمة، فإنها فتشت حتى أوائل الشهر الحالي 21 من أصل 23 موقعًا، والمواد الموجودة في الموقعين الآخرين اللذين يتعذر الوصول اليهما بسبب النزاع نُقلت إلى مناطق أخرى يمكن دخولها والتحقق من توافق هذه المواد مع كشوف النظام.

وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أيضًا أن النظام السوري دمر 154 رأسًا حربيًا، وبدأت اعمال التدمير في خمسة مواقع أخرى يقول النظام إنها تحوي 424 قنبلة و63 رأسًا حربيًا. وتلقت النروج طلبًا اميركًا بقبول بعض الأسلحة الكيميائية لتدميرها في اراضيها. لكن وزارة الخارجية النروجية رفضت ذلك لأسباب تتعلق بالوقت، وبعوامل خارجية أخرى.

تكنولوجيا جديدة

وقدمت الولايات المتحدة حتى الآن مساعدات بقيمة 6 ملايين دولار إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، بينها 10 مركبات مدنية مصفحة لنقل المفتشين داخل سوريا. وتفكر في توفير التكنولوجيا الجديدة التي طورتها لاستخدامها في أي مجهود يرمي إلى تدمير اسلحة كيميائية بإشراف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وبدلًا من استخدام تكنولوجيا الحرق المتعارف عليها لتدمير المواد الكيميائية، فإن التكنولوجيا الجديدة تبطل مفعولها من خلال خلطها بالماء وعناصر أخرى.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية إن من الأفكار المطروحة ارسال هذه التكنولوجيا إلى بلد ثالث يمكن نقل اسلحة النظام الكيميائية اليه، لتدميرها في أراضيه. وتدرس الوزارة الآن مستلزمات تحميل الأسلحة الكيميائية على سفينة بهدف نقلها إلى بلد ثالث، مستعد لقبول تدميرها في اراضيه. وتتمثل الصعوبة في الحفاظ على ثبات المواد خلال الشحن، وتوفير الحراسة البحرية لتأمين نقلها.