يحاول حزب الله تعويض خسائره في سوريا، وتقدر بنحو 700 قتيل، من خلال فرض تجنيد إجباري على الشبان في المناطق التي تعتبر بيئات حاضنة له.


لوانا خوري من بيروت: عندما تصافح الإيرانيون والأميركيون في جنيف، ظن كثيرون أن أيام حزب الله في سوريا معدودة، لأن هذه المصافحة تنطوي على تسويات كثيرة، بينها تسوية للأزمة السورية.

لكن خاب ظن هؤلاء، عندما أكدت تقارير عديدة أن حزب الله ينوي تفعيل نشاطه السوري، متحججًا بقتال من يسميهم بالتكفيريين، انتقامًا منهم بعدما اندفعوا في عمليات انتحارية اصابته في عقر دار بيئته الحاضنة، ابتداءً بتفجير السفارة الإيرانية في بيروت.

حزب الله منهك

ولأن حزب الله يقاتل على أكثر من جبهة في سوريا وخارجها، إلى اضطراره لتعزيز جبهة الجنوب اللبناني بعد ورود تقارير عن إرتفاع احتمال قيام إسرائيل بمغامرة ما، مستفيدة من انشغال حزب الله والعرب جميعًا بسوريا، فإن هذا التوزع أنهكه، ودفع بقيادته العسكرية إلى رفع الأمر لمجلس شورى الحزب، والمطالبة بإعلان التعبئة، من أجل تجنيد شبان غير متفرغين،لإرسالهم إلى سوريا، بعد إخضاعم لدورات تدريب مكثفة على حرب الشوارع.

ويبدو أن شورى حزب الله وافقت على ذلك، ما يذكر بأمين عام الحزب حسن نصرالله حين قال في خطاب له: quot;إن كان لنا في سوريا ألف مقاتل، فسيصبحون ألفين...quot;، إلى آخر التهديد.

بيانات شخصية

ونقلت تقارير من مناطق نفوذ حزب الله، في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، ومن البقاع والجنوب، أن شبانًا منتسبين إلى الحزب قد تواروا عن الأنظار، بعدما كانوا ينفذون انتشارات ليلة غير ظاهرة، في إطار ما كان يسمى بالأمن الذاتي في المناطق المؤيدة للمقاومة، وحل محلهم شبان يافعون، غرباء عن المناطق.

كما قالت التقارير إن حزب الله سجل بيانات شخصية خاصة بمئات المؤيدين له في مناطق نفوذه، ليسهل استدعائهم إلىالحرب إن كانوا مدربين، او إلى دورات عسكرية تمهيدًا لنقلهم إلى سوريا، خصوصًا إذا اضطر الحزب إلى سحب كتائب من قوات النخبة فيه إلى الجنوب، للتصدي لأي دخول إسرائيلي.

وقال مطلعون على هذه المسألة إن الحزب يحاول جاهدًا تعويض ما تكبده من خسائر بشرية في سوريا، خصوصًا في الشهور الثلاثة الأخيرة، مع وصول عدد قتلاه إلى نحو 700 قتيل.