تبدأ اليوم الاثنين الجولة الثانية من مؤتمر جنيف 2 بين الوفد الذي شكّله الائتلاف الوطني السوري المعارض ووفد النظام السوري، وذلك خلال جلستين صباحيتين منفصلتين، أولهما تبدأ الساعة العاشرة بتوقيت جنيف بين الممثل الخاص للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي ووفد المعارضة. والجلسة الثانية تبدأ في الساعة الحادية عشرة والنصف بين الإبراهيمي ووفد النظام، على أن تتأخر الجلسات المشتركة إلى الأيام المقبلة.


بهية مارديني من جنيف: التساؤل الرئيس، بحسب ما رشح لـquot;إيلافquot; من معلومات، هو ماذا ستكون البداية أولًا: ملف هيئة الحكم الانتقالي أم مكافحة الإرهاب وإيقاف العنف؟.

إشكالية الإرهاب
لكن العنوان الأهم، الذي يراه quot;الائتلافيونquot; هو هل تختلف هاتان القضيتان عن بعضهما البعض، وهل يمكن مكافحة الإرهاب من دون البدء في إنشاء هيئة الحكم الانتقالي؟. وهل يمكن الحديث عن القضاء عن الإرهاب ومكافحته من دون أن نتحدث عن إرهاب الدولة، الذي يمارسه النظام ضد الشعب السوري؟.

quot;الائتلافيونquot; يعتقدون أن الحقيقة بقدر ما هي معقدة بقدر ما هي بسيطة، ولكن صورتها الوحيدة هي أن السوريين يتساقطون تباعًا، وأن المدنيين يُقتلون، بينما يرفض النظام الحل السياسي، ويبرر بحجج واهية، ويتهم المعارضة بدائه، إلا أنهم يطالبون المجتمع الدولي بألا يسمح للنظام بأن يتنصل من التزاماته عبر المماطلة أو التأجيل والتسويف.

يطرح quot;الائتلافيونquot; قضية آلاف الشهداء، الذين تساقطوا منذ بدء المفاوضات في جنيف 2، وسط تهرّب النظام من تطبيق بنود جنيف 1 من دون حساب، وملف البراميل المتفجرة، وقتل الناشطين تحت التعذيب، وما يحصل في حمص وسوريا عمومًا، وحصار النظام للمناطق، وتجويع السوريين، إضافة إلى حصاد ثلاث سنوات من عنف النظام وتدميره لسوريا وقتله للمدنيين.

مؤسسات الدولة والحوار
وأكدت مصادر لـquot;إيلافquot; أن الأخضر الإبراهيمي اقترح جدول أعمال يتضمن إضافة إلى موضوع مكافحة الإرهاب وهيئة الحكم الانتقالي الحديث أيضًا عن مؤسسات الدولة والحوار الوطني. في غضون ذلك اتهمت بريطانيا النظام السوري quot;بعدم المشاركة بشكل جدي في عملية الانتقال السياسي أو معالجة الأزمة الإنسانية في البلادquot;، لافتة إلى quot;حاجة النظام إلى إظهار استعداده للمشاركة في المفاوضات بطريقة بناءةquot;.

وقال المتحدث باسم الخارجية البريطانية، في مقابلة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، إن الحكومة البريطانية حاولت أن تضفي أجواء إيجابية على محادثات quot;جنيفquot; بشأن سوريا، على الرغم من النتيجة المخيّبة للآمال، التي خرجت بها الجولة الأولى من المفاوضات، محذرًا من quot;التحديات المقبلة التي لا يدرك أبعادها أحدquot;.

وشدد المتحدث على أنه على الرغم من أن مفاوضات جنيف 2 لم تسفر عن نتائج إيجابية، فإن البدء بالمفاوضات إنجاز جدير بالاهتمام. وأشار إلى أن quot;الائتلاف الوطنيquot; المعارض ذهب إلى quot;جنيف 2quot; بهدف الدخول في مناقشات حول الدعوة الأساسية للأمم المتحدة إلى المؤتمر، والقيام بعملية انتقال سياسي في سوريا، واصفًا موقف quot;الائتلاف الوطنيquot; في المفاوضات بأنه quot;بناءquot;، مع الإشارة إلى أنه اقترح مبادرات على أساس جدول أعمال جنيف2.

لا مكان للأسد
وأوضح أن quot;عملية التفاوض بشأن الانتقال السياسي في سوريا هي الطريقة الوحيدة لإنهاء الصراع والتخفيف من آثار وتداعيات الأزمة الإنسانية، التي تعصف بسورياquot;.

وقال إنه انطلاقًا من بيان مؤتمر جنيف 1، الذي عقد في 2012، فإن الهدف من جنيف 2 هو الوصول إلى موافقة متبادلة على هيئة حكم انتقالية، لديها كامل الصلاحيات، بما في ذلك الهياكل الأمنية والعسكرية والاستخباراتية، مضيفًا إنه quot;من خلال التعريف فإن بشار الأسد والدائرة القريبة منه لا يمكنهما أداء أي دور في مستقبل البلادquot;.

وأكد المتحدث البريطاني على أنه مع قرب انطلاق الجولة الثانية من مؤتمر جنيف 2، فإن على الجميع ألا يقللوا من الصعوبات التي ستواجه المفاوضات المقبلة.