يضطر الإيرانيون إلى الانتظار ساعات لمجرد فتح البريد الالكتروني أو الوصول إلى فيديو على موقع quot;يوتيوبquot;. هذا الواقع يثير غضب معظمهم ويزيد من حنقهم تجاه السد الافتراضي الذي تضعه السلطات أمام وصولهم إلى شبكة الانترنت العالمية والاستفادة منها اجتماعياً وتجارياً.


فقط حفنة من البلدان تنافس إيران على لقب quot;أبطأ إنترنت في العالمquot;، فالمواطن في الجمهورية الإسلامية ينتظر ساعات طويلة فقط للقيام بمهام بسيطة تتطلب بضع دقائق على الإنترنت. ويثير بطء الانترنت في إيران غضب المواطنين الذين يعتبرون الأمر بمثابة مؤشر على شلل أوسع، وتعتيم معلوماتي وإخباري على الناس لأهداف سياسية.

ويقول رضا محمدي وهو مصمم مواقع الكترونية quot;منع عرض النطاق الترددي هنا يشبه سداً افتراضياًquot;.

بانتظار التحسن!

لكن يبدو أن المرحلة المقبلة ستكون واعدة بالنسبة للإيرانيين لأن العمل على تحسين الانترنت جارٍ على قدم وساق في المرحلة المقبلة. فالرئيس المعتدل حسن روحاني الذي وعد بإصلاحات كبيرة في البلاد على كافة المستويات، قال إن quot;العمل بدأ بالفعل وسوف يستمر بنعمة اللهquot;.

وبحلول نهاية آذار (مارس)، تقول الحكومة إن متوسط عرض النطاق الترددي سوف يتضاعف - رغم أن حتى هذه الخطوة من شأنها أن تترك إيران في المرتبة 135 في العالم، لكنها تسجل ارتفاعاً من المرتبة 170 الحالية، وفقاً لتقرير نشره موقع Netindex.com.

إنقلاب حقيقي

واعتبرت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; هذا الإعلان بمثابة quot;انقلاب حقيقي ومستغرب في نواحٍ كثيرةquot; بالنسبة لإيران التي أمضت سنوات بإحكام سيطرتها على جميع خدمات الإنترنت، سواء كانت خاصة أو مملوكة للدولة. وشددت الحكومة قبضتها على الانترنت لتعمل على تقنين الوصول إلى المواقع التي تعتبرها خطرًا سياسيًا.

نتيجة عكسية

أما الآن، فيبدو أن روحاني نفسه يعترف بأن نتيجة هذه القيود كانت عكسية، في جزء منها بسبب الحواجز أمام تجارة الإنترنت، واعداً الشباب الإيراني بـ quot;تدابير فعالةquot; في هذا الإطار في العام المقبل.

من جهته، قال نصر الله جاهان غرد، نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: quot;نحن لا نزال في مرتبة متأخرةquot; فالسرعة الحالية للانترنت تبلغ حوالي 2 ميغابايت في الثانية، حوالي واحد على عشرة من المتوسط العالمي، مما يضع إيران في مرتبة وراء لبنان وأوزبكستان.

وتملك هونغ كونغ الرائدة عالميًا في المتوسط سرعة انترنت تصل إلى 72 ميغابايت في الثانية، فيما حلت الولايات المتحدة في المرتبة 31 بحوالي 21 ميغابايت في الثانية.

أعلى عدد في الشرق الأوسط

ويبلغ عدد سكان إيران 76 مليون نسمة، ولديها حتى الآن أعلى عدد من مستخدمي الإنترنت في الشرق الأوسط. لكن الوصول إلى حسابك المصرفي عبر الانترنت يمكن أن يستغرق ساعات، وغالباً ما تتعطل خدمة الانترنت بسبب انقطاع غير مبرر في الخدمة.

وعلى الرغم من العديد من المشاكل، يقول المسؤولون ان سرعة الإنترنت زادت بنسبة 30 في المئة منذ الصيف الماضي، لا سيما بعد الانتخابات الرئاسية التي أدت إلى وصول روحاني إلى سدة الرئاسة واعداً بمزيد من الانفتاح.

أغراض متعددة

وقال محمود فايزي، وزير تكنولوجيا المعلومات في تصريحات تلفزيونية هذا العام quot;الانسان يحتاج الإنترنت لأغراض كثيرة''، مضيفاً: quot;علينا أن نتخذ خطوات لتحسين استخدام الإنترنت، بما في ذلك تسهيل التسوق ودفع الفواتير وتسليم الطرود بشكل أسهل عبر الإنترنتquot;.

فراناك اسكوي، نائب مدير مركز إيران لتنمية التجارة الإلكترونية، قال إن من بين المتقدمين للحصول على تراخيص للبيع بالتجزئة على الانترنت، هناك ما يقرب من 70 في المئة من الذين تقل أعمارهم عن الثلاثين.

واعتبر أن هذه الصناعة لديها القدرة على توظيف أعداد كبيرة من الشباب في بلد تنتشر فيه البطالة بين الشباب بنسبة 26 في المئة، على الرغم من أن بعض التقديرات تضع أرقاماً أعلى من ذلك بكثير.
quot;التجارة الإلكترونية لديها القدرة على خلق الكثير من فرص العمل وجذب الكثير من الشبان للاستثمار بقوة في هذا المجالquot;، قال اسكوي.