اسماه (حوار الطرشان)، وسعى الى ان يعبأه بالسخرية من كل شيء في الواقع العراقي، الشارد والوارد، الصالح والطالح،الهامشي والهام، الغائب والحاضر، الصح والغلط، يقترب من النملة ويحملها الى الشاشة لتكون فيلا، ويرسم له قرونا، ويسيء اليها اساءته الى الانسان، لكنه راح يصفق فهو لا يتورع في ان يستهزيء بمبرر او غير مبرر بكل ما في العراق من غرائب وعجائب وكأنه يعلن عن اكتشاف جديد، يستهزيء بلهجة تشفي تنفث رمادها على الوجوه وترش ملحها على الجراح، لكنه لن يحزن ابدا، بل يضحك ملء شدقيه شامتا، كأنه يقول (تستاهلون)، ويرسل نعوتاته الى ما يشاء ومن يشاء، حسب نافلة القول والسخط الذي قي نفسه.

يحتكم الى فتافيت الاخبار الهاربة اليه في البلد الذي يختبيء فيه، ويذهب ليحاكيها على طريقته الخاصة التي تتغلف بالسخرية المرة حتى وانت كانت لا تستحق، واذ لابد من ذلك، ولان (عيشته) عليها فهو ينسج كلماته على منوال اللعب على دغدغة مشاعر الاخرين بأصابع تسيل اشمئزازا، ويعزف على ربابة الاساءة بكل ما أوتي من خبرة زائفة ودعم معنوي من الاخرين المغرضين الذين تحوي دماؤهم كريات الدم الزرقاء.

يريد ان يقول لهم : اضحكوا على ما سأقوله وما امثله، لكن اداءه هو المضحك المبكي، وما ضحكهم الا عليه، فقد ظهر على الشاشة بهيئة ممثل لكنه اثبت انه ممثل فاشل جدا كما اولئك الذين كانوا يعلمونه التمثيل، انه مسكين يعيش على التهكم الفارغ، ومن يعيش على التهكم الفارغ مثل الذي يعيش بالحيلة (يموت بالفقر)، كان عليه ان يتأمل جيدا ما مضى ويقارن، وان ينظر الى نفسه، واين كان لسانه وفمه امام فضائع لا افضع منها، كان يبتهج انذاك بما هو فيه لانه يشار اليه بالمقرب زلفى، انه الان اصبح تاجرا، يشتري البضاعة من هنا ليبيعها هناك بسعر اغلى، ولكنه نسي ان لسانه ما كان ينطلق بهذه الاشمئزازات لولا فسحة الحرية الكبيرة التي كانت احدى النعم التي كان يفتقدها طوال حياته.

اسماه (حوار الطرشان) ليؤكد انه بالفعل (اطرش) ومن املوا عليه الحديث (طرشان) وكذلك الذين في المعمعة وقربه وحوله، انه اطرش واشياء اخرى لا اريد ان اذكرها الان!!