صالح المطلك وظافر العاني الى جنب اياد علاوي الى حد ما ثم طارق الهاشمي ونخبة كبيرة من الساسة الذين لايعجبهم شيء في العملية السياسية في العراقلكنهم متمسكون بها حدّ الثمالة والذين ينتمون في معضمهم الى كتلة القائمة العراقية التي ضمت الى جنب تلك الشخصيات بعض الشخوص التي جاءت نشازا في تلك الكتلة والاسباب التي دعتها لذلك ربما فيها شيء من الغرابة.

تلك االنماذج السياسية لاتعلو اصواتها الا حينما يتراجع الوضع الامني في العراق! فما ان يحدث خرق امني هنا او هناك حتى تجد هؤلاء قد سجلوا حضورا مميزا في جميع وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، في هذه القناة او تلك الصحيفة او هذه المحطة الاذاعية او على مواقع الانترنت، حيث تعاد نفس الاسطوانة البالية التي تثار كل مرة عبثا لا لاجل شيء انما فقط من اجل وضع العثرات بوجه العملية السياسية بشكل عام وليس من اجل كشف عورات هذه الحكومة او تلك كما تفعل جماعات الضغط التي نثمن جميعا دورها الريادي في اي تجربة ديمقراطية.

ان هذه الطبقة المذكورة ذات الرائحة واللون الواحد في طبيعة خطابها تشعرك بانها كجمهور كرة القدم يصمت لكنه سرعان ما ينتفض مع هجمة مرتدة تسفر عن هدف ! ولذلك فهم ينتفضون مع انفجار كل سيارة مفخخة او حزام ناسف.

ان رموز تلك الكتلة كانوا من الناصبين العداء والمجاهرين بدق طبول الحرب على ايران بحق او بغير حق بل هم اصحاب ارننة كل شيء في العملية السياسية العراقية رغم وجود الترسانة العسكرية الامريكية وبلاك ووتر واكبر سفارة امريكية في العالم وغير ذلك من النفوذ الامريكي الكبير وفي نفس الوقت لاينبسون ببنت شفة حول التدخلات الاخرى في الشأن العراقي وكأنهم على طريقة جبهة الموالاة في لبنان حينما تتطير شرا من حزب الله لانه ورقة ايرانية فيما تسمح لنفسها ان تكون رهينة بشكل مطلق للمملكة العربية السعودية!! وهذا ما يجعل جميع دعواتهم لرفض التدخل ما هي الا ازدواجية مواقف وتصفية حسابات وضرب تحت الحزام.

ان تلك الطبقة السياسية ومع كل ارثها من الرفض لما تسميه بالنفوذ الايراني عادت لتحتظن امير الاهوار كريم ماهود ذلك الرجل الذي استحوذ طيلة العقد التسعيني من القرن الماضي على رقعة جغرافية كبيرة في اهوار العراق وكبل النظام السابق خسائر فادحة بدعم ايراني كما يقول البعثيون. فهل اصبح اليوم كريم ماهود شخصية وطنية غير مخوّنة ولا عميل بقدرة قادر؟ ام ما الذي حصل؟!

ثم الى كريم ماهود نفسه: هل نسي او ربما تناسى المباديء التي كان يناظل من اجلها والتي ضحى في سبيلها انذاك الكثير من سكان الاهوار الى جنب من وقف معهم ومن اهم تلك الاهداف هي النظال ضد البعث ومن يستميت في سبيل البعثيين؟! هل نسي حملات الابادة الجماعية التي حصلت لمناطق كانت في يوم من الايام مأهولة في السكان وعامرة باهلها واليوم اصبحت ذكريتها حبر على ورق فماتت هناك شرايين الحياة في الاهوار ومات معها تركة سومر! وهل ثمة اجابة مقنعة يقدمها المحمداوي الى سكنة مناطق الجدي، الصيكل، الصحين، العكر، الطار، الشطانية، الحشرية، الخمس، ابو شذر ومئات القرى التي كانت مستقرة وتعيش بسلام في اهوار ميسان هل ثمة اجابة عن مدى اهمية الدور الذي قام به ثم الى اي حد كان ذلك الدور صحيحا؟ بعدما انتهى المطاف به الى جوار التركة البعثية فيما دفع الضريبة فقط وفقط احفاد السومريين!

كاتب عراقي
[email protected]