قد لا تحسد العملية السياسية الجارية في العراق و مختلف الاطراف و الاطياف السياسية المشارکة فيها، بما لها من خصوم و عذال وquot;مکيدينquot;، بحيث تکاد في کثير من الاحيان تجد صعوبة في تمييز العدو ذاته من الصديق. هذه الصورة الضبابية تتعلق فيما تتعلق بواقع المشهد العراقي نفسه، حيث تتقاذفه ظروف ذاتية و موضوعية مختلفة الاتجاهات و الابعاد و المضامين و الاهداف، إذ أن الاطراف و الاطياف السياسية العراقية بحد ذاتها تکاد تعيش نوعا ما حالة من الازدواجية و عدم الاستقرار المبدئي على خط مستقيم واضح المعالم، وقطعا ان الحالة برمتها وليدة و ناجمة و متمخضة عن تلك الفترات التي مرت بالتأريخ العراقي المعاصر والتي ترکت بصورة أو بأخرى على الفرد و المجتمع العراقي بکل طبقاته و شرائحه و أطيافه.


خصوم و عذال العملية السياسية الجارية في العراق، وان اختلفت ألوانهم و أطيافهم و أهدافهم، فإنهم يريدون التصيد في quot;الماء العراقي العکرquot;، ويجدون الفرصة مناسبة و مواتية لکي يجنوا أکبر حصيلة من عملية التصيد تلك، لکن ثمة أمر مهم يجب ملاحظته و التوقف عنده مليا، وهو أن هذه الاطراف المعادية او المختلفة او المتوجسة من التجربة السياسية العراقية، باتت بشکل او بآخرquot;من حيث تدري او لاتدريquot;، باتت تتقبل الوضع العراقي الجديد على أنهquot;أمر واقعquot;، وهو ماکانت العديد من الاطراف المناوئة او المضادة تتحسب و تحاذر منه و لاتريد القبول به إلا بشروطها الخاصة و المحددة، وبهذا فإنناquot;وفي خضم هذه الاوضاع المتداخلة و المتضادة مع بعضها البعضquot;، نجد أن هناك ثمة أمل و ثمة تفاؤل حذر ينطلق من واقع تغييرquot;ملموسquot;في مواقف اولئك الذين شککوا و رفضوا القبول بالواقع العراقي الجديد وفق التقسيمات و الاحداثيات الجديدةquot;بعد سقوط البعثquot; و الواقعية و الحقيقية منذ إستقلال العراق في 1921.


هذه الاطراف التي ألمعنا إليها آنفا، تقبلت الواقع العراقي الجديد لأنها وجدته أمرا لامناص منه و ان معطياته و محصلاته النهائية هي التي تحدد مصالح و علاقات العراق بالعالم الخارجي، لکن ثمة طرفين سياسيين خارج العملية السياسية العراقيـة الحالية مافتئتا تشککان في التجربة و ترفضها من الاساس، وهما الاسلاميين المتطرفين المعادين اساسا لکل ماهو إنساني و حضاري والذين يخضعون بصورة أو بأخرى لتأثيرات منظمة القاعدة و حزب البعث المنهار و النظام الديني المتشدد في إيران و اطراف إقليمية أخرى، أما الطرف السياسي الآخر فهو حزب البعث صاحب أفظع و أردأ و أسوأ تجربتين سياسيتين ذاتا عمق کارثي، حزب البعث هذا الذي باتتquot;ولأسباب متشعبة و متباينةquot; تسعى لتإييده أطراف إقليمية ولکن بطريقةquot;خجولةquot;وquot;نفاقيةquot;، يحاول جهد إمکانه و عبر شبکة من القنوات الاعلامية و الاوساط السياسية المتباينة، التشکيك و الطعن بالعملية الانتخابية برمتها و تصويرها على أنهاquot;غير ديمقراطية!!!!!quot;

ولاتخدم مصلحة الشعب العراقي!! وتوحي بصور مختلفة الى الاوضاع المزرية و تقيسها وبطريقة في منتهى الخبث و الدجل باوضاع العراق في ظل حکم دکتاتوريتهم و إستبدادهم و طيشهم و عبثهم بمقدرات العراق، متناسين و متغافلين بطريقة تکاد تکون أکثر غبائا من النعامة التي تدس رأسها في التراب کي لايراها أعدائها من ان هذه الاوضاع برمتها و اساسا هم الذين مهدوا لها و جعلوها أمرا واقعا حتى قبل المعارضة العراقية و الشعب العراقي بذاته، ومن هنا فإنه إذا ماکانت هناك أطراف من حقها بصورة أو بأخرى أن تعلي أصواتها و تخالف او ترفض شيئا او بعضا من العملية السياسية العراقية، فيقينا ان حزب البعث ليس من ضمنهم مطلقا، وان العرف الاخلاقي الذي طالما تشدق به قادة البعث وعلى رأسهم المقبور صدام حسين يدينهم و يعريهم من سراب ورقة التوت التي يتخفون خلفها عبثا، ويجب على نمس العراقquot;عزة الدوريquot; الهارب من وجه العدالة، وهو يوجه ندائاته و رسالاتهquot;المقرفةquot; من مخبأه النضالي الذي يتخفى فيه خارج العراق(عند الاشقاء)، أن يتذکر تلك الصفحات السوداء و المظلمة من ماضيهم اللعين أيام کانواquot;يتلاقفونquot; بالعراق بين براثنهم الموبوئة بالظلم و الطغيان ککرة وان يعلم بأن أسوأ طرف سياسي عراقي حالي يشارك في العملية الانتخابيةquot;وليست العملية السياسية العراقيةquot; يشرف حزب البعث منذ تأسيسه ولحد سقوطه المخجل في 9آذار 2003.