يتقدم ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالکي، القائمة العراقية بزعامة أياد علاوي تحقق تقدما مفاجئا، تارة هذا و أخرى ذاك، حتى انه أحيانا يکاد أن يصل الامر في أغلب الاحوال الى حد مايذهب إليه المثل العراقي التهکمي(بين حانهzwnj; و مانهzwnj; ضاعت لحانا)، والواقع ان کلا الطرفين يمتلکان ثقلا مميزا على الارض ليس بالامکان الاستهانة به ابدا وهو الامر الذي يدفع بسياقات الامور الى هکذا مفترقات مثيرة و ملفتة للنظر.

ائتلاف دولة القانون، والذي يسعى لکسب ود الشارع العراقي من خلال دعوته الى بناء دولة القانون وإستتباب الامن و الاستقرار في عموم العراق، قد کسب فعلا جانبا لافتا للنظر من الشارع، لکنه في نفس الوقت أثار حساسية و حفيظة جانب آخر على خلفية عدة مسائل أهمها عدم ثقة الشارع السني العراقي بشکل عام بالمالکي و شکوکه المفرطة من حيث إنتمائه الطائفي و خلفية علاقاتهquot;الاکثر من وثيقةquot;مع إيران، ناهيك عن أن العمق العربي لنوري المالکي عربيا مازال غير کافيا لکي يلبي شروط الابحار، في الوقت الذي سعت القائمة العراقية وعلى الرغم من الهزات و الانشقاقات المختلفة التي عصفت بها، الى اللعب على الاوتار الحساسة و نقاط الضعف التي ترنح المالکي من جرائها مثلما ان أياد علاوي عمل جهد إمکانه من أجل کسب ود الشارع العراقي بشکل عام و الشارع السني بشکل خاص خصوصا عندما بدأ حملته الانتخابية بالعزف على تقاسيم جامعة و مشترکة للشارع العراقي بشکل عام ملمحا الى سعيه المفرط من أجل أن يکون معبرا عن کل أطياف و شرائح الشعب العراقي بعيدا عن الاستحقاقات العرقية و الدينية و الطائفية وقد جائت جولاته العربية(ذات التلميحات و المغازي الواضحة)، مکملة و متممة لجهوده على الصعيد الداخلي.

ولعل من سوء حظ نوري المالکي وهو يخوض هذه الانتخابات الحاسمة في التأريخ العراقي المعاصر بعد سقوط نظام حکم صدام حسين، هو ذلك التوتر بين إيران و المجتمع الدولي و الذي بدأت ملامحه تلوح في الافق رويدا رويدا خصوصا التصعيد الامريکي ضد طهران والذي قد يکون بمثابة رصاصة الرحمة على شهر العسل(الضمني)بين العدوين اللدودين، هذا التوتر الذي قد جاء في وقت مناسب جدا بالنسبة لعلاوي الذي قطعا أجاد إستغلاله و توظيفه بذکاء و حنکة سياسي متمرس سيما خلال إتصالاته الاقليمية و الدولية التي أبدت قسطا وافرا من التفهم لموقف و رؤيا علاوي من بهذا الخصوص، ولعل المساعي الايرانية الاخيرة المحمومة للإستحواذquot;شبه المطلقquot;على الورقة العراقية من خلال الانتخابات الاخيرة و الاعداد لذلك بشکل جذب أنظار العديد من الاوساط الاستخبارية الاقليمة و العالمية، قد دفعت بالاوساط السياسية في المنطقة و دول الاتحاد الاوربي بشکل خاص الى منح غطاء(ضمني واضح)لأياد علاوي وجعله حصان طروادة بوجه المساعي الايرانية الحثيثة هذا بالاضافة الى أن الشارع العراقي بشکل عام الى حد ما قد أبدى تفهمه لتلك البرامج و الاهداف التي حددها أياد علاوي في قائمته العراقية و إنشد عليه بصورة يمکن إعتبارها بمثابة ورقة حمراء ترفعها بوجه نوري المالکي.

أما بخصوص ماأعلن و يعلن لحد الان من نتائج من جراء عمليات فرز الاصوات والتي تتراوح تارة ذات اليمين بإتجاه المالکي و اخرى ذات الشمال بإتجاه علاوي، فإنها تبين بوضوح و جلاء حقيقة الاوضاع العراقية و أهميتها بالنسبة لمختلف الاطراف الاقليمية و الدولية و تبين في نفس الوقت حدة و قوة الصراع بين الاطراف المتنافسة وکذلك قوة الدعم(الداخلي)و(الخارجي)اللذين يتمتعان بها کل منهما ويضاف الى ذلك تمرس الطرفين في التحوط من بعضهما بخصوص إحتمالات التلاعب بالاصوات والتي يبدو أن کليهما قد نالا حظا وافرا بهذا الخصوص بحيث ان أي منهما لم يتمکن من خلال (الالاعيب السوداء) خلف الستارة، أن يقلب الطاولة على رأس الآخر، لکن الاهم من کل ذلك ان الرسالة قد وصلت الى طهران من أن إمکانية اللعب الاحاديquot;شبه المطلقquot;في الساحة العراقية لم يعد ممکنا وانه عليها وعلى القوى السياسية العراقية المرتبطة بها أن تعي من أن المرحلة المحصورة بين 9/نيسان/2003 لغاية 7/آذار/2010، قد صارت في حکم الآفلة وان شروطها و إستحقاقاتها باتت بحکم المتعرضة لأکثر من هزةquot;تغييريةquot;.