الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من الشهر الجاري quot;اثبتت ان الشعب العراقي تواق للديمقراطية وممارسة حقه في اختيار ممثليهquot;، معتبرا المرحلة القادمة quot;مرحلة تضافر الجهود من اجل اخراج البلاد من الازماتquot;.


هذه العبارات المتفائلة التي تبعث روح الأمل لم تأتي من قادة تكتل عربي عراقي كما كنتُ أتمنى كالملايين الأخرين وأنما جاءت من الرئيس جلال الطالباني الزعيم الكردي الذي نال ثقة الشعب العراقي وحكومته الشرعية خلال سنوات عسر ولادة الديقراطية.


قد أكون عرضة للأنتقاد بالقول، أن قيادات عراقية عديدة وحركات دينية وعلمانية وأمارات أسلامية تسترت بقناع الوطنية والدين وشنتْ حروب الجاهلية على أهله في محاولة تقسيم العراق طائفياً ولم تنجح في غاياتها.


وتوجيه رسالة تحية وأجلال صادقة الى الرئيس جلال الطالباني والقيادات الكردية الحقيقية التي أستطاعت توسيع رقعتها السياسية بالعمل وفق أستراتيجية تماسك العراق ووحدته في أحلك الساعات وأخطر الظروف، هي رسالة الى قائد متواضع سبق وأن أكدَّ بكل بساطة ودهاء لنائب الرئيس الأمريكي جوزف بايدن بأن (مشروعه المقترح لتقسيم العراق لن يلقى ألأستجابة من المكونات العراقية......دعنا نحل مشاكلنا العراقية بطرقنا الخاصة بنا)، لينهي حديثه مع نائب الرئيس الأمريكي المتذمر.


وقد أكون عرضة للهجوم من بعض الجهات السياسية العربية العنصرية الفكر والمنطق، ممن أجادوا لعبة أقصاء الأخر، وتعميم الفهم الخاطئ بأن العلاقة الأمريكية العراقية quot; أُحادية الجانب quot;. وقد لأستطيع أتخاذ موقف الدفاع عن تصرفه كزعيم عشائري تحولَ الى قائد كسب شعبيته بولاءه وأخلاصه ومحبته للجميع.


ففي الماضي القريب شككَ المتشككون بأي عراقي غيور (عربي أو كردي) الى الدرجة التي وجدنا فيها أن المواطن المستقيم لايستطيع التمييز وتحديد هوية العناصر الملائمة للقيادة السياسية. ضفْ الى ذلك السهولة الأعلامية المُوجَهة الى طعن القيادات التي يهمها الحفاظ على وحدة العراق وترابه من القيادات الكردية الوطنية النبيلة.


وتستحق القيادات الكردية والأكراد الشرفاء المخلصون تحية أِكبار وأحترام لجهودهم وأمتيازيتهم، وجهود الرئيس جلال الطالباني بالذات خلال رئاسته، لتحقيقه نقلة نوعية مهمة للعراق في المحافل الدولية وتأكيده على وحدة العراق في مسيرته الديمقراطية الوليدة ولزرعه بذور الأمن والأستقرار والطأنينة في ربوع العراق وحدوده، بعد الخروقات والأخفاقات الأمنية في وسط وجنوب العراق التي أودت بحياة الكثير من الابرياء بدخول الانتحاريين من دول محيطة ( أجد الأمتعاض والخيبة في تعدادها) وتستر البعض عليهم وعدم التنديد بأفعالهم الشنيعة وتصريحاتهم العلنية بأرتكاب عمليات تخريب وتفجير ودمار في أرض العراق الطاهرة والسكوت عن أجرامهم.


وفي حالات عديدة، شاهدنا من شغلوا مراكزاً قيادية في السلطة وتغاضوا عن توجيه الأنظار الى الجهات الحقيقية للأجرام، بل طالبَ بعضهم بأطلاق سرح القتلة المجرمين من السجون، الأمر الذي ساعد في تقوية النشاط ألأرهابي وتمويله وتجهيزه بالسلاح والخرائط وتعريفه بأهداف لمنشأت عراقية حيوية لضربها وتخريبها لأضعاف موقف رئيس الوزراء المالكي (التنفيذي ) وزحزحة مركز الطالباني كرئيس للجمهورية ولزرع اليأس في نفوس أهل العراق.


فكان من الملاحظ في هذا الشأن هو حفاظ القيادات الكردية على كيان العراق المُوحد وسيادة أراضيه، قياساً ومقارنةً، بالقوى العربية التي حاولت تمزيق وحدته بتمويل عربي من الخارج.


حقاً مايقوله الرئيس الطالباني، رجل المسؤولية، بأن quot; السنوات الاربع المقبلة ستكون quot;مصيريةquot; امام الجميعquot;.
وعلى مأعتقد بأن القضايا المصيرية التي أشار أليها خلال نضاله تخص، الدين والوطن والشعب، وتخصنا جميعاً بلا أستثناء.
لقد ناضل الكثير من الشرفاء الاكراد في سبيل العراق رغم الطعن بقوميتهم ورغم الحملات و ألأتهامات الباطلة عن رغبتهم في الأنفصال والانقياد الى جهات أجنبية، وضحى الكثير من الأماجد لأيصال العراق الى ما وصل أليه اليوم، موحد السيادة والكرامة، وتعميم الجدل الفكري الأجتماعي والسياسي، البعيد عن العنف والأغتيال والتهديد والتشكيك.
فهذه هي القيم والمُثل الديمقراطية الحقيقية المقدسة التي بدأت تأخذ مكانها ومسارها المقبول في المجتمع.

أُستاذ جامعي وباحث سياسي
[email protected]