الله يرحم أيام صدام..عبارة أسمعها وأقرأها كثيرا في المنتديات وتعليقات القراء،حتى في التعليق على المشاهد القمعية له على اليوتيوب،فهل حقا وضع العراق أيام صدام كان أفضل مما هو عليه اليوم؟

للتذكير، أيام صدام كانت الهجرة بالملايين وضحايا القتل في حروب عبثية وقضايا وهمية كان أيضا بالملايين،القمع والخوف كان غذاء يوميا،التخوين والتصفيات الجسدية لم يسلم منها حتى أقرب أصدقائه وأصهاره لكن يبدو أن كل ذلك نسي إما بسبب الذاكرة القصيرة أو للأوضاع السيئة التي آل إليها العراق اليوم.

ليس مطلوبا الاختياربين وضعين سيئين وتطبيق نظرية الجمهورفي الملعب الذي يهتف لفريق دون آخرعلى وضع إنساني في دولة يفترض أن لها ثقلها العربي والعالمي.

في عهد صدام كان هناك القمع والديكتاتورية واليوم نرى الطائفية والقتل على الهوية،quot;تحريرquot;بوش البطولي للعراق من صدام حسين فشل حتى الآن في إيجاد بديل أفضل،وحتى لو وضعنا اللوم على القاعدة أو الإرهابيين في إفشال المشروع الديمقراطي الحرفذلك يدل أيضا على قصرنظرالسياسة الأميركية التي لم تحسب حساب ردود الفعل هذه.

ما نراه اليوم في العراق -إذا كان ثمة ما يسمى عراق -بلد ضعيف مشتت بلا سيادة،عاصمته في ذيل قائمة عواصم العالم من حيث مستوى المعيشة،لم تصلح الديموقراطية المزعومة من وضعه ولم تعد المهاجرين إليه بل طردت المزيد ولم يقل قتلاه بل ازدادوا ولم نربعد هذه السنوات من quot;التحريرquot;المزعوم ما يبررقتل مليون عراقي للوصول إلى لا شيء.

الوضع العراقي الآن سيء لكن نأمل أن يتحسن،ورغم سوئه لا نقول الله يرحم أيام صدام،فلا بد أن للعراقي خيارآخر غير الدكتاتورية وغياب الأمن والطائفية

لكن بتأمل ما حدث في العراق على مدى عقود طويلة هناك سؤال يطرح نفسه:لماذا تظل الملكية هي الصيغة الأنجح في التعامل مع الشعوب العربية؟

[email protected]
reemalsaleh.blogspot.com